المرشحون لخلافة جون كيلي يخشون المنصب: قلق التحقيق الروسي والإهانة من ترامب

11 ديسمبر 2018
يكره ترامب أن يقال إنه يخضع لـ"إدارة"(Getty)
+ الخط -

المطلوب: مساعدٌ كبير للرئيس الأقوى في العالم. المواصفات: فقط أن يرغب باستلام الوظيفة. ويجب عليه كذلك أن يتحمل تقليلاً متواصلاً لدوره من رئيسه. آفاق العمل بعد هذه الوظيفة: غير أكيدة.

هكذا، يكافح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للعثور على شخص يتولى القيام بمهام كبير الموظفين في البيت الأبيض، عند مغادرة جون كيلي لهذا المنصب قريباً، وذلك بعد صرف النظر عن الخيار الأول، نيك آيرز، مساعد نائب الرئيس مايك بنس، فيما أوصل مرشحون للمنصب رسائل تفيد بأنهم غير معنيين بهذه الوظيفة.

وتشمل لائحة المرشحين لخلافة كيلي، مدير مكتب الإدارة والموازنة مايك مولفاني، النائب الجمهوري مارك ميدوز، وحاكم نيوجرسي السابق كريس كريستي.

وانتقد ترامب اليوم في تغريدة له على "تويتر" التقارير الإعلامية التي قالت إنه يجد صعوبة لإيجاد شخص يقبل بالوظيفة. وقال ترامب: "الكثيرون، حوالي عشرة أشخاص، أعينهم على المنصب". وتساءل: "لماذا لن يرغب أحدهم الحصول على أحد أكثر الوظائف قيمة وروعة في واشنطن؟". أما مستشارة البيت الأبيض كيلياني كونواي، فأكدت أن جون كيلي سيبقى في منصبه أطول بقليل من المدة التي أعلن عنها سابقاً، مؤكدة وجود أشخاص "يطمحون للمنصب، وتجري مراجعة ملفاتهم، وهو قرار شخصي يعود للرئيس".

من جهته، أكد المرشح ميدوز أنه لم يناقش أي عرض مع ترامب، لكن عضواً جمهورياً آخر في الكونغرس، أكد أن الأول يرغب في القيام بمهام كبير موظفي البيت الأبيض.

وقال ميدوز في ظهور له عبر قناة "فوكس" الإخبارية إنه "ليس أمراً أخرج للمطالبة به"، لكن "حياتي تغيرت" بعدما قرر آيرز، مرشح ترامب الأول، رفض العرض.

وفي الواقع، دهش الجميع، بمن فيهم كبار المساعدين في البيت الأبيض، من قرار آيرز، مساعد مايك بنس، بالانسحاب، ما ترك ترامب، الذي لم يكن أمامه أسماء بديلة تنتظر بالصف، يكافح لإيجاد بديل لكيلي.

ويستهدف الموالون لترامب اليوم مزيداً من الأسماء المرشحة، ضمن لائحة طويلة، بمن فيهم ديفيد بوسي، نائب مدير حملة ترامب السابق، ووزير العدل بالإنابة ماتيو وايتاكر، ومدير الاتصالات في البيت الأبيض بيل شاين، وسارة هوكابي ساندرز، المتحدثة الإعلامية.

ولا تؤخذ الكثير من الأسماء على محمل الجد، لكن حجم اللائحة يعكس عدم اليقين في فلك ترامب بما يتعلق بالوظيفة التي يجري البحث عمن يتوكل بها.

ولم ينكر ديفيد بوسي، لـ"فوكس"، اهتمامه بالمنصب، لكنه أضاف أنه لا يرى أن ترامب سيعرضه عليه.

وبالرغم من ظهور أسماء، إلا أن بعض المرشحين في الوقت ذاته بدوا وكأنهم يسحبون أنفسهم من المنافسة، ما يسلط الضوء على التحديات التي ترافق العمل لصالح رئيس زئبقي، اعترف أنه يحبذ إحاطة نفسه بالفوضى، ويكره أي تلميح بأنه "تحت أي إدارة".

ويشرح كريس ويبل، الخبير في وظيفة "كبير موظفي البيت الأبيض"، وصاحب كتاب حول الموضوع، إنه عمل "بلا رحمة، يتطلب 24 ساعة عمل كل أيام الأسبوع، ومن يحصل عليه يقع عليه "كل اللوم، من دون أي شكر، لكل ما يجري. وهذا في أفضل الأحوال. ونحن اليوم لسنا في أفضل الأحوال. فإدارة ترامب بلغت رقماً قياسياً في تبديل المناصب، ولطالما عانى الرئيس الحالي لجذب سياسيين محترفين (للعمل معه)، وهو تحدٍ ازدادت حدته مع وصول أكثرية ديمقراطية في مجلس النواب، ستعمل على متابعة التحقيق بالتدخل الروسي، وفي ظلّ جو سياسي غير مستقر".

من جهته، يشرح ديفيد كوهين، الأستاذ في العلوم السياسية في جامعة "أكرون"، أن الذين يتسلمون مناصب رفيعة اليوم في البيت الأبيض يعرضون أنفسهم لاحتمال الملاحقة قضائياً، ولفواتير محامين باهظة (عليهم أن يدفعوها).

ولهذه الأسباب ربما، قال الممثل التجاري روبرت لايتايزر، وهو أحد الأسماء المطروحة لخلافة كيلي، إنه "مركز بشكل كامل" على وظيفته الحالية. بدوره، قال شخص على اطلاع على تفكير وزير الخزانة ستيفن منوتشين، إن الأخير "سعيد" بمنصبه.

وبالرغم من كون بعض المواقف المعلنة تنم عن رغبة باتخاذ "وضعية استراتيجية"، إلا أنه توجد أسباب كافية لأي طامح للمنصب للتمهل قليلاً، بعدما قام ترامب بـ"حرق" شخصين إلى الآن توليا هذه المهمة في البيت الأبيض، رينس بريبوس وكيلي، ما عرضهما للسخرية والإهانة.

وجاء الإعلان عن مغادرة بريبوس، الأمين العام للحزب الجمهوري، لمنصب كبير موظفي البيت الأبيض، من خلال تغريدة لترامب على "تويتر"، مهينة. وبعد 18 شهراً، أعلن ترامب بطريقة مفاجئة يوم السبت الماضي من حديقة البيت الأبيض أن الجنرال المتقاعد جون كيلي سيغادر منصبه الحالي نهاية العام.

وناقش ترامب وآيرز الوظيفة لأشهر، حتى أن الرئيس الأميركي بات يطرح على الأخير الأسئلة في الأشهر الماضية، عوضاً عن طرحها على كيلي، وذلك بحسب مصادر تحدثت لـ"أسوشييتد برس".

وفيما قال مسؤول في البيت الأبيض إن قرار آيرز بالتراجع عن قبول الوظيفة يعود لرغبته العودة لولاية جورجيا والبقاء قريباً من عائلته، أكد آخرون مقربون من الأخير إنه أبدى قلقاً على إمكانية مراقبة وملاحقة عمله السابق بالاستشارات السياسية. وأضافت أنه لم يتفق مع ترامب حول المدة التي يجب أن يقضيها ككبير موظفي البيت الأبيض، فبينما كان يرغب بالعمل بإطار "مرحلة انتقالية"، أراد ترامب منه التزاماً لمدة سنتين. وبحسب مصادر قريبة من الرئيس، فقد شعر بصدمة عندما قرر آيرز التراجع عن قبول العرض، خاصة أنه يأتي في وقت صعب بالنسبة إليه، وسط التحضر لرئاسيات 2020، والملاحقة الديمقراطية في الكونغرس ولسير للتحقيقات الروسية.

وبحسب معهد "بروكينغز"، عندما سيجد ترامب بديلاً لكيلي، سيكون قد ضرب رقماً قياسياً لتبديل متبوئي هذا المنصب خلال 24 شهراً من عمر أي إدارة أميركية.

لكن دونالد ترامب، وللتذكير، كان سمح لنفسه الاستهزاء في العام 2012 من سلفه باراك أوباما، حين قال: "ثلاثة رؤساء فريق بالبيت الأبيض بأقل من 3 سنوات بعهد أوباما، ربما هذا يفسر قليلاً لماذا لا يقدر أوباما على تمرير أجندته".

ومع اعتذار آيرز، قد يتقدم احتمال ألا يجد ترامب شخصاً ليحل مكان كيلي في الوقت المطلوب، أو أن يختار أول شخص يخطر على باله، فقط من أجل دحض الأحاديث القائلة بأن لا أحد يرغب في الوظيفة.


في الأثناء، قال ترامب للمحيطين به إنه يتعطش "للمجيء بشخص يتفق معه، يدردش معه، يتبادل الثرثرات، ويشتكي له من تغطية الإعلام"، وشخص "متفهم" أكثر سياسياً.

(أسوشييتد برس)

 

المساهمون