تصعيد سلمي باحتجاجات العراق وإصابات في بغداد وذي قار

05 فبراير 2020
يرفض المحتجون تكليف محمد علاوي بتشكيل الحكومة(أحمد الرباعي/فرانس برس)
+ الخط -
لم تهدأ التظاهرات في العراق، طيلة ليل الثلاثاء – الأربعاء، احتجاجاً على اعتداء "فريق القبعات الزرق" التابع لمليشيا "سرايا السلام"، الجناح العسكري للتيار الصدري، بزعامة مقتدى الصدر، على طلاب متظاهرين في ساحة التحرير بالعاصمة بغداد، بينما انفجرت عبوة صوتية في ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية مركز محافظة ذي قار، ما تسبب بإصابة ثلاثة أشخاص.

وقال ناشطون في ساحة احتجاج الحبوبي، إنّ عبوة ناسفة انفجرت، بعد منتصف ليل الثلاثاء – الأربعاء، قرب إحدى خيم الاعتصام، ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص كانوا قريبين من التفجير، مؤكدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ المتظاهرين قاموا على أثر التفجير بنشر مفارز تقوم بتفتيش الداخلين إلى الساحة.

وأشاروا إلى قلق معتصمي ساحة الحبوبي من أنّ الاستهداف المتكرر يهدف إلى زرع الخوف في صفوف المحتجين، مؤكدين أنّ المتظاهرين لن يتراجعوا عن المطالبة بحقوقهم بشكل سلمي، بدليل إصدار بيان، فجر اليوم الأربعاء، دعا إلى مشاركة واسعة في تظاهرة الخميس، رفضاً لاعتداءات أنصار الصدر على المتظاهرين في بغداد والمحافظات الجنوبية.
وأغلق محتجون طرقاً في مدن الرفاعي، والشطرة، وسوق الشيوخ بذي قار، مؤكدين أنّ هذا الإغلاق سيشمل مدارس ومؤسسات حكومية، وسيستمرّ لمدة يومين، احتجاجاً على اعتداءات "القبعات الزرق" على المتظاهرين.
وشهدت ساحة التحرير في بغداد، مسيرات رفضت اعتداء أتباع الصدر على الطلاب والطالبات الذين خرجوا للتعبير عن آرائهم بشكل سلمي، وردّد المتظاهرون هتافات طالبت بانسحاب أصحاب "القبعات الزرق" من الساحة، رافضين تكليف محمد توفيق علاوي بتشكيل الحكومة الجديدة.
كما تجمعت أعداد كبيرة من الطلاب أمام جامعات بغداد، والمستنصرية، والتكنولوجية، وعدد من الكليات الأهلية في بغداد، للتوجه في مسيرات غاضبة نحو ساحة التحرير، لرفض إهانة الطلاب والاعتداء عليهم.


إلى ذلك، قالت عمليات الجيش في بغداد، إنّ أربعة متظاهرين أصيبوا بكرات حديدية "صجم" (التي تستخدم في بنادق الصيد) في ساحة الوثبة ببغداد، موضحة، في بيان، أنّ القوات العراقية لا تزال تلتزم بالتعليمات، ولا يوجد احتكاك مع المحتجين، إلا أن ناشطين باحتجاجات بغداد، قالوا لـ"العربي الجديد"، إنّ عدد المصابين باستخدام قوات مكافحة الشغب لبنادق الصيد أكبر من ذلك، موضحين أنّ بعض الإصابات خطيرة، لأنها أصابت مناطق الصدر، والرقبة، والرأس.

وشهدت ساحات التظاهر في محافظات النجف، وبابل، وواسط، تظاهرات رافضة لتولي محمد توفيق علاوي رئاسة الحكومة الجديدة، ولوّح المحتجون بالتصعيد السلمي إذا لم يتم سحب ترشيحه.

وفي السياق، نشبت مناوشات كلامية بين تحالفَي "سائرون" التابع للتيار الصدري، و"النصر" بزعامة حيدر العبادي، بشأن الموقف من التظاهرات.
وطالب المتحدث باسم كتلة "سائرون" في البرلمان حمدالله الركابي، تحالف "النصر" بتقديم اعتذار رسمي بشأن الإساءة التي وصفها بالمقصودة تجاه الصدر، مضيفاً، في بيان: "لم نستغرب من التصريحات غير المسؤولة ضد السيد مقتدى الصدر، والتي صدرت من ائتلاف النصر على لسان الناطق باسم الائتلاف، لأنها ليست الأولى، ويبدو أنها لن تكون الأخيرة، خصوصاً مع حالة الاختناق السياسي الذي يعانيه التحالف المرتبك والمأزوم داخلياً".
وتابع أنّ "الغريب هذه المرة أن هذه التصريحات تزامنت مع الهجمة الأميركية ضد الصدر، بعد دعوته للتظاهرة المليونية ضد الاحتلال، التي أوجعت أعداء العراق، وقضّت مضاجع أتباع السفارات، ولا نعلم سرّ هذا التناغم الملحوظ بالتصريحات وفي هذا التوقيت".


وجاء ذلك رداً على قول المتحدثة باسم "النصر" آيات مظفر نوري، إنّ رئيس التحالف حيدر العبادي غير مقتنع بالسلوكيات "الازدواجية" لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، بشأن التظاهرات وتشكيل الحكومة الجديدة.