أزمة فنزويلا: غوايدو يحشد لاحتجاجات جديدة... وتزايد الضغوط الدولية على مادورو

28 يناير 2019
خلال مشاركة غوايدو بقداس في كاراكاس (لويس روبايو/فرانس برس)
+ الخط -
دعا رئيس البرلمان الفنزويلي خوان غوايدو الذي أعلن نفسه رئيساً بالوكالة، الأحد، لجولة جديدة من التظاهرات، يومي الأربعاء والسبت، ضد الرئيس نيكولاس مادورو، وللمطالبة بإجراء انتخابات جديدة، وسط تزايد الضغوط الدولية على نظام الرئيس الاشتراكي.

وحث غوايدو، في مقطع فيديو على "تويتر"، أنصاره على تنظيم إضراب "سلمي" لشلّ البلاد، على أن تعقبه "مسيرة وطنية ودولية كبيرة"، السبت.

وكان غوايدو قد دعا أنصاره، مساء الأحد، إلى توزيع قانون العفو على العسكريين بهدف إقناعهم بالالتحاق بمعسكره، وشارك كذلك في قداس في كاراكاس تكريماً للمعتقلين السياسيين والمعارضين في المنفى.


ووزعت نسخ من هذا القانون الذي يمنح "كل الضمانات الدستورية" للعسكريين والمدنيين "الذين يتعاونون معنا لاستعادة الديمقراطية"، منذ الصباح في مراكز للشرطة والجيش.

وقال غوايدو: "اليوم، أردنا أن نمد اليد (...) أيها الجندي الفنزويلي، نعلّق آمالنا عليك وعلى التزامك حيال دستورنا". وأضاف "أيها الجندي الفنزويلي، لا تقمع التظاهرات السلمية (...) لا تطلق النار على الشعب". في حين أحرق بعض العسكريين الوثيقة على مرأى من المعارضين، كما قال شهود لوكالة "فرانس برس".

ضغوط دولية

في الأثناء، تتواصل الضغوط الدولية على نظام الرئيس مادورو، إذ اعترفت أستراليا بغوايدو رئيساً موقّتاً لفنزويلا إلى حين إجراء انتخابات، وفق ما أعلنت وزيرة الخارجيّة الأستراليّة، اليوم الإثنين.

وقالت الوزيرة ماريز باين، في بيان، وفق ما أوردت "فرانس برس"، إنّ بلادها تؤيّد حصول "انتقال نحو الديمقراطيّة في فنزويلا في أسرع وقت ممكن".

وأضافت الوزيرة "أستراليا تعترف وتدعم رئيس البرلمان خوان غوايدو لتولّي منصب الرئيس مؤقّتاً... إلى حين إجراء انتخابات". وتابعت "نحضّ الآن جميع الأطراف على العمل بنحو بنّاء نحو حلّ سلمي للوضع، بما يشمل العودة إلى الديمقراطيّة، واحترام سيادة القانون ودعم حقوق الإنسان".

وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، الاعتراف "بالحكم الجديد" في فنزويلا والمتمثل بخوان غوايدو.

واعترفت الولايات المتّحدة وكندا ودول عدّة في أميركا اللاتينيّة بغوايدو رئيساً لفنزويلا، فيما حددت ست دول أوروبية (إسبانيا، فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، البرتغال، هولندا) مهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات، تحت طائلة اعترافها بالمعارض اليميني غوايدو رئيساً لفنزويلا، وهي المهلة التي رفضها مادورو.

ورفض الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة، وعدة دول في أميركا اللاتينية، إعادة انتخاب مادورو، العام الفائت، وقد تولّى مهامه، في العاشر من يناير/كانون الثاني، لولاية رئاسية ثانية.


مادورو يحتمي بالجيش

ورفض الرئيس الاشتراكي مطالبة الدول الأوروبية بمهلة ثمانية أيام للدعوة إلى انتخابات تحت طائلة الاعتراف بغوايدو رئيساً. وطالبهم مادورو بالتراجع لأنّ "لا أحد يعطينا مهلا" وفنزويلا ليست "مرتبطة" بأوروبا، وذلك في حديث إلى قناة "سي إن إن تورك".

وأشرف مادورو، الأحد، تدريبات عسكرية، وظهر على التلفزيون وهو يستعد لقيادة مناورات في فورت باراماكاي في شمال البلاد، حيث أظهرت الصور دبابات مصطفة وجنوداً يطلقون العيارات النارية.


وقال مادورو، قبل بدء التدريبات، "كونوا ثابتين في محاربة الانقلاب، أقول ذلك لكلّ القوات المسلحة البوليفارية: وحدة قصوى، انضباط أقصى، تعاون أقصى".

ويبدو أنّ هدف غوايدو هو خرق ولاء الجيش الداعم الرئيسي لمادورو منذ وصوله إلى الحكم في 2013. ويدرك مادورو أهمية هذا الدعم، فقد حذر العسكريين، الأحد، بالقول "هل أنتم انقلابيون أم تحترمون الدستور؟ (...) لا تكونوا خونة أبداً، بل كونوا أوفياء دوماً!".

ولا تزال كراكاس تحظى بدعم في الخارج خصوصاً من جانب روسيا التي طالبت بـ"وضع حد لتدخل مشين وغير مخفي في شؤون دولة تتمتع بالسيادة". وتقف أيضاً في صفّها الصين وتركيا وكوبا ونيكاراغوا.

تحذيرات أميركية

وكانت الولايات المتحدة قد حذّرت، أمس الأحد، نظام مادورو من القيام بأي عمل "ترهيبي أو عنيف" بحق المعارضة، أو البعثة الدبلوماسية الأميركية في كاراكاس، مهددة بـ"رد قوي" في حال حصول ذلك.

وقال جون بولتون مستشار الأمن القومي لدونالد ترامب، في تغريدة على "تويتر": "أي ترهيب أو عنف بحق العاملين في البعثة الدبلوماسية الأميركية، أو بحق الزعيم الديمقراطي لفنزويلا خوان غوايدو، أو الجمعية الوطنية نفسها، سيعتبر اعتداء خطيراً على دولة القانون، وسيؤدي إلى رد قوي" من قبل الولايات المتحدة.

وأعلن الملحق العسكري الفنزويلي في واشنطن الكولونيل خوسيه لويس سيلفا، السبت، لوكالة "فرانس برس"، أنّه لم يعد يعترف بمادورو رئيساً شرعياً لفنزويلا، داعياً "أشقاءه العسكريين" إلى تأييد غوايدو.

وقد أعلن مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة. إلا أنه يريد الحفاظ على الحدّ الأدنى من العلاقات مع الأميركيين والتفاوض معهم بشأن فتح مكاتب لرعاية المصالح في البلدين، بحسب ما أكد مادورو، مع قرب انتهاء مهلة الـ72 ساعة التي منحها لطاقم السفارة الأميركية في كاراكاس لمغادرة البلاد.

ولم تؤكد الخارجية الأميركية المحادثات، لدى سؤال وكالة "فرانس برس" لها عن الموضوع، لكنها أكدت أنّها "لا تتوقع إغلاق السفارة" لأنّ "الرئيس بالوكالة خوان غوايدو دعا البعثة الأميركية إلى البقاء في فنزويلا".

وفنزويلا الغنية بالنفط تشهد أزمة اقتصادية، مع نسبة تضخم يتوقع صندوق النقد الدولي أن تبلغ 10 ملايين في المئة في العام 2019. وتعاني البلاد نقصاً في المواد الغذائية والأدوية.

وأسفرت حركات الاحتجاج ضد حكومة مادورو عن 29 قتيلاً، منذ الإثنين، بحسب "المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية".

وأوقف أكثر من 350 شخصاً هذا الأسبوع أثناء التظاهرات، "بينهم 320 في يوم 23 يناير/كانون الثاني وحده"، بحسب الأمم المتحدة.

(العربي الجديد)