لوليسغارد يرحب بـ"إعادة انتشار" أحادي الجانب للحوثيين بالحديدة

11 مايو 2019
أعلنت الأمم المتحدة توليها مراقبة إعادة الانتشار (Getty)
+ الخط -

أعلنت الأمم المتحدة، الجمعة، ترحيبها بالعرض المقدم من جماعة أنصار الله (الحوثيين)، بتحقيق انسحاب أحادي الجانب من موانئ الحديدة، في وقتٍ اعتبر الفريق الحكومي أن أي "انتشار أحادي"، دون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق.

وأوضح بيان منسوب إلى رئيس لجنة التنسيق وإعادة الانتشار (وهو فريق الرقابة الأممية في الحديدة)، مايكل لوليسغارد، أنه يرحب بـ"العرض الذي قدمه أنصارُ الله (الحوثيين) وعزمِهم على القيام بإعادة الانتشار المبدئي الأُحادي الجانب من موانئ الحُديدة والصليف ورأس عيسى".

وأعلن لوليسغارد أن بعثة الأمم المتحدة ستتولى مراقبة عملية إعادة الانتشار الأحادي الجانب والذي سيبدأ يوم السبت وينتهي الثلاثاء المقبل.

وتعد المرة الأولى التي يعلن فيها فريق الأمم المتحدة عن ترحيبه بانسحاب أحادي الجانب من الحوثيين، منذ توقيع اتفاق استوكهولم في الـ13 من ديسمبر/كانون الأول 2018.

وقال رئيس لجنة إعادة الانتشار لوليسغارد إنه يلاحظ أن "هذه هي الخطوة العملية الأولى على أرض الواقع منذ إبرام اتفاق الحديدة"، لكنه مع ذلك "يُشدد على ضرورة أن تلي هذه الخطوة الإجراءات المُلتزمة والشفافة والمستمرة للأطراف للوفاء الكامل بالتزاماتهم".

وتابع لوليسغارد أنه "علاوةً على ذلك، يتعين أن تسمح عملية إعادة الانتشار الأُحادي الجانب هذه بإنشاء دورٍ رائدٍ للأمم المتحدة في دعمِ مؤسسة موانئ البحر الأحمر في إدارة الموانئ وتعزيز مراقبة آلية الأمم المتحدة للتحقق والتفتيش (UNVIM) وفقًا للاتفاقية".

واعتبر رئيس فريق المراقبين الدوليين أن التنفيذ الكامل لاتفاقية الحُديدة يظل "عاملاً فعالاً لضمانِ وصول المساعدات الإنسانية بشكلٍ فعال إلى اليمن حيث لا يزال الملايين بحاجة إلى المساعدة المُنقذة للحياة"، وتابع أنه "يجب على الأطراف اليمنية أن تواصل العمل بشكل عاجل لتحقيق هذا الهدف وجميع الالتزامات التي تم التعهد بها".

وفي أول رد فعلٍ من فريق الحكومة اليمنية في لجنة التنسيق وإعادة الانتشار في الحديدة، قال اللواء صغير عزيز أن أي "انتشار أحادي"، دون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق.

وقال عزيز في تغريدة على حسابه: "نحن مستعدون لتنفيذ المرحلة الأولى من عملية إعادة الانتشار حسب ما تم الاتفاق عليه وقد أبلغنا الفريق مايكل بأكثر من رسالة".

وأضاف المسؤول اليمني أن "أي انتشار أحادي بدون رقابة وتحقق مشترك يعتبر تحايلاً على تنفيذ الاتفاق ومسرحية هزلية كسابقاتها، وسوف يعري الأمم المتحدة".

وصف وزير الإعلام في الحكومة اليمنية، معمر الإرياني، السبت، العرض الذي قدمته جماعة أنصار الله (الحوثيين)، ببدء "إعادة الانتشار" من جانب واحد في موانئ الحديدة غربي البلاد، بأنه "غير دقيق ومضلل"، بعد إعلان الأمم المتحدة ترحيبها بمبادرة الحوثيين.

وأوضح الإرياني، بتغريدات بحسابه على موقع تويتر، أن العرض "استنساخ لمسرحية تسليم المليشيا ميناء الحديدة لعناصرها"، إشارة إلى ما سبق وأعلن عنه الحوثيون قبل شهور، من تسليم ميناء الحديدة لقوات تابعة لهم.


واعتبر الوزير اليمني أن أي "انتشار أحادي لا يتيح مبدأ الرقابة والتحقق المشترك من تنفيذ بنود اتفاق السويد" المبرم أواخر العام الماضي، يعد "مراوغة وتحايلاً لا يمكن القبول به".

وقال "نرحب بأي خطوة جادة نحو تنفيذ اتفاق السويد بشأن إعادة الانتشار في موانئ ومحافظة الحديدة"، كما "نحذر من محاولات المليشيا تضليل المجتمع الدولي ومجلس الأمن قبل انعقاد جلسته القادمة والحيلولة دون اتخاذ موقف حازم أمام استمرارها في عرقلة تنفيذ بنود اتفاق السويد وتقويض جهود الحل السلمي"، على حد وصفه.

وأشار الإرياني إلى أن اتفاق الحديدة في المرحلة الأولى، يشمل خطوتين: الأولى من قبل الحوثيين بالانسحاب من موانئ الصليف ورأس عيسى وتسليم خرائط الألغام للأمم المتحدة ونزع الألغام والمتفجرات وإزالة المظاهر المسلحة وإجراء الرقابة والتحقق واستمرار الرقابة، فيما الخطوة الثانية تشمل انسحاب الحوثيين من الميناء الرئيسي في الحديدة وانسحاب القوات الحكومية من مثلث "كيلو 8"، وتسليم الخرائط ونزع الألغام.

وجاء تصريح الوزير اليمني بعد إعلان رئيس لجنة تنسيق إعادة الانتشار في الحديدة الفريق مايكل لوليسغارد ترحيبه ببدء تنفيذ أحادي لـ"إعادة الانتشار" في موانئ الحديدة اعتباراً من اليوم السبت. ​


الجدير بالذكر أن الحوثيين سبق وأن أعلنوا منذ شهور انسحاباً أحادي الجانب من ميناء الحديدة، إلا أن الفريق الحكومي اعتبر ذلك "مسرحية هزلية"، وهذه المرة الأولى التي تبدي فيها الأمم المتحدة ترحيباً بما أعلنت عنه الجماعة.