وشدد عباس، خلال لقائه ترامب، في بيت لحم، على الموقف الفلسطيني باعتماد حل الدولتين على حدود العام 1967، دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية إلى جانب دولة إسرائيل، وحل قضايا الوضع النهائي كافة، على أساس قرارات الشرعية الدولية، والاتفاقات الثنائية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.
واعتبر أن "الصراع مع إسرائيل ليس دينياً، ومشكلتنا مع الاحتلال والاستيطان، والأساس لأي حل للقضية الفلسطينية، هو مبادرة السلام العربية"، مطالباً في الوقت نفسه الحكومة الإسرائيلية بالاستجابة لمطالب الأسرى، مجدداً التزامه بالحل السلمي.
وقال عباس مخاطباً ترامب إن "لقائي بكم في البيت الأبيض مطلع هذا الشهر، منحنا وشعبنا الفلسطيني الكثير من الأمل والتفاؤل بإمكانية تحقيق حلم وطموح طال انتظاره ألا وهو السلام الدائم والقائم على العدل"، مؤكداً أن "نيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله هو مفتاح السلام في المنطقة والعالم".
وفي الوقت الذي أشاد فيه عباس، بأهمية انعقاد القمة العربية الإسلامية الأميركية وما توصلت إليه من نتائج، تمنى عباس لترامب النجاح في جولته العامة التي ستقوده لقداسة البابا فرانسيس الذي نقدر جهوده المتفانية من أجل السلام.
وشدد الرئيس الفلسطيني على أن تحقيق السلام سيفتح الأفق واسعاً أمام النهوض بالاقتصاد الفلسطيني واستكمال بناء المؤسسات الوطنية، على أساس سيادة القانون في ظل روح التسامح والتعايش ونشر ثقافة السلام ونبذ العنف والتحريض وبناء الجسور بدلاً من الأسوار داخل أراضينا.
وفي بداية حديثه، قدّم ترامب العزاء لعائلات الضحايا الذين سقطوا في هجوم مانشستر، قائلاً: "لا يمكن أن نقف مكتوفي الأيدي أمام الاعتداءات الإرهابية، ويجب إخراج المتطرفين من مجتمعاتنا، واجتثاث الفكر المتطرف".
وأضاف: "أبذل قصارى جهدي لإطلاق عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وسأعمل على دعم الاقتصاد الفلسطيني عبر السلطة الفلسطينية".
وقال ترامب: "الرئيس عباس نريد أن نعمل بنوايا صادقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من أجل تحقيق هذا الهدف، وأنا أتوق إلى العمل مع هؤلاء القادة وذلك من أجل تحقيق السلام الدائم كما أتوق للعمل مع الرئيس محمود عباس على قضايا أخرى وذلك لتحقيق نهوض في الاقتصاد الفلسطيني وهذا أمر مهم، وكذلك بناء جهود من أجل محاربة الإرهاب".
وتابع: "قلنا للقادة العرب في الرياض بأننا سنعمل معاً من أجل محاربة الإرهاب بشكل كامل وذلك من خلال أعمال ذات معنى وعبروا هناك عن استعدادهم وشعرت بذلك حيث أن هذا الشعور لم يكن موجوداً منذ التاريخ حيث هناك إصرار وهناك عزيمة وهناك روح الحب لم يكن هذا الشعور موجوداً من قبل منذ التاريخ، وكان شرفاً لي حقيقةً أن نبدأ بالعمل في هذا السياق معاً".
وأوضح الرئيس الأميركي أن "السلام يجب أن يتم في بيئة لا يوجد فيها أي نوع من العنف ولا يوجد فيها تمويل للعنف، ويتم فيها إدانة كافة أشكال العنف بصوت واحد وموحد ونحن نعمل بإخلاص في الولايات المتحدة الأميركية وذلك من أجل الشباب اليهود والمسيحيين والمسلمين معاً، ونحن في هذا السياق نعمل على إيجاد مستقبل أكثر أمناً وسلاماً لكل العالم".
وأضاف ترامب: "بروح السلام أتينا إلى مدينة بيت لحم مدينة السلام وذلك من أجل أن نعمل معاً من أجل عالم يعمه السلام والتسامح والولايات المتحدة ستساعد الإسرائيليين والفلسطينيين من أجل الوصول إلى السلام، ومن أجل بث الأمل في الإقليم وللشعوب، وأنا أؤمن أن الإسرائيليين والفلسطينيين يمكنهم صنع السلام وستكون هناك عملية سلام في منطقة الشرق الأوسط ككل وستكون هناك إنجازات عظيمة".
وسبق المؤتمر الصحافي الذي عقده عباس وترامب، مراسم استقبال، واستعراض حرس الشرف في قصر الرئاسة، والاستماع للنشيدين الوطنيين الفلسطيني والأميركي، ومن ثم عزف حرس الشرف. وكان في استقبال ترامب شخصيات فلسطينية إسلامية ومسيحية وقادة عسكريون أدوا التحية العسكرية لترامب ورد لهم بالمثل، ومن ثم عزّى عباس وترامب بضحايا بريطانيا.
ووصل ترامب، صباح اليوم الثلاثاء، إلى مدينة بيت لحم، للقاء عباس، في وقت تسعى فيه الإدارة الأميركية إلى البحث عن سبل لإحياء جهود عملية السلام المتعثرة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقام نحو ألفي عنصر أمن فلسطيني بتأمين الزيارة التاريخية للرئيس الأميركي، بعد نحو أربعة أشهر على توليه رئاسة البيت الأبيض، فيما تم إعداد خطة لتأمين مرور موكب ترامب من القدس إلى بيت لحم، وتحديداً قصر الرئاسة (وسط) حيث تم اللقاء.