ملامح وساطة روسية بين الأسد وإسرائيل بموافقة أميركية

21 يوليو 2018
مساع لإعادة ترتيب العلاقة بين الأسد وإسرائيل (كريس مكراث/Getty)
+ الخط -
على الرغم من عدم اتضاح الكثير من التفاصيل بشأن ما توصلت إليه "قمة هلسنكي" بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من تفاهمات أو اتفاقات، إلا أن مؤشرات عدة، أحدثها ما كشفته صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، اليوم، تظهر بوضوح أن "صفقة" جرى التوافق بشأنها في ما يتعلق بسورية بين أطراف عديدة، في مقدمتها روسيا وإسرائيل، بمباركة أميركية، فيما النظام السوري ليس ببعيد عنها، خصوصاً بعد أن كان الرئيس الروسي واضحاً في حديثه عن الرغبة في "علاقة أكثر سلاماً بين سورية وإسرائيل".

وتقدّم تفاصيل الصفقة التي كشفتها الصحيفة، والتي تضع حماية أمن إسرائيل على المدى الطويل وإبعاد إيران أولوية، إلى جانب ربطها بحديث بوتين عن السلام بين نظام الأسد وإسرائيل، ما يكفي من التلميحات إلى جهد روسي، بمباركة أميركية، لإعادة ترتيب العلاقة بين نظام الأسد وإسرائيل.

وذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية أنه يوجد أمر واحد نعرفه في مرحلة ما بعد قمة هلسنكي، مفاده أن ترامب يؤيد صفقة حول سورية تم التوصل إليها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أسبوع من القمة.

وبحسب الصحيفة، فإنه قبل قمة بوتين - نتنياهو، اتصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأميركي، لإطلاعه على تفاصيل الاتفاق.

ووفقاً للكاتب جوش روجين، فإن ترامب وبوتين تحدّثا علناً عن الاتفاق منذ قمة هلسنكي، وإن كان ذلك على نحو غير مباشر. وأكد الكاتب أن الاتفاق حقيقي وسوف يعيد تشكيل كيفية تأثير القوى الفاعلة في الشرق الأوسط في جنوب سورية، في الأشهر والسنوات المقبلة.

وبحسب الصحيفة، فإن ترامب أشار ضمناً إلى الاتفاق من داخل البيت الأبيض عندما قال بشأن لقائه مع بوتين: "ناقشنا إسرائيل وأمن إسرائيل، والرئيس بوتين منخرط معنا في النقاش الآن، وفي النقاش مع بيبي نتنياهو من أجل إخراج شيء ما بشأن محيط سورية... وبالتحديد فيما يتعلق بالأمن والأمن طويل الأمد لإسرائيل".

كما أشارت الصحيفة إلى أن بوتين، بدوره، تحدّث عن الصفقة، خلال مؤتمره الصحافي مع ترامب عقب انتهاء القمة بينهما، وإن كانت قلة لاحظت هذا الأمر، خصوصاً عندما قال إنهما ناقشا "سحق الإرهابيين" في جنوب سورية، وأن المنطقة يجب أن تتماشى مع اتفاقية فصل القوات بين إسرائيل وسورية الموقّعة في عام 1974".

وبالنسبة للكاتب، فإن بوتين قدّم الاتفاق كأداة لحماية أمن إسرائيل وإصلاح العلاقة مع نظام بشار الأسد، وذلك بقوله "هذا الأمر سيحقق السلام في مرتفعات الجولان، ويجلب علاقة أكثر سلاماً بين سورية وإسرائيل، وسيوفر أيضاً الأمن لإسرائيل"، قبل أن يضيف "ترامب أولى اهتماماً خاصاً لهذا الموضوع خلال المفاوضات اليوم، وأود التأكيد أن روسيا معنية بهذا التطور".

وقدّم الكاتب مزيداً من تفاصيل الاتفاق/ الصفقة، بناء على محادثاته مع عدد من المصادر الحكومية والدبلوماسية، والذين قالوا إن "الصفقة مبنية على رغبة نتنياهو في البحث عن مخرج لإسرائيل، أخذاً بعين الاعتبار أن نظام الأسد وروسيا على وشك إنهاء هجومهما لاستعادة السيطرة على الأراضي السورية الواقعة على حدود إسرائيل".

وبحسب الكاتب، فإنه عندما أوصلت الولايات المتحدة رسالة واضحة بأنها لن تتدخل في الجنوب السوري، توصل نتنياهو إلى اتفاق مع بوتين لضمان أن مصالح إسرائيل ستكون محمية.

ووفقاً لهذه الصفقة، فإن إسرائيل (ومعها الولايات المتحدة على ما يبدو)، ستصادق رسمياً على سيطرة نظام الأسد على المنطقة، والعمل على تطبيق اتفاقية 1974، التي تحدد الحدود وتتيح لمراقبي الأمم المتحدة الانتشار بين السوريين والإسرائيليين.

وبموجب الصفقة أيضاً، توافق روسيا على إبقاء القوات الإيرانية ووكلائها بعيداً لمسافة 80 كليومتراً (نحو 50 ميلاً) من الحدود (إذا استطاعت ذلك).

وأشارت الصحيفة إلى أن بوتين وعد بعدم الاعتراض على ضرب إسرائيل أهدافاً إيرانية في جنوب سورية، خصوصاً إذا نشرت إيران أسلحة تهدد إسرائيل، مثل صواريخ استراتيجية أو أنظمة مضادة للطائرات.

المساهمون