العراق: الكاظمي يلتقي بقيادات "الحشد الشعبي".... لا توافق على حل الخلافات

16 مايو 2020
من اللقاء اليوم (تويتر)
+ الخط -
بعد سلسلة زيارات أجراها رئيس الوزراء العراقي الجديد مصطفى الكاظمي لعدد من المؤسسات والوزارات الأمنية، التقى، اليوم السبت، بقيادات الصف الأول في فصائل "الحشد الشعبي"، بحضور قيادات الفصائل التي خرجت الشهر الماضي من عباءة "الحشد"، وتعرف باسم فصائل "العتبات المقدسة" أو "الفصائل العراقية"، وعددها أربعة، إثر خلافات واسعة.

وأظهرت صور الكاظمي مع زعيم "الحشد الشعبي"، فالح الفياض، والنائب الجديد له الذي تدور حوله أبرز الخلافات، المعروف باسم أبو فدك، فضلاً عن قيادات أخرى بارزة بفصائل مسلحة مقربة من إيران، إلى جانب قادة الفصائل التي انشقت عن هيكل "الحشد الشعبي"، الشهر الماضي، والتحقت تنظيمياً بمكتب القائد العام للقوات المسلحة، الذي يرأسه الكاظمي.

وكشفت مصادر مطلعة في هيئة "الحشد الشعبي"، اليوم السبت، لـ"العربي الجديد"، عن أسباب زيارة الكاظمي، إلى مقر "هيئة الحشد الشعبي"، وسط بغداد، والاجتماع مع كافة القيادات المتقدمة فيها ولأكثر من ثلاث ساعات، مؤكدة أن الاجتماع كان منصباً على إنهاء الخلافات وتسوية ملف المناصب الرئيسة داخل هيئة "الحشد الشعبي"، وهو الملف الأكثر تفاعلاً منذ اغتيال الولايات المتحدة، قائد "فيلق القدس" بالحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، بضربة جوية بداية العام الحالي، قرب مطار بغداد الدولي.

وأظهرت صور نشرتها هيئة "الحشد الشعبي"، الكاظمي خلال زيارته، وهو يرتدي الزي الرسمي لـ"الحشد"، فيما لم تصدر بعد أي تصريحات رسمية بشأن ما تمخض عنه اللقاء.

كما تظهر الصور حضور ممثلي الفصائل الأربعة الخاضعة لمرجعية النجف، وقد جلسوا جميعهم في صف واحد تقابلهم قيادات محسوبة الولاء على إيران، مثل القيادي بمليشيا "كتائب حزب الله" أبو منتظر الحسيني، وأبو فدك، وأبو علي البصري.

ووفقاً لمصادر من داخل هيئة "الحشد الشعبي"، تحدثت لـ"العربي الجديد"، فإنّ الاجتماع الذي أجراه الكاظمي مع قيادات الحشد مخطط له مسبقاً، وهدفه إعادة توحيد الفصال تحت مظلة "الحشد"، وإنهاء الخلافات، وعودة الأوضاع إلى طبيعتها بين الفصائل التابعة لمرجعية النجف، والفصائل المرتبطة والمدعومة من قبل طهران.

وبحسب المصادر ذاتها، فإن الاجتماع لم ينجح في تحقيق اتفاق بين الفصائل العراقية المرتبطة بالنجف وتلك المعروفة بـ"الفصائل الولائية" المرتبطة بإيران، لكنه نجح في كسر الجمود وحالة القطيعة السابقة التي كانت تخيّم على الأجواء.

ولفتت إلى أن أساس الصراع أو الخلافات يتمحور حول مصادرة القرارات المهمة لـ"الحشد"، والسيطرة على المناصب الرئيسة فيه، خصوصاً مع وجود احتكار على تلك المواقع من قبل الفصائل الولائية، المرتبطة بإيران.

وكشفت كذلك عن اجتماع آخر سيتم منتصف يونيو/ حزيران المقبل، بهدف حل الخلافات من خلال إعادة تسمية المناصب الرئيسة بـ"الحشد"، بمن فيها رئيسه فالح الفياض الذي قد يرحل عن المنصب، مع منح التيار الصدري، والفصائل المرتبطة بالنجف، مكانة أفضل داخل هيئة "الحشد الشعبي".

وبرزت تلك الخلافات على العلن، بعد انفصال أربعة من أبرز الفصائل العراقية المسلحة التي ترتبط بالنجف، وتعرف باسم "حشد العتبات" (اللواء 2 -تشكيلات فرقة الإمام علي القتالية، اللواء 11-العتبة الحسينية، اللواء 26 -العتبة العباسية، اللواء 44 -أنصار المرجعية)، في إشارةٍ إلى العتبات الدينية المقدسة جنوبي البلاد، والتي تشكل أكثر من 40 في المائة من تعداد عناصر "الحشد الشعبي" الكلّي.

وتمّ ربط تلك الفصائل الأربعة تنظيمياً بمكتب القائد العام للقوات المسلحة في العراق الذي يشغله وفقاً للدستور رئيس الوزراء، وذلك إثر خلافات حادة تفاقمت بعد إصرار فصائل مسلحة مرتبطة بإيران على تسمية أبو فدك، أو أبو عزيز المحمداوي، الملقب بـ"الخال، خلفاً لأبو مهدي المهندس، لارتباطه بالحرس الثوري الإيراني.

في المقابل، قال الخبير في الجماعات المسلحة، المحلل الأمني هشام الهاشمي في تغريدة له على "تويتر"، إن "زيارة الكاظمي لرئاسة هيئة الحشد الشعبي، بعد زيارته لوزارة الدفاع ورئاسة جهاز مكافحة الإرهاب، فيها دلالة معنوية واعتبارية كبيرة ينبغي استثمارها من قبل أنصار الحشد".

وأضاف الهاشمي أنه "لعل هذه الزيارة تساعد على نزع الخلافات الداخلية، وإعادة توزيع المناصب القيادية بعدالة وبحسب الأمر الديواني 237".

المساهمون