ألمانيا: تعتيم إعلامي على "محادثات جدية" لتشكيل "غروكو"

08 يناير 2018
مفاوضات "غروكو" تحدد مصير ميركل السياسي (ماوريزيو غامباريني/الأناضول)
+ الخط -
مع انطلاق المحادثات الأولية لـ"الائتلاف الكبير" في ألمانيا، أمس الأحد، والتي تستمر حتى الخميس، بين الاتحاد المسيحي بزعامة المستشارة أنجيلا ميركل، وشريكها الأصغر في الاتحاد زعيم الاجتماعي المسيحي هورست زيهوفر، مع الاشتراكي بزعامة مارتن شولتز، يبدو أن الأطراف حريصة على تحقيق نتائج إيجابية، بعد أن أعلن الجميع "إيمانهم بنجاح المفاوضات، ليس لإنقاذ البلاد من الشلل السياسي فقط، بل لأن الأمر بات، إلى حد ما، يحدد المصير السياسي لزعماء الأحزاب الثلاثة".

ولنجاح المفاوضات، عمد المفاوضون الـ39 إلى وضع لائحة من المحظورات خلال أيام سير المحادثات الاستكشافية، بهدف تخفيف الضغط عن المفاوضين، ولتفادي التصدع نتيجة عدم الدقة في التصريحات التي قد تعرض المحادثات للخطر. 

وعلى عكس ما حصل خلال مفاوضات "جامايكا" بين أحزاب الاتحاد والليبرالي الحر والخضر في خريف 2017، حيث كانت المقابلات والتصريحات الإعلامية والمشاركة في البرامج الحوارية شبه يومية، تعهد مفاوضو "غروكو"، مع بدء أولى اجتماعاتهم في برلين، والتي ستجري بالتناوب في مقرات الأحزاب المشاركة في المفاوضات، باعتماد التعتيم الإعلامي بشأن مسار المفاوضات، والالتزام بعدم إعطاء التصريحات الصحافية والمقابلات، وهو ما أشارت إليه، اليوم الاثنين، العديد من وسائل الإعلام الألمانية، إذ أشارت إلى أن القيادات المشاركة هربت من الصحافيين ومن الكاميرات تفاديا للإحراج. 

ورغم ذلك، جرى تسريب كلام مقتضب لرئيس ديوان المستشارية القيادي في الحزب المسيحي الديمقراطي، بيتر ألتماير، قال فيه إن المحادثات التي استمرت لعشر ساعات "كانت بناءة للغاية".

من جهته، أوضح الأمين العام للاشتراكي الديمقراطي، لارس كلينغبيل، أن "هناك تقدما جيدا في بعض النقاط، وأقل نجاحا في مجالات أخرى"، مبرزا أن "الجميع في وضع خاص، وهم على علم بأن ألمانيا، ومنذ أكثر من ثلاثة أشهر، من دون حكومة، وفكرة طبعة جديدة من الائتلاف الكبير لا يستسيغها الكثير من المواطنين، ولذلك أراد المفاوضون اعتماد نمط جديد في التفاوض". 

وأوضح كلينغبيل أنه "وفقا للخطة الموضوعة، من المتوقع أن يعّد المشاركون في المحادثات بعض الملفات الفردية الأساسية، مثل الأمن الداخلي والسياسة الصحية، لاتخاذ قرار نهائي بشأنها بحلول غد الثلاثاء".

ويبدو أن هناك توجسا لدى المفاوضين من الإخفاق، رغم كل التصريحات التي شددت على وجوب عدم الفشل من جديد في تشكيل الحكومة، لأن ذلك "سيتسبب بنقمة من قبل الشعب". 

وبشأن الخلافات بين قادة الأحزاب المعنية بالمفاوضات، قالت ميركل: "هناك مهام ضخمة تنتظرنا، مثل تحديات السياسة الخارجية والتماسك في المجتمع"، فيما كان زعيم الاجتماعي المسيحي أكثر وضوحا حين شدد: "أعرف أننا بحاجة إلى التواصل"، وذلك لأنه يدرك أن مستقبله السياسي مرتبط بنجاح المفاوضات، في ظل صراع محموم مع وزير ماليته في بافاريا، ماركوس سودر، الذي من المرجح أن يحل مكانه في رئاسة الحكومة بعد الانتخابات البرلمانية الإقليمية المقررة في خريف هذا العام، فضلا عن حرصه على نتيجة إيجابية في مفاوضات "غروكو" لإدراكه، أيضا، بأن "تشكيل حكومة أقلية سيجعل المستشارة ميركل أكثر ضعفا".

من جهة أخرى، لا يوجد زعيم الاشتراكي في وضع أفضل من ميركل وزيهوفر، وهو الذي قال أخيرا لصحيفة "بيلد": "إذا فشلت المفاوضات فإن حياتي السياسية ستنتهي"، مؤكدا أن حزبه يخوض المحادثات الاستكشافية "بشكل منفتح، وليست هناك خطوط حمراء"، مبرزا أنه يوم الخميس المقبل "سيتم تحديد ما إذا كانت النتيجة كافية لتشكيل الائتلاف الكبير"، قبل أن يقرر مؤتمر الاشتراكي، الذي سينعقد في 21 من يناير/ كانون الثاني الجاري، في مدينة بون، الموافقة على الشروع في مفاوضات رسمية بشأن تشكيل ائتلاف جديد مع الاتحاد المسيحي من عدمه.



 

المساهمون