كواليس اجتماع القيادة الفلسطينية: كيفية تنفيذ القرارات بلا أجوبة

20 مايو 2020
قام عباس بمقاطعة المتحدثين في الاجتماع (Getty)
+ الخط -

شهد اجتماع القيادة الفلسطينية، مساء الثلاثاء، مشادات كلامية ومنعاً من الحديث وتهديداً بمنع استكمال المداخلة بالقوة، وكانت ليلة ساخنة من الاستفزازات والأسئلة التي رفض الرئيس محمود عباس الإجابة عنها، وأهمها كيف ستُنفَّذ القرارات التي أعلن عنها؟ كيف سيدخل وقف التنسيق الأمني حيّز التنفيذ؟ وما الخطوات العملية لذلك؟ وكيف ستتحمّل سلطة الاحتلال جميع المسؤوليات والالتزامات؟

بدأ الأمر عندما قرر الرئيس محمود عباس أن يقرأ البيان الذي أعدّته اللجنة المكلفة دراسة اليوم التالي للضم، والتي شُكِّلَت قبل نحو أسبوعين من أعضاء من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة "فتح"، حيث قرر الرئيس قراءة البيان أمام وسائل الإعلام وبثه مباشرة، فخرجت أصوات تطلب قراءته ومناقشته داخل الاجتماع، لأن جزءاً من أعضاء القيادة والأمناء العامين للفصائل لم يشاركوا في هذه اللجنة ولا يعرفون ماذا جاء في هذا البيان.

وحسب أكثر من مسؤول شارك في اجتماع القيادة، فإن الرئيس عباس لم يكن يريد أن يسمع المداخلات، بل رفض إعطاء الدور لنائب الأمين العام للجبهة الديمقراطية قيس أبو ليلى ليقدم مداخلته، فيما هُدِّد ممثل الجبهة الشعبية عمر شحادة من قبل مرافق الرئيس بمنع مواصلة الحديث، و"إلا" في إشارة للتهديد. وفي ذات السياق، مُنع عضو مركزية "فتح"، عباس زكي، من إكمال مداخلته التي ركزت على "ما هي الخطوات العملية لتنفيذ هذه القرارات؟".

أما عضو مركزية "فتح"، ناصر القدوة، فلم تجد أسئلته عن كيفية تنفيذ القرارات وتحويلها إلى خطوات عملية يصدقها الشارع أي جواب من الرئيس الذي أبدى امتعاضه من الأسئلة، وأرسل إشارات مستفزة عبر الكلمات وحركات الوجه أكثر من مرة، في امتعاض من الأسئلة والسائلين.

وقال عمر شحادة لـ"العربي الجديد": عندما طلبت أن أتحدث في النقاش، شعرت بأن هناك امتعاضاً من الرئيس، فأرسلت رسالة ورقية للدكتور صائب عريقات بأننا لم نشارك في اللجنة، ومن المهم أن نعبّر عن رأينا في ما جاء في الورقة.

وتابع ممثل الجبهة الشعبية عمر شحادة، قائلاً: "رغم أن إدارة الاجتماع كانت تنقصها اللباقة، إلا أنني أبديت رأيي بعد أن استمعت إلى البيان الذي قرأه الرئيس في الاجتماع، وكان رأيي أن هذا البيان لا يشكل رداً ولا يحمل جديداً في الرد على بيان حكومة الاحتلال وسياساتها تجاه الضم".

وأوضح شحادة أنه "قلت: لا داعي لكل هذا البيان، وكان يكفي أن نعلن إلغاء اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بدولة إسرائيل ووقف التنسيق الأمني، ووقف العمل باتفاقية باريس". وتابع: "طالبت بالخطوات التنفيذية لهذه القرارات، لكن دون جدوى، حيث أصرّ الرئيس على الكلام العام والمراوحة في المكان والرهان على المفاوضات والمجتمع الدولي فقط".

وأضاف شحادة: "أكدت أنه لا يمكن أن يبقى إطار القيادة بهذا الشكل لأنه مهدد بالاضمحلال في ظل غياب فصائل مثل حماس والجهاد الإسلامي والصاعقة والقيادة العامة، وهذا الإطار لا يمكن أن يستمر بهذا الشكل".



وقال شحادة: "كلما كنت أقول كلمة، كان وقعها مستفزاً على الرئيس الذي كان يقاطع، وطلب أن أنهي مداخلتي، فطلبت دقيقة إضافية لأكمل وجهة نظري، لكنه رفض، فاقترب مني مرافق الرئيس وهددني بأنه يجب أن أتوقف عن الحديث وإلا! (في إشارة إلى التهديد)، فما كان مني إلا أن أجبته: هذا مش شغلك، وشو بتعمل هون؟ وروح عند سيدك. ووقفت وأعلنت رفضي للبيان السياسي وأنه لا يحمل أي جديد على الحكومة الإسرائيلية التي تنوي الضم ولا على صفقة القرن".

وتابع شحادة: "عبّرت عن احتجاجي عن مناخات الإرهاب والأساليب التي لا تحترم الكرامة والحوار الديمقراطي في إدارة الحوار في الاجتماع، وانسحبت من الاجتماع". وقال: "لا أعتقد أن هناك جدوى من هذا الإطار وحواراته أو محتواه الوطني أو الديمقراطي".