حصيلة زيارة بن سلمان للجزائر: اجتماع وحيد ورفض شعبي

03 ديسمبر 2018
لاقت زيارة بن سلمان رفضاً شعبياً (رياض قرامدي/فرانس برس)
+ الخط -
غادر ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، الجزائر يوم الإثنين، بعد زيارة مثيرة لم تخلف الكثير من المكاسب السياسية والاقتصادية بالنسبة للجزائر، مقارنة مع ما خلفته من جدل ورفض شعبيين.

وغادر بن سلمان الجزائر دون أن يحظى بمقابلة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، بعد قرار مفاجئ من الرئاسة الجزائرية بإلغاء اللقاء بسبب إصابة بوتفليقة بـ"إنفلونزا حادة".

ولم يلتق بن سلمان أياً من المسؤولين الجزائريين البارزين، كما لم يزره في مقر إقامته، كما جرت العادة عند زيارة رؤساء الدول والحكومات الأجانب الى الجزائر، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح ولا رئيس البرلمان معاذ بوشارب ولا رئيس المجلس الدستوري مراد مدلسي.

واكتفى بن سلمان منذ وصوله الأحد إلى الجزائر بمباحثات وحيدة مع رئيس الحكومة الجزائرية أحمد أويحيى، أعلن في أعقابها عن إنشاء مجلس أعلى للتنسيق الجزائري ــ السعودي يتكفل بتعزيز التعاون الثنائي في المجالات السياسية والأمنية ومكافحة الإرهاب والتطرف والاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتعدين.

وعلى هامش الزيارة، التأم مجلس الأعمال الجزائري السعودي وشهد الاتفاق على خمسة مشاريع استثمارية مشتركة في قطاعات المعادن والصناعات الدوائية وصناعة العصائر والبيتروكيميائيات وصناعة الورق.

كما انتظمت حلقة علمية مشتركة بين وزارة العدل الجزائرية ومؤسسة نايف للعلوم الأمنية حول إصلاح المؤسسات السجنية، وعقد وزير الإعلام السعودي عواد بن صالح العواد اجتماعاً مع رؤساء تحرير عدد من وسائل الإعلام في السعودية والجزائر، لدعوتهم إلى "المساهمة في توطيد العلاقات بين الرياض والجزائر".

وفي تدوينة على "فيسبوك"، قال مدير صحيفة "الحوار" المستقلة في الجزائر، محمد يعقوبي، إن "أهم شركة سعودية مرافقة لولي العهد هي شركة صناعة الورق الصحي، وقيمة المشروع لا تتجاوز 20 مليون دولار وهو غلاف مالي قد يساوي تكلفة إقامة الأمير والوفد المرافق له في الجزائر، بل يمكن لهكذا مبلغ أن يمنحه أبسط بنك في الجزائر كقرض لأبسط مستثمر، أما القيمة الإجمالية للاستثمارات السعودية التي رافقت زيارة محمد بن سلمان للجزائر، فلا تتجاوز 100 مليون دولار".

وأضاف: "نحن بلد الخير والخيرات نرحب بالضيف ولا ننتظر المقابل".



كاريكاتير بن سلمان/ الصحف الجزائرية 


وكانت صحف جزائرية مثل "ليبرتي" (الحرية)، و"الوطن" قد نشرت رسوماً كاريكاتورية تعبر عن مواقف رافضة لزيارة بن سلمان على خلفية تورطه في اغتيال الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده بإسطنبول، وفق ما خلصت إليه الاستخبارات الأميركية، وفق تقارير إعلامية.


وكان مثقفون وكتاب جزائريون أصدروا، يوم الأحد، بياناً أعلنوا فيه رفضهم لهذه الزيارة، وحملوا الحكومة المسؤولية السياسية والأخلاقية في استقبال ولي العهد السعودي بسبب مسؤوليته في مقتل خاشقجي والحرب في اليمن واعتقال ناشطين في المملكة. وجاء البيان بعدما عبرت أحزاب عدة عن مواقف مماثلة رافضة للزيارة.