"درع الفرات" يطوق دابق و"داعش" يحشد ألف مقاتل بالبلدة

15 أكتوبر 2016
انطلقت قوات درع الفرات باتجاه دابق (محمد عثمان/الأناضول)
+ الخط -
بدأ تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) بحشد المزيد من مسلحيه لمعركة بلدة دابق بريف حلب الشمالي، فيما تواصل فصائل "الجيش السوري الحر" المنضوية ضمن عملية "درع الفرات" التي انطلقت قبل نحو ثمانية أسابيع، تقدمها بمحيط هذه البلدة، التي تُعتبر مركزاً رمزياً، أكثر منه معقلاً عسكرياً استراتيجياً بالنسبة للتنظيم.

فعلى بُعد نحو أربعين كيلو متراً إلى الشمال من وسط مركز محافظة حلب، استأنفت فصائل "الجيش السوري الحر" منذ فجر اليوم السبت، شن هجماتها، على معاقل مسلحي "داعش"، إذ بسطت نفوذها على قريتي الغيلانية والعزيزية، وذلك ضمن مساعيها المستمرة، لإنهاء تواجد التنظيم في ريف حلب الشمالي.

وأكد مصدر عسكري في ريف حلب الشمالي لـ"العربي الجديد" أن تنظيم داعش بدأ منذ أيام بارسال تعزيزات عسكرية من أجل منع قوات "درع الفرات" من السيطرة على بلدة دابق ذات الأهمية الرمزية بالنسبة للتنظيم، الذي استعان بقوات استقدمها من الرقة واعتمد على تجنيد السكان للذود عن البلدة.

وفي المقابل لا يبدو هدف السيطرة على دابق سهلاً، إذ تأخذ المعارك في بعض المناطق هناك، طابع الكر والفر منذ نحو أسبوعين، ولو أن الكفة ترجح لصالح القوات المهاجمة، التي نجحت خلال ثمانية أسابيع بالسيطرة على مناطق واسعة، تقدر بنحو سبعين كيلو متراً، على طول الشريط الحدودي مع تركيا، وتمتد من مدينة جرابلس شرقاً وصولاً لغربي بلدة الراعي غرباً.

ورغم أن فصائل "الجيش السوري الحر" المنضوية في عملية "درع الفرات" التي انطلقت بتغطية نارية من المدفعية وسلاح الجو التركي يوم الرابع والعشرين من أغسطس/آب الماضي، قد حققت، خلال الأسبوع الأخير، تقدماً مهماً في هذه المعارك الدائرة بين مدينة إعزاز غرباً، وبلدة اخترين شرقاً، تمثل بسيطرتها على نحو 15 قرية بمحيط دابق أبرزها قرى الطوقلي، غزل، العدية، يحمول، الشيخ ريح، براغيدة، كفرغان، البل، جارز، راعل، وتل حسين، وشويرين وغيرها، إلا أن هدف هذه الفصائل في حسم المعركة مع التنظيم بريف حلب الشمالي، لا يتحقق إلا باقتحامها بلدة دابق.

وتقع دابق، وسط مثلث مقلوب، تمتد قاعدته على الشريط الحدودي مع تركيا بطول نحو ستة وثلاثين كيلو متراً، من بلد الراعي شرقاً وصولاً إعزاز غرباً وكلاهما تحت سيطرة المعارضة، ورأسه يكون عند مدينة مارع، وهي أحد أهم معاقل المعارضة شمالي حلب، التي تقع إلى الجنوب الغربي من دابق بنحو تسعة كيلو مترات.


ويولي التنظيم بلدة دابق أهمية رمزية خاصة، لكونها بالنسبة له، مركز معركة "فاصلة" بين "المسلمين والكفر"، ولهذا الغرض يحشد مئاتٍ من مسلحيه للدفاع عنها.

وتؤكد المعلومات المتقاطعة التي ذكرتها عدة مصادر، أن التنظيم استنفر للدفاع عن دابق، نحو ألفٍ من مسلحي ما يسميهم "جيش العسرة"، فيما يواصل حشده السكان في المناطق الخاضعة له، وتعبئتهم للمشاركة في صد الهجوم على دابق، التي ستؤدي خسارتها إلى فقده آخر معاقله بريف حلب الشمالي، حيث كانت دابق مع البلدات المحيطة بها بالسابق، مركز انطلاق هجماته على مناطق سيطرة المعارضة السورية هناك خلال السنتين الماضيتين.