أسباب فشل المحادثات التركية الأميركية حول المنطقة الآمنة بسورية

24 يوليو 2019
واشنطن اقترحت منطقة آمنة بعمق محدود (الأناضول)
+ الخط -
كشفت مصادر تركية رفيعة، تحدثت لـ"العربي الجديد"، عن مضمون المفاوضات التي جرت في الأيام السابقة بين المبعوث الأميركي إلى سورية جيمس جيفري والوفد المرافق له، والجانب التركي حول إنشاء المنطقة الآمنة وأسباب الخلاف بشأنها، بحسب ما أكد المسؤولون الأتراك أمس.

وأفادت المصادر في الخارجية التركية بأن "الجانب الأميركي حمل مجموعة من المقترحات في جعبته كانت مخيبة جداً لآمال تركيا، وبعيدة عن استراتيجيتها وطموحاتها للمنطقة الآمنة، منها عمق المنطقة".


وأوضحت المصادر أن واشنطن اقترحت أن تكون المنطقة بعمق محدود يصل إلى 5 كيلومترات فقط في المناطق الريفية، ومن دون أن تشمل البلدات الحدودية السورية مثل تل أبيض، ما يعني أنها ستكون خارج حدود المنطقة الآمنة.

وأشارت المصادر إلى أن "من ضمن المقترحات عدم إلقاء السلاح بشكل كامل من قبل المليشيات الكردية، بل والتعاون معها في تشكيل هذه المنطقة"، مؤكدة أن "جميع هذه المقترحات غير مرضية للجانب التركي وبعيدة تماماً عن مطالب أنقرة، ما دفع وزير الخارجية مولود جاووش أوغلو للرد عليها بشكل غاضب".


ولفتت المصادر إلى أن "زيارات جيفري دورية وتجرى كل شهرين، ولكنها هذه المرة اكتسبت زخماً إعلامياً مختلفاً، إلا أنها كانت فارغة من ناحية المضمون، ما خيب آمال الجانب التركي، حتى في موضوع تطبيق خارطة الطريق حول منبج".

وتحدثت المصادر عن أن "خلافات ظهرت في مفاوضات الأيام السابقة حول تركيبة المجلس المحلي للمدينة، وهي الأساس في تطبيق خارطة الطريق، التي كان يفترض أن يتم الانتهاء من تنفيذها منذ يونيو/ حزيران الماضي".

وبحسب المصادر، فإن التقدم اقتصر على "بعض النقاط البسيطة جداً ولا تستدعي البناء عليها لحصول تقدم كبير، على الرغم من أن السفارة الأميركية في أنقرة وصفت المفاوضات المتعلقة بمنبج بأنها بناءة، ولكن الواقع ليس كذلك".

وأكدت المصادر نفسها أن "المقترحات الأميركية هي مجرد مماطلة وكسب للوقت، وهي أفكار لا ترقى للتعاون، رغم أن اللقاءات التقنية ستتواصل قريباً في واشنطن، وهي تجرى بشكل دوري بين الطرفين".