لبنان: الحريري يُعلن مسؤوليته عن خيارات تياره السياسية

12 يونيو 2016
الحريري أكد أن تياره ما زال متماسكاً (Getty)
+ الخط -




أعلن رئيس الحكومة الأسبق، سعد الحريري، أنه "مسؤول مسؤولية كاملة عن المسار السياسي للتيار (المستقبل) وللحريرية الوطنية، منذ تسلمي زمام القيادة بعد اغتيال الرئيس الشهيد إلى الشوط الأخير من الانتخابات البلدية"، وأن ثمن غيابه عن بيروت "كان باهظاً جداً". لكنه أكد أنه لن ينحني "أمام أي عاصفة مهما اشتدت".

وطمأن الحريري مناصريه أن "بيت المستقبل الذي أصابته شظايا" نتائج الانتخابات البلدية "ثابت الأركان والأساسات. وأن تيار رفيق الحريري، يستحيل أن يسقط لا بالضربة القاضية ولا بالنقاط (...) ولن نعطي أياً كان فرصة لتزوير مسيرة رفيق الحريري والتلاعب فيها".


وقال الحريري إن "الدماء التي سالت هي دماؤنا، ومن غير المقبول استخدام الشهداء في المزايدات الرخيصة وشعارات الابتزاز السياسي". ودعا إلى الثقة أن تيار "المستقبل" لن يتأثر "بعواصف الفناجين وسيبقى صامداً في وجه الريح يمسك قراره بيده، ولا يتأخر عن حماية لبنان".

وأتى كلام الحريري بمثابة رد على تحميل وزير الداخلية نهاد المشنوق السعودية المسؤولية عن خيارات تيار المستقبل التي أدت إلى تلقي التيار عدة هزائم في الانتخابات البلدية، أبرزها في مدينة طرابلس.

كلام الحريري جاء خلال مأدبة إفطار، وأضاف أن هناك أزمة "عصفت في تيار المستقبل تستدعي صراحة في المواجهة وأمانة في التقييم وجرأة في المحاسبة، هذه حقيقة، يجب أن نعترف بها فلا نخفيها وراء جميل الكلام أو أي عمليات كذب على الذات".

وأكد الحريري أنه "المسؤول عن أنني مشيت في آفاق الدوحة بعد اجتياح بيروت بـ 7 مايو/أيار 2008، لأن قراري كان وما يزال وسيبقى رفض اللجوء إلى السلاح في النزاعات الداخلية، ولا أرضى ولن أرضى مهما حصل، أن يصبح تيار المستقبل مليشيا مسلحة".


وأضاف أنه المسؤول "في ذاك الوقت أني مشيت بإرادتي وعقلي وقناعتي بالمبادرة السعودية للمصالحة العربية الشاملة، على أساس أن يكون لبنان أول مستفيد من هذه المصالحة، لأن السعودية لم ترد ولا تريد للبنان إلا الخير والاستقرار، وقد قامت بالمستحيل لحماية بلدنا من الفتنة"، وقال الحريري "أنا من شربت كأس السم، أنا من ذهبت إلى سورية لأفتدي بكرامتي الشخصية هذا الهدف العربي النبيل، والسعودية كانت تريد أن تنهي النزاعات بين أطراف البيت العربي بدءاً من لبنان، وبشار الأسد كان يريد أن يغدر بالسعودية وبمبادرتها وبدورها، ويقضي على الحريرية الوطنية في لبنان".


وبرر الأمر بأنه سار بهذا الخيار، "لأكشف في النهاية لكل الأشقاء والأصدقاء أن بشار الأسد دكتور في تقديم الوعود الكاذبة ويريد هو وحلفاؤه أن يغتالوني سياسياً، إن لم يتمكنوا من أن يفعلوا معي ما فعلوه مع رفيق الحريري جسدياً".


وواصل الحريري "تذكروا يومها، ليست فقط السعودية، بل أوباما وساركوزي وحسني مبارك وأمير قطر وأردوغان، جميعهم قالوا قولاً واحداً، كانوا يقولون لي: يا سعد، ولو، تترك كبرياءك وكرامتك ومشاعرك الشخصية تقف بوجه وعود بشار الأسد لنا إنه سينفصل عن إيران ويرجع للحضن العربي؟". وأضاف "يومها، والحمد لله أن معظمهم ما زال شاهداً، قلت لهم: أنا سأذهب إلى سورية، عند بشار فقط لكي تروا أن هذا المجرم أكبر كاذب، وتعرفون ماذا؟ تقريباً كلّهم، وهناك من هم جالسون معنا اليوم، كانوا شهوداً، وعادوا وقالوا لي: كان الحق معك ويا ليتنا سمعنا منك".

كما اعتبر الحريري في كلمته أنه "المسؤول عن كشف مناورات حزب الله مع المبادرة القطرية - التركية" وذلك عام 2011. وأشار إلى أنه أصر "في كل المراحل بالعض على الجرح وكتم الألم في الصدر واعتماد سياسة تدوير الزوايا وفتح النوافذ في الجدران المسدودة حتى لا يسقط لبنان في المجهول ولا نقع جميعاً في بحر الفتنة الذي تتلاطم فيه أمواج الغرائز من مختلف الأقطار الإسلامية".

كما أكد الحريري أنه يتحمل مسؤولية "قرار الغياب لمدة 4 سنوات لأسباب ليست خافية على أحد وعن نتائج إدارة الشأن السياسي بالواسطة والمراسلة"، ولفت إلى أن "ثمن الغياب عن بيروت كان باهظاً جداً، ولكن على القاصي والداني أن يتأكد أن وجودي معكم في بيروت لن ينكسر بعد اليوم".

وعدد الحريري ثوابته وهي "حماية لبنان، حماية الشرعية في لبنان، حماية العيش المشترك والمناصفة بين المسلمين والمسيحيين، حماية الاعتدال الإسلامي في مواجهة الإرهاب والتطرف، حماية عروبة لبنان وعلاقاته مع أشقائه، حماية الساحة الإسلامية من الفتنة ودعوات التحريض والتعصب، حماية ثوابت انتفاضة الاستقلال وقيم العبور إلى الدولة، رفض الخضوع لهيمنة السلاح غير الشرعي والتمسك بحصرية السلاح والسلطة في يد الدولة ومؤسساتها".

كما أعلن الحريري مسؤوليته عن ترشيح رئيس تيار المردة النائب، سليمان فرنجية، لرئاسة الجمهورية، مشيراً الى أن كتلة المستقبل النيابية "قامت بواجبها الدستوري وحضرت كل جلسة".