وجد الحزب "الشيوعي" العراقي، الذي انضم لتحالف "سائرون" التابع لـ"التيار الصدري" قبل الانتخابات التشريعية التي جرت الشهر الماضي، نفسه في وضع لا يحسد عليه بعد الإعلان عن تشكيل تحالف واسع يجمع "سائرون" بتحالف "الفتح" التابع لمليشيات "الحشد الشعبي"، ما دفعه إلى وضع شروط عدّة لإبقاء تحالفه مع الصدريين.
وقال مصدر مقرب من الحزب "الشيوعي" لـ"العربي الجديد"، إنّ اجتماع المجلس الاستشاري للحزب الذي عقد، أمس الجمعة، شهد خلافات عميقة بين أعضائه بعد بروز تيارين، الأول يدعو للانسحاب من "سائرون"، والآخر يطالب بمزيد من الوقت.
وأضاف أنّ "اجتماع المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي استشعر الغضب العارم من قبل جماهيره بسبب التحالف مع تيارات طائفية"، لافتاً إلى أن "المجتمعين توصلوا إلى اتفاق مبني على أساس وضع شروط عدّة مقابل البقاء ضمن سائرون".
وبيّن أن أبرز هذه الشروط هو "الابتعاد عن تشكيل حكومة محاصصة، وعدم القبول بتشكيل التحالفات على أسس طائفية، والمضي بإجراءات التغيير والإصلاح التي يرفعها الحزب الشيوعي في ساحات التظاهر منذ عام 2015".
وهذا ما أكده أيضاً الأمين العام للحزب "الشيوعي"، رائد فهمي، الذي قال إنّ حزبه يفكر باتخاذ موقف فعلي، وتبني المعارضة في حال نسفت متبنيات الإصلاح والتغيير التي انضم على أساسها "الحزب الشيوعي" إلى "سائرون"، داعياً الأطراف الأخرى إلى أن تحذو هذا الحذو.
وأضاف فهمي، خلال تصريح صحافي "ما زلنا نحتفظ بنهج الإصلاح والتغيير، ولن نكون طرفاً في حكومة المحاصصة، وحتى الآن لم تذهب الأمور بهذا الاتجاه، ونحن نراقب".
وفي السياق، قال عضو المكتب السياسي للحزب "الشيوعي"، صبحي الجميلي، إنّ الحزب دخل ضمن تحالف سائرون انطلاقاً من هدف أساسي هو الإصلاح والتغيير، مضيفاً أن "برنامجنا دعا إلى بناء دولة المواطنة، وحصر السلاح بيد الدولة، وإنهاء المحاصصة".
وبين الجميلي، خلال مقابلة متلفزة، أن "الجماهير انتخبت سائرون لرفعه شعار الإصلاح"، مشدداً على ضرورة إجراء تغييرات جذرية وجوهرية في المنهج والتوجه للحيلولة دون العودة إلى منهج إدارة الدولة السابق الذي أثبت فشله.
وعقد المجلس الاستشاري للحزب الشيوعي العراقي اجتماعاً، الجمعة، لمناقشة الإعلان عن التحالف بين "سائرون" و"الفتح".
وأصدر، بياناً، قال فيه إن الحزب يعمل على معالجة جميع الإشكاليات المتعلقة بالانتخابات بالشكل الذي يحفظ إرادة الناس وخياراتهم وتطلعاتهم نحو الإصلاح والتغيير، مؤكداً أنّ "الحزب يجدد تمسكه بمشروع التغيير في منطلقاته الأساسية الداعية لبناء دولة المواطنة، ونبذ المحاصصة الطائفية، والتصدي للفساد، وحصر السلاح بيد الدولة، وتقديم الخدمات، وتنويع الاقتصاد، وإطلاق التنمية المستدامة".
وأشار إلى أن هذه المنطلقات هي الأساس للتحالف مع "سائرون"، وستكون الأساس لأي تحالف أو تفاهم مستقبلي على طريق تشكيل الكتلة البرلمانية الأكبر، مبيناً أن "الحزب الشيوعي حريص على استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري، وسيصون هذا الاستقلال مهما كانت الصعاب".