بعد غياب لنحو شهرين، عاد النظام السوري إلى استهداف بلدات وقرى في محافظة إدلب في شمال غربي سورية، ما أدى إلى سقوط ضحايا، وذلك في مؤشر واضح على أن النظام يضع في خططه مواصلة التصعيد العسكري للتوغّل أكثر في المحافظة التي تضم نحو 4 ملايين مدني، جلّهم نازحون من مناطق سورية أخرى، وذلك بالتوازي مع استمرار التطورات العسكرية في الشمال الشرقي من البلاد.
وقُتل 3 مدنيين وأصيب آخرون في بلدة الكفير في ريف إدلب الغربي بقصف جوي من النظام. وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية تابعة للنظام استهدفت القرية الواقعة في جنوب مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، وإصابة أربعة آخرين.
ويأتي هذا القصف الذي نفّذته طائرات النظام بعد غياب لنحو شهرين، وذلك منذ إعلان التهدئة الروسية في 31 أغسطس/ آب الماضي. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن طائرات النظام عاودت الإقلاع من مطار التيفور في ريف حمص لقصف مدن وبلدات وقرى محافظة إدلب، معقل المعارضة البارز، مؤكدة أن الطيران الروسي نفذ غارات عدة على مناطق في ريف إدلب. وأضافت أن قصفاً طاول مدينة جسر الشغور وبلدات عين العصافير وعين الباردة والجانودية والبشيرية وأسفر عن إصابة أربعة مدنيين. كما استهدفت طائرات حربية روسية المحطة الحرارية في بلدة زيزون بسهل الغاب في ريف حماة، وحرش مدينة كفرنبل، جنوب إدلب.
وفي السياق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن طائرتين مروحتين تابعتين للنظام ألقتا، أمس، براميل متفجرة على محور كبانة في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع قصف بري متقطع يستهدف محاور جبل الأكراد والطرقات المتصلة بها في ريف جسر الشغور الغربي. كما استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية كلاً من بداما ومحيط الناجية ومحيط الغسانية بريف إدلب الغربي، ما تسبّب في إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة، وبالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع الروسية. وكان قد سقط عدد كبير من قوات النظام، بينهم ضباط، قتلى ومصابين خلال يومي السبت والأحد الماضيين، أثناء محاولة جديدة فاشلة لاقتحام تلة الكبانة الاستراتيجية في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي. وجددت الفصائل المقاتلة في جبل الأكراد التصدي لمحاولات النظام التقدّم، وردت مجموعات تابعة لقوات النظام على أعقابها، مساء الأحد، بعدما كبّدتها خسائر.
في غضون ذلك، تصّدت فصائل من "الجيش الوطني" السوري التابع للمعارضة السورية، و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أمس الإثنين، لمحاولة تقدّم من قوات النظام في ريف إدلب الشرقي. وقال مصدر عسكري من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل خاضت مواجهات مع قوات النظام التي تحاول التسلل من محور قرية إعجاز، في ريف إدلب الشرقي.
اقــرأ أيضاً
وتأتي محاولة التقدّم بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مصدره قوات النظام المتمركزة في ريف إدلب الجنوبي، على بلدتي حاس وكفروما وقرية التح، وهي التي لطالما تعرضت لقصف من قوات النظام ومليشيات تساندها. ومن الواضح أن النظام السوري يسعى للتصعيد في الشمال الغربي للضغط على الجانب التركي في الشمال الشرقي من البلاد، إذ تشهد منطقة شرقي نهر الفرات تطورات متسارعة. وكان رئيس النظام بشار الأسد قد هدد في مقابلة تلفزيونية قبل أيام بشن هجوم واسع النطاق على محافظة إدلب، واضعاً فصائل المعارضة السورية بين خيارين: الخروج من سورية إلى تركيا، أو العودة إلى النظام وتسوية الأوضاع، ما يعني الاستسلام الكامل لقوات النظام، وهو ما ترفضه المعارضة المسلحة التي تؤكد أنها قادرة على صدّ أي هجوم من قبل قوات النظام على محافظة إدلب. وعملياً، لا تزال محافظة إدلب محكومة بتفاهمات تركية روسية، كما أن النظام غير قادر على مهاجمة المحافظة من دون غطاء جوي روسي، يبدو أن موسكو تتريث في منحه لقوات النظام بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في شمال شرقي سورية.
على صعيد آخر، لا تزال منطقة شرقي نهر الفرات في شمال شرقي البلاد تشهد تطورات متلاحقة في ظل سعي جميع الأطراف للحصول على الحد الأكبر من المكاسب على الأرض في المنطقة الغنية بالثروات. واستكمل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عملية الانسحاب من قاعدة مطار صرين العسكرية والتي تقع في ريف مدينة عين العرب (كوباني). وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إلى وصول رتل أميركي كبير إلى مشارف مدينة القامشلي بريف الحسكة، آتياً من مطار صرين، مؤلف من نحو 25 سيارة همر ومدرعات، ترافقها شاحنات مغلقة كبيرة، محملة بمعدات لوجستية وعسكرية. كما ذكرت وسائل إعلام روسية أن قافلة أميركية آتية من قاعدة صرين وتعرضت الأحد للقصف من مناطق تقع تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني" السوري التابع للمعارضة، غادرت إلى إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد الحدودي.
في الأثناء، لا تزال قوات النظام تعزز انتشارها في ريف الحسكة في أقصى الشمال الشرقي من سورية، وذكرت وكالة "سانا" التابعة للنظام أن وحدات من قوات الأخير عززت انتشارها في القرى والبلدات من تل تمر إلى ناحية أبو راسين في ريف رأس العين الجنوبي الشرقي وعلى طريق الدرباسية - رأس العين بريف الحسكة الشمالي الشرقي باتجاه الحدود السورية التركية. وأكدت الوكالة أن وحدات قوات النظام المعززة بالآليات والعربات المتقدمة من محور الرقة، التقت مع الوحدات المتمركزة في الريف الغربي لمحافظة الحسكة.
وكانت وحدات من قوات النظام قد انتشرت خلال الفترة الماضية على الحدود السورية التركية في ريف الحسكة الشمالي من ريف رأس العين الشرقي غرباً، وصولاً إلى القامشلي شرقاً، وثبتت نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كيلومتراً. وكانت قيادة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي والمسيطرة على جل منطقة شرقي الفرات، قد توصلت إلى تفاهم عسكري مع النظام أتاح للأخير نشر قواته في ريف محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية في محاولة لإيقاف التمدد التركي. ولم يُحسم الموقف العسكري بعد في منطقة تل تمر التي لا تزال تحت سيطرة "قسد"، إذ لم تنجح فصائل "الجيش الوطني" في السيطرة على مدينة تل تمر الاستراتيجية، وواجهت دفاعاً مستميتاً من قبل عناصر الوحدات الكردية.
وقُتل 3 مدنيين وأصيب آخرون في بلدة الكفير في ريف إدلب الغربي بقصف جوي من النظام. وقال مصدر من الدفاع المدني لـ"العربي الجديد"، إن طائرة حربية تابعة للنظام استهدفت القرية الواقعة في جنوب مدينة جسر الشغور، ما أدى إلى مقتل ثلاثة مدنيين من عائلة واحدة، وإصابة أربعة آخرين.
وفي السياق، أشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى أن طائرتين مروحتين تابعتين للنظام ألقتا، أمس، براميل متفجرة على محور كبانة في ريف اللاذقية الشمالي، بالتزامن مع قصف بري متقطع يستهدف محاور جبل الأكراد والطرقات المتصلة بها في ريف جسر الشغور الغربي. كما استهدفت قوات النظام بالقذائف الصاروخية كلاً من بداما ومحيط الناجية ومحيط الغسانية بريف إدلب الغربي، ما تسبّب في إصابة 3 أشخاص بجروح متفاوتة، وبالتزامن مع تحليق طائرات الاستطلاع الروسية. وكان قد سقط عدد كبير من قوات النظام، بينهم ضباط، قتلى ومصابين خلال يومي السبت والأحد الماضيين، أثناء محاولة جديدة فاشلة لاقتحام تلة الكبانة الاستراتيجية في جبل الأكراد في ريف اللاذقية الشمالي. وجددت الفصائل المقاتلة في جبل الأكراد التصدي لمحاولات النظام التقدّم، وردت مجموعات تابعة لقوات النظام على أعقابها، مساء الأحد، بعدما كبّدتها خسائر.
في غضون ذلك، تصّدت فصائل من "الجيش الوطني" السوري التابع للمعارضة السورية، و"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة سابقاً)، أمس الإثنين، لمحاولة تقدّم من قوات النظام في ريف إدلب الشرقي. وقال مصدر عسكري من "الجيش الوطني" لـ"العربي الجديد"، إن الفصائل خاضت مواجهات مع قوات النظام التي تحاول التسلل من محور قرية إعجاز، في ريف إدلب الشرقي.
وتأتي محاولة التقدّم بالتزامن مع قصف مدفعي وصاروخي مصدره قوات النظام المتمركزة في ريف إدلب الجنوبي، على بلدتي حاس وكفروما وقرية التح، وهي التي لطالما تعرضت لقصف من قوات النظام ومليشيات تساندها. ومن الواضح أن النظام السوري يسعى للتصعيد في الشمال الغربي للضغط على الجانب التركي في الشمال الشرقي من البلاد، إذ تشهد منطقة شرقي نهر الفرات تطورات متسارعة. وكان رئيس النظام بشار الأسد قد هدد في مقابلة تلفزيونية قبل أيام بشن هجوم واسع النطاق على محافظة إدلب، واضعاً فصائل المعارضة السورية بين خيارين: الخروج من سورية إلى تركيا، أو العودة إلى النظام وتسوية الأوضاع، ما يعني الاستسلام الكامل لقوات النظام، وهو ما ترفضه المعارضة المسلحة التي تؤكد أنها قادرة على صدّ أي هجوم من قبل قوات النظام على محافظة إدلب. وعملياً، لا تزال محافظة إدلب محكومة بتفاهمات تركية روسية، كما أن النظام غير قادر على مهاجمة المحافظة من دون غطاء جوي روسي، يبدو أن موسكو تتريث في منحه لقوات النظام بانتظار ما ستؤول إليه الأوضاع في شمال شرقي سورية.
على صعيد آخر، لا تزال منطقة شرقي نهر الفرات في شمال شرقي البلاد تشهد تطورات متلاحقة في ظل سعي جميع الأطراف للحصول على الحد الأكبر من المكاسب على الأرض في المنطقة الغنية بالثروات. واستكمل التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة عملية الانسحاب من قاعدة مطار صرين العسكرية والتي تقع في ريف مدينة عين العرب (كوباني). وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان، أمس، إلى وصول رتل أميركي كبير إلى مشارف مدينة القامشلي بريف الحسكة، آتياً من مطار صرين، مؤلف من نحو 25 سيارة همر ومدرعات، ترافقها شاحنات مغلقة كبيرة، محملة بمعدات لوجستية وعسكرية. كما ذكرت وسائل إعلام روسية أن قافلة أميركية آتية من قاعدة صرين وتعرضت الأحد للقصف من مناطق تقع تحت سيطرة فصائل "الجيش الوطني" السوري التابع للمعارضة، غادرت إلى إقليم كردستان العراق عبر معبر الوليد الحدودي.
وكانت وحدات من قوات النظام قد انتشرت خلال الفترة الماضية على الحدود السورية التركية في ريف الحسكة الشمالي من ريف رأس العين الشرقي غرباً، وصولاً إلى القامشلي شرقاً، وثبتت نقاطها على محور يمتد بنحو 90 كيلومتراً. وكانت قيادة "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، التي تشكل الوحدات الكردية ثقلها الرئيسي والمسيطرة على جل منطقة شرقي الفرات، قد توصلت إلى تفاهم عسكري مع النظام أتاح للأخير نشر قواته في ريف محافظة الحسكة على الحدود السورية التركية في محاولة لإيقاف التمدد التركي. ولم يُحسم الموقف العسكري بعد في منطقة تل تمر التي لا تزال تحت سيطرة "قسد"، إذ لم تنجح فصائل "الجيش الوطني" في السيطرة على مدينة تل تمر الاستراتيجية، وواجهت دفاعاً مستميتاً من قبل عناصر الوحدات الكردية.