المعارضة تُفشل محاولات النظام السوري لحصار ريفَي حمص وحماة

10 يوليو 2016
لم يفلح النظام في التقدم على حساب المعارضة (Getty)
+ الخط -
تمكّنت فصائل المعارضة من صدّ هجمات قوات النظام السوري التي بدأت، أمس السبت، حملة عسكرية بريّة، مدعومة بعشرات الغارات الجوية، على مواقع تمرّ منها طرق إمدادات حيوية للمعارضة بين ريفَي حمص الشمالي وحماة الجنوبي وسط البلاد. وتشير مصادر المعارضة إلى خسائر مادية وبشرية مُني بها النظام، كما نجحت، خلال المعارك المستمرة قرب طريق الكاستيلو الاستراتيجي، في استعادة مناطق مهمة كانت خسرتها قبل أيام.

وفي المنطقة الواصلة بين ريفَي حمص الشمالي وحماة الجنوبي، بدأ النظام، منذ ساعات الفجر الأولى، أمس السبت، عملية عسكرية، فضلاً عن محاولات تأمين محطة الزارة الحرارية، التي تُعد من مصادر الطاقة الكهربائية في وسط سورية، في ما بدت أنّها محاولات تهدف إلى قطع طرق التواصل، بين مناطق سيطرة المعارضة في ريف حمص الشمالي، وريف حماة الجنوبي المتاخم له غرباً، وبالتالي إطباق الحصار على مناطق سيطرة المعارضة.

ويقول الناشط في "مركز حماة الإعلامي، عبيدة أبو خزيمة لـ"العربي الجديد"، إن "عشرات الغارات الجوية من الطيران الحربي الروسي والسوري، شُنت على قرى الزارة، وحربنفسه، وطلف في ريف حماة الجنوبي، في محاولة من قوات النظام للتقدم والسيطرة على قرية الزارة المحرّرة، تحت غطاء الطيران والقصف المدفعي والصاروخي العنيف". ويشير إلى أن "قوات النظام حاولت التقدم عبر جبهات عدة؛ محور باتجاه بلدة حربنفسه، ومحور من حاجز المحطة، وآخر باتجاه قرية الزارة، لكنها باءت بالفشل".

وخسر النظام السوري السيطرة على قرية الزارة الموالية له، منذ شهرين. ويقول المتحدث باسم "مركز حماة الإعلامي"، حسن العمري، إن "قوات النظام تواجه ضغوطاً كبيرة، لاستعادة السيطرة على قرية الزارة، بهدف تأمين محطة الزارة الحرارية من أي عمل عسكري، من قبل المعارضة. ويضيف، خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أن النظام "حشد أعداداً كبيرة من مليشيا الدفاع الوطني وسرايا من الفرقة الرابعة والحرس الجمهوري، إضافة لعدد كبير من مليشيا صقور الصحراء واستقدم عدداً كبيراً من المجنزرات والآليات العسكرية".

ولم يفلح النظام، على الرغم من زجه لتعزيزاتٍ برية كبيرة تحاول التقدم بغطاء جوي من طائراته الحربية، قي تحقيق أي تقدم على هذه الجبهة، منذ أمس السبت، إذ تواصل المعارضة صدّ القوات المهاجمة، مدركة أهمية تلك المناطق التي تدافع عنها، في تأمين طرق للتواصل بين مناطق سيطرتها شمالي حمص وجنوبي حماة.

ويمرّ الطريق الحيوي الأبرز الذي يصل بين مناطق سيطرة المعارضة على ضفتَي النهر الشرقية والغربية، بين قريتَي الزارة التي يحاول النظام استرجاعها، وكفرنان التي تتحدث مصادر المعارضة عن حشد النظام لقواته قربها.







وفيما يعتبر ناشطون في تلك المناطق ممن تواصلت معهم "العربي الجديد"، أن هجمات النظام الحالية، هي من أضخم المحاولات التي يسعى من خلالها لخنق مناطق سيطرة المعارضة في الريفين المذكورين، حذروا هؤلاء من خطورة سيطرة النظام على طرق الإمدادات، التي تعتبر شريان حياة لعشرات آلاف المدنيين الذين يقيمون في مناطق ريف حمص الشمالي، وأكبرها مدن الرستن، وتلبيسة، والحولة، وعشرات القرى. كما ينسحب الأمر على مناطق سيطرة المعارضة في ريف حماة الجنوبي والواقعة غربي نهر الفرات.

في حلب، تمكنت المعارضة، أمس السبت، من استعادة مواقع مهمة عند طريق الكاستيلو الاستراتيجي، الذي احتدمت المعارك حوله منذ أيام، وكان النظام قد تمكن من قطعه نارياً. واستطاعت المعارضة، خلال اليومين الماضيين، من استعادة منطقة الشقيف المحاذية لطريق الكاستيلو، كما سيطرت، صباح السبت، على تلة القناص قرب منطقة الملاح شمالي حلب. فيما لا يزال طريق الكاستيلو، الوحيد الذي يصل بين مناطق سيطرة المعارضة في حلب وريفها، بحكم المقطوع نارياً، بعد التقدم الأخير لقوات النظام والمليشيات المتحالفة معه، منذ يومين.

في غضون ذلك، واصل الطيران الحربي، أمس السبت، شن غاراته على الأحياء التي تسيطر عليها المعارضة في مدينة حلب، موقعاً المزيد من الضحايا المدنيين. وتؤكد مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، أن القصف الجوي أدى لمقتل أربعة مدنيين في حي الشعار، وآخر في حي بستان القصر، فيما سقط عشرات الجرحى، بينهم عناصر من الدفاع المدني السوري، في الهجمات المماثلة التي استهدفت أحياء الهلك، وطريق الباب، والكلاسة، وباب النيرب، وجب القبة، ومنطقة قبر الإنكليزي.

إلى ذلك، نفى "الجيش السوري الحر"، أمس السبت، مزاعم النظام، بقصف المعارضة لحي الفرقان الخاضع لسيطرة النظام في مدينة حلب، مساء الجمعة، ما أدى لمقتل وإصابة عشرات المدنيين، متهماً النظام بتنفيذ ذلك لـ"تجييش الشارع الحلبي ضد المعارضة". وقال رئيس هيئة الأركان العامة في "الجيش الحر"، العميد أحمد بري، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات المعارضة السورية لم تستهدف الحي، وهي أساساً لا تستهدف المدنيين"، مضيفاً أن "قوات النظام هي من قامت بالقصف لتجييش الشارع الحلبي ضد المعارضة من خلال اتهامها بالوقوف وراء القصف".

ويوضح بري أن "المدنيين في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة النظام، هم أهلنا، ونحن لا نستهدفهم بل نسعى إلى تخليصهم من إجرام النظام"، مشيراً إلى أن "الروس والإيرانيين يحاولون حصار مدينة حلب من خلال قطع طريق الكاستيلو، لقتل أكثر من 500 ألف مدني في الأحياء التي تخضع لسيطرة المعارضة، جوعاً وقصفاً". ويلفت القيادي المعارض إلى أن "النظام حاول خديعة المعارضة، من خلال الادعاء ببدء هدنة لمدة 72 ساعة"، مضيفاً، "ظنّ النظام أن مقاتلي الجيش الحر سيصدقون ما أعلنه عن سريان هدنة، ويتركون السلاح، لتتقدم قواته".