"مغاوير الثورة" ينشئ قاعدة عسكرية بدعم من التحالف وخسائر لمليشيات النظام السوري

18 يوليو 2017
استهدف الجيش الحر معسكراً للمليشيات الطائفية (الأناضول)
+ الخط -
كشف المتحدث باسم "جيش مغاوير الثورة"، محمد مصطفى جراح، عن "عملهم على إنشاء قاعدة جديدة لهم في منطقة الشدادي بريف الحسكة، ما تزال قيد الإنشاء". فيما كشفت مصادر من الجيش الحر لـ"العربي الجديد" عن أضرار بشرية ومادية تكبدتها المليشيات الداعمة للنظام السوري في البادية السورية.


وقال جراح في حديث مع "العربي الجديد"، "نعمل على إكمال تشكيل لنا في الشمال السوري، حيث يوجد لدينا مقاتلون منتشرون في الشمال والشمال الغربي وإدلب، سيتم جمعهم تحت قيادة عسكرية لجيش مغاوير الثورة في قاعدة الشدادي، إذ يقدر عدد المقاتلين الأولي بأكثر من ألف مقاتل".

وأوضح أن "قاعدة التنف ستكون القاعدة الأم، الموردة للمقاتلين المدربين، إضافة إلى مسألة التسليح والدعم اللوجستي، لكل القواعد العسكرية المتقدمة التابعة لجيش مغاوير الثورة".

وتقع مدينة الشدادي جنوب مدينة الحسكة بمسافة 60 كم، وتتبع لها إدارياً، على الطريق الرئيسي الواصل بين الحسكة ودير الزور، ويمر بجوارها نهر الخابور، وكانت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد) قد طردت منها تنظيم داعش في شباط/فبراير من عام 2016.

وتعتقد مصادر معارضة، تحدثت مع "العربي الجديد"، بأن "التحالف الدولي يهدف من إنشاء قاعدة عسكرية في الشدادة لجيش مغاوير الثورة، البدء في معركة طرد داعش من دير الزور، يكون رأسُ الحربة فيها مكوناً عربياً، وليست قوات "قسد" الطاغي عليها المكون الكردي، تجنباً للحساسية القومية في المنطقة، وتأمين حاضنة شعبية للقوات المهاجمة لداعش".

وقال المتحدث باسم "مغاوير الثورة" إن "النظام يحاول زج المنطقة في حرب إقليمية كبيرة ونحن نرفض الانجرار لها، وهو يزج بقوات شيعية للقتال والاصطدام بجيش مغاوير الثورة في البادية السورية، بهدف فتح معارك بين إيران وروسيا من طرف والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش من طرف آخر، وهذا ما نحن نرفضه، فنحن لا نريد أي معركة إقليمية دولية على الأراضي السورية، لأن المصير هو مصير الشعب السوري، وفي النهاية سنكون نحن الخاسرين إذا حدثت في المنطقة معارك إقليمية دولية".

واعتبر أن "هذا هو مشروع (الرئيس) بشار الأسد للمرحلة المقبلة"، معللاً ذلك بأن "الأسد هو دخيل على سورية، ولكن نحن أصحاب الأرض وأصحاب المصير"، لافتاً إلى أن "الأسد يريد قطع الطريق على المعارضة لمحاربة داعش"، في إشارة إلى التفاف القوات النظامية على مناطق الفصائل المعارضة في البادية وصولاً إلى منطقة الوعر على الحدود السورية العراقية قبل أسابيع قليلة، مشكلة منطقة فصل بين مغاوير الثورة والفصائل المعارضة الأخرى ودير الزور الخاضعة لسيطرة "داعش"، في وقت كانت مغاوير الثورة قد أعلنت أن هدفهم القادم طرد "داعش" من مدينة البوكمال على الحدود السورية العراقية في ريف دير الزور الشرقي.

وأعرب جراح عن اعتقاده بأن "الأسد يريد بقاء داعش على هذه الأرض ويحاول أن يضع من نفسه درعاً لداعش، لتبقى له ذريعة تكسبه الوقت، في المفاوضات وأمام الرأي العالمي، مقدماً نفسه كمحارب للإرهاب".

يشار إلى أن "جيش مغاوير الثورة" هو أحد الفصائل المسلحة المعارضة المدعومة من قبل التحالف الدولي، ويعتبر مركزه الرئيسي في منطقة التنف، التي أنشأ فيها التحالف الدولي قاعدة عسكرية يتم فيها تدريب عناصر مغاوير الثورة، وتعتبر تحت حماية التحالف، حيث سبق أن قصف عدة أرتال تابعة للنظام والمليشيات الإيرانية جراء محاولتها الاقتراب من المعسكر، الذي يمنع الاقتراب منه في دائرة قطرها 50 كم.


في سياق آخر، تكبدت المليشيات المساندة لقوات النظام السوري اليوم الثلاثاء خسائر بالأرواح والعتاد، جراء استهداف معسكر لهم في البادية السورية من قبل "الجيش السوري الحر" براجمات الصواريخ والمدفعية الثقيلة.

وفي حديث مع "العربي الجديد"، قال المسؤول الإعلامي في "قوات الشهيد أحمد العبدو"، سعيد سيف، إنهم استهدفوا بالتعاون مع "جيش أسود الشرقية" و"جيش تحرير الشام" معسكراً للمليشيات الطائفية المساندة للنظام السوري في منطقة مفرق دريهمة، شرق جبل سيس في البادية السورية بريف دمشق الجنوبي الشرقي.

وأضاف سعد سيف بأن الاستهداف أدى إلى مقتل وجرح أكثر من أربعين عنصراً، وتدمير اثنتين من راجمات الصواريخ ودبابة في المعسكر، وحرق أكثر من خمس وثلاثين خيمة.

ويضم المعسكر قوات تابعة لمليشيات "حركة النجباء العراقية، لواء القدس الفلسطيني، لواء فاطميون الأفغاني، الدفاع الوطني وكتائب البعث السورية، وحزب الله اللبناني".

ويأتي ذلك الاستهداف رداً على محاولات النظام السوري المتكررة اقتحام مواقع الفصائل التابعة لـ"الجيش السوري الحر" في البادية السورية، بدعم من الطائرات الروسية، والتي تستمر لليوم العاشر على التوالي.

وكانت وسائل إعلام إيرانية قد أعلنت الأسبوع الماضي عن مقتل القيادي في مليشيا "فاطميون" الأفغانية، المدعو علي جعفري، وذلك خلال معارك في سورية، ولم تحدد الزمان والمكان، وذكرت مصادر أن الجعفري هو الرجل الثاني في المليشيا.

وتضم تلك المليشيات آلاف المتطوعين للقتال إلى جانب النظام ضد المعارضة السورية بدافع طائفي، أو لقاء بدل مادي، ويشرف على المليشيات الأجنبية بشكل مباشر قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني.