بريطانيا: جهود مكثفة لتفادي سيناريو بريكست بدون اتفاق

11 يناير 2019
يونكر: خيار عدم الاتفاق سيكون كارثة (فيليب لوبيز/فرانس برس)
+ الخط -

اعتبر رئيس المفوضية الأوروبية جان-كلود يونكر، الجمعة، أنه يجب بذل "جهود مكثفة" لتفادي سيناريو خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي بدون اتفاق، من الآن حتى موعد تصويت البرلمان البريطاني الثلاثاء على نص الاتفاق لإقراره.

وأكّد يونكر أنه والمفوضية الأوروبية بقيا على "تواصل مستمر" مع الحكومة البريطانية، فيما تسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إلى حجج جديدة، لإقناع برلمانها بالمصادقة على الاتفاق الذي توصلت إليه مع الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي. 

وأعلن يونكر في مؤتمر صحافي في بوخارست، أن "خيار عدم الاتفاق سيكون كارثة لنا ولأصدقائنا البريطانيين، ولذلك يجب بذل كل الجهود حتى الثلاثاء لتحقيق خاتمة ناجحة لهذا المشروع المهم".

ومع معارضة النواب البريطانيين للاتفاق، تسعى ماي إلى تلقي "ضمانات" من شركائها الأوروبيين، خصوصاً في ما يتعلق بحلّ مسألة الحدود الأيرلندية المسماة "شبكة أمان".

والحلّ المذكور من المفترض أن يمنع عودة حدود فعلية بين جمهورية أيرلندا وأيرلندا الشمالية، إذا لم يتم التوصل إلى حلّ بديل لحين موعد الانفصال. 

من جهته، أكد متحدث باسم الحكومة البريطانية أن ماي ستحصل على تلك الضمانات، قبيل "التصويت" على اتفاق الخروج الثلاثاء وستعلنها الإثنين. 

بدوره، أكد يونكر أنه يجري العمل "مع الحكومة البريطانية بشأن ما ستتضمنه تلك التوضيحات (الضمانات)، التي يجب عدم خلطها مع إعادة التفاوض، وخصوصاً في ما يتعلق بحلّ شبكة الأمان المتعلق بالحدود الأيرلندية". 

ولم يرغب يونكر في التطرق إلى "تفاصيل المحادثات الجارية". 

وقبل أربعة أيام من الجلسة الحاسمة لمجلس العموم، لا يزال من المرجح أن يرفض النواب نصّ الاتفاق. 

وحذّر مصدر أوروبي: "إذا جاء التصويت سلبياً، ننتظر أن يسألنا البريطانيون: ما هي الخطوة التالية؟ وعلينا أن نملك إجابة مساء الثلاثاء أو صباح الأربعاء".

من جهته، حذر وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت، من عواقب رفض البرلمان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي.

وقال هانت، في تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" الجمعة: "في حال تم رفض الاتفاق، فسيتعرض بريكست للشلل، وقد يؤدي شلل بريكست في النهاية إلى عدم تحققه"، مشيراً إلى أن التراجع عن بريكست سيضرّ بسمعة بريطانيا العالمية.

وأضاف هانت: "اتخاذ قرار بالخروج من الاتحاد الأوروبي ورؤية عدم تحقيقنا ذلك لأي سبب في النهاية، يعتبر إهانة كبيرة للأمانة".

ومن المنتظر أن يصوّت البرلمان البريطاني، الثلاثاء المقبل، على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

وتعدّ هذه المرة الثانية التي يتم فيها تحديد موعد للتصويت على الاتفاق، الذي توصلت إليه لندن وبروكسل.

وكان التصويت مقرراً في 11 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، لكن ماي أجّلته لعدم وجود تأييد كافٍ في البرلمان للاتفاق، الذي لا يمكن تنفيذه إلا بدعم الأغلبية، حسب "بي بي سي".

ولم يبق سوى أقل من 3 أشهر على موعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي في 29 مارس/ آذار المقبل.

ويواجه "اتفاق ماي" انتقادات داخلية شديدة، ما يفسح في المجال أمام سلسلة من الاحتمالات، بدءاً من الخروج من الاتحاد دون اتفاق تجاري، وصولاً إلى إلغاء الانسحاب.

(فرانس برس، الأناضول)