العراق: اعتقالات بتهم "إرهابية" ضد متهمين في بابل

04 مايو 2016
السلطات تشن حملة اعتقالات بعد هجمات بسيارات مفخخة(فرانس برس)
+ الخط -

أعلنت السلطات الأمنية العراقية عن اعتقال 25 شخصاً بتهم "إرهابية" في بابل، الواقعة على بعد 130 كيلومترا جنوب العاصمة بغداد، في عملية أمنية استهدفت ما وصفته بـ"الخلايا الإرهابية"، بحسب بيان للشرطة في المدينة.

وذكر البيان أن "القوات الأمنية شنت حملة دهم ضد أهداف محددة، اعتقلت خلالها 25 شخصاً متهمين بارتكاب أعمال جنائية و"إرهابية""، كاشفا عن أن "التهم الموجهة للمعتقلين هي السطو المسلح والسرقة والقتل العمد، والشجارات الشخصية".

وأشار البيان إلى أن "عملية القبض على هؤلاء المتهمين تمت وفق أوامر قضائية رسمية صادرة عن القضاء، فيما تم نقل المتهمين إلى مراكز الاحتجاز للتحقيق معهم".

وشهدت بابل هجمات بسيارات مفخخة عدة مرات على مدار العامين الماضيين، أسفرت عن مقتل وجرح العشرات من العناصر الأمنية والمدنيين، ما دفع السلطات المحلية إلى اتخاذ إجراءات أمنية جديدة.

وبدأت السلطات الأمنية في بابل حملتها منذ آخر تفجير ضرب مدخل المدينة بسيارة مفخخة في مارس/ آذار الماضي، والذي أسفر عن مقتل وجرح نحو 120 قتيلاً، وبعد تعرضها لعدة هجمات عنيفة ضربت مناطق مختلفة منها.


وقال خبراء أمنيون إن العمليات الأمنية تعتبر بمثابة عمليات استباقية تستهدف خلايا نائمة في المدينة، قد تخطط لشن هجمات وتفجيرات تستهدف عناصر الأمن والمدنيين.

وأكد الخبير الأمني عادل الحلي أن "بابل تعاني من ضغط أمني كبير، بسبب وجود خلايا ومليشيات مسلحة تسبب ضعفا وترهّلا في الأجهزة الأمنية"، مضيفا أن "هذه العمليات من شأنها تقليل احتمالات شن هجمات مسلحة وتفجيرات بسيارات مفخخة، كما حصل عدة مرات خلال الأشهر القليلة الماضية، والتي راح ضحيتها العشرات من المدنيين وعناصر الأمن".

وكانت عدد من القرى والنواحي التابعة لمدينة بابل قد شهدت عمليات عسكرية واسعة، إثر سيطرة تنظيم "الدولة الإسلامية" على بعض المناطق، أبرزها منطقة جرف الصخر، شمال غرب المدينة.

وأسفرت تلك العمليات العسكرية، بعد معارك ضارية بين القوات العراقية وتنظيم "داعش"، عن استعادة القوات العراقية للقرى والأرياف، لكنها ووجهت باتهامات بالتعامل بشكل طائفي مع أهالي المناطق التي تشن فيها حملات دهم وتفتيش واعتقالات مستمرة تستهدف طائفة معيّنة، بحسب مراقبين.

ويعتبر أسلوب العمليات الأمنية الاستباقية، كما تسميها أجهزة الأمن في العراق، إحدى الطرق التي تتبعها الحكومات المتعاقبة على حكم العراق بعد 2003، والتي ارتفعت وتيرتها في عهد رئيس الوزراء العراقي السابق، نوري المالكي، وأسفرت عن اعتقال عشرات الآلاف من المدنيين.

وتواجه الحكومة المحلية في بابل اتهامات من أطراف سياسية وعشائرية بارتكاب جرائم تطهير عرقي وطائفي في مناطق جرف الصخر والقرى والأرياف التابعة للمدينة، تحت مسمى "العمليات الأمنية الاستباقية"، حيث يقول مراقبون إن العمليات الأمنية والاعتقالات العشوائية غالباً ما تجري وفق تقارير ما يُعرف بـ"المخبر السري"، أو نتيجة سياسات طائفية واضحة ضد بعض المكونات العراقية، تحت ذريعة المادة "4 إرهاب".