بروجردي: إيران تتفاوض مع أوروبا لإتمام الحجة

22 مايو 2018
بروجردي: الأوروبيون أمام امتحان تاريخي صعب (لؤي بشارة/فرانس برس)
+ الخط -
قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني، علاء الدين بروجردي، إن "صناع القرار في إيران، إلى جانب مجلس الأمن القومي الأعلى، وافقوا على الحوار مع الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووي بعد انسحاب أميركا لإتمام الحجة، ولتبديد الذرائع التي من الممكن أن يستخدمها الآخرون ضد إيران لاحقا".

وفي تصريحات صحافية صادرة اليوم الثلاثاء، أضاف بروجردي أن "المفاوضات في السابق أنتجت الاتفاق، وحينها كانت إيران تقف أمام جبهة واحدة، وهي ذاتها التي تعاني اليوم من الاختلاف في الآراء والمواقف"، واعتبر أن "هذا يصب في مصلحة طهران التي لن تتحد وتقف بوجهها أي جبهة جديدة".

واعتبر بروجردي أن "الأوروبيين أمام امتحان تاريخي صعب، إذ لا يفترض أن تستمر أميركا في التعامل بسياسات مغرورة وتفرض الإملاءات على الجميع. وعلى الاتحاد الأوروبي أن يثبت أنه قادر على الحفاظ على مصالحه". 

وشكك رئيس لجنة الأمن القومي والسياسات الخارجية في البرلمان الإيراني بالنوايا الأوروبية، التي رأى أنها "لا تريد أن تنحصر المكتسبات الاقتصادية القادمة من إيران بأطراف غيرها".

وتعليقا على بيان منسقة الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغريني، والتي انتقدت ضمنيا انسحاب واشنطن من الاتفاق كونه لا يحقق أمن المنطقة، والصادر بعد تصريحات وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، اعتبر بروجردي أن "هذه البيانات غير مهمة، وما يهم طهران هو الإقدام على خطوات عملية".


وفي السياق ذاته، أشار المتحدث باسم الحكومة الإيرانية، محمد باقر نوبخت، إلى تصريحات بومبيو، معتبرا أنها "عدائية وتحمل الكثير من التهديدات غير المقبولة"، قائلا إن "أميركا لم تستطع أن تقف بوجه إيران في السابق، ولن تفعل ذلك". 

وأضاف نوبخت: "العالم برمته أصبح في طرف، وأميركا تجلس في طرف آخر، وهناك كثر يدعمون الموقف الإيراني"، مؤكدا أن طهران تسعى إلى الحصول على مكتسباتها من الاتفاق.

وفي السياق، قال أمين مجلس الأمن القومي الإيراني الأعلى، علي شمخاني، إن ما طرحه بومبيو خلال إعلانه عن الاستراتيجية الجديدة مجرد مجموعة من "الأحلام والأمنيات للرئيس الأميركي ترامب"، مضيفًا أن كل هذا السعي الأميركي إلى الحد من قدرة طهران يدل على ضعف واشنطن، بحسب تعبيره.

واعتبر شمخاني أن "كل ما يجري يؤكد أن لدى إيران قوة ونفوذا على مختلف المستويات الداخلية والخارجية"، وذكر أن "الوكالة الدولية للطاقة الذرية هي المرجع الوحيد الذي يحق له إبداء رأيه حول برنامج إيران النووي، وأثبتت تقاريرها سلميته عدة مرات. بالمقابل، إن أميركا التي تملك أسلحة نووية، وتزود الكيان الصهيوني بالأسلحة، لا يحق لها الحديث عن هذا الملف".

كما أكد شمخاني أن "الاتفاق النووي حدد الأطر المطلوبة، وأغلق هذا الملف في السابق، ولن تقبل إيران إعادة فتحه مجدداً"، معتبراً أن "انسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الاتفاق عاد عليها بالضرر، فرئيسها ترامب كان يتصور أنه سيفرض وجهة نظره على الدول الأوروبية"، مستطردًا بأن على "الأطراف الأوروبية في الاتفاق أن تبرهن أنها قادرة على فصل ملفاتها عن واشنطن، وإلا لن يكون استمرار العمل معها ذا فائدة، وستضطر إيران لمراجعة قراراتها".

من جهةٍ أخرى، أشار شمخاني إلى دور بلاده في سورية والعراق، معتبرا أن "حضور إيران هناك جاء بناء على طلب من حكومتي البلدين"، وأن بلاده "كانت العامل الرئيس الذي وقف بوجه تقدم "داعش" في هذين المكانين وفي لبنان وحتى في أوروبا"، وردّ على اتهامات بومبيو بالقول إن "الولايات المتحدة هي من تدعم الإرهاب في الحقيقة وفشل مآلاتها هو سبب غضبها الحالي".

وعن مطلب بومبيو المتعلق بإطلاق سراح من وصفهم شمخاني بـ"الجواسيس المعتقلين في إيران"، ردّ بأن في السجون الأميركية مدنيين إيرانيين لم يفعلوا شيئًا، ويقضون أحكاما ثقيلة وطويلة غير عادلة وفي ظروف غير إنسانية، وأميركا لا تقدم مبرراتها ولا إجاباتها عن التساؤلات القانونية والقضائية المتعلقة بهذا الملف".

وأعرب شمخاني عن أن بلاده ستستمر بدعم فصائل المقاومة في فلسطين ولبنان، والتي وصفها بومبيو بالـ"إرهابية"، معتبرا أن "في ذلك فخرا للعالم العربي والإسلامي، وأن اتهام إيران بدعم تنظيمات إرهابية، مجرد عرض دعائي يروج لحرب نفسية".

وأكد أن "الحرس الثوري المحظور أميركيا يمثل جزءا رئيسا من القوات المسلحة الإيرانية، وسيبقى محط دعم في البلاد"، ورأى أن "إيران عامل لتحقيق استقرار المنطقة، وتقدم حلولا سياسية لأزماتها، بينما تردد أميركا الشعارات النظرية وحسب".

من جهته، قال رئيس المكتب السياسي للرئاسة الإيرانية والمفاوض النووي، مجيد تخت روانجي، إن "خروج أميركا من الاتفاق وضعها في عزلة دولية"، معتبرا أن تصريحات بومبيو "ليست حديثة" وأنها "تفتقد للأدب، كما تعكس استمرار العداء لإيران وتثبت أن واشنطن تعيش في الوهم والخيال"، بحسب تعبيره.

ونقلت وكالة "مهر" عن روانجي قوله إن "كلام بومبيو لم يحمل لا خطة ولا استراتيجية جديدة، ولكنه أطلق مواقف وتهديدات تدينها إيران بالكامل"، متهما الولايات المتحدة بـ"دعم الإرهاب"، كما قلل من شأن التهديد بفرض عقوبات مشددة على إيران، إذ إن بلاده جربت ذلك في السابق ولم يصل الحظر إلى النتائج المرجوة، "بل على العكس جلست أميركا بعدها على طاولة الحوار"، بحسب وصفه.

وتعليقا على الملف ذاته، ذكر سفير إيران في بريطانيا، حميد بعيدي نجاد، أن "تصريحات بومبيو واهمة"، وأن طلب التفاوض مجددا مع إيران بوجود كل هذه الشروط "يعني أن مستوى تخصيب اليورانيوم سيصل إلى الصفر، وهو أمر مستحيل، فواشنطن غير مقتنعة بالاتفاق وتريد نسفه بالكامل".

جهوزية لاستئناف التخصيب

وفي السياق النووي، نقلت وكالة "مهر" عن رئيس هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، علي أكبر صالحي، قوله إن لدى هذا المركز الجهوزية والقدرة الكاملة لرفع مستوى تخصيب اليورانيوم، موضحًا أنه تم إبلاغ ذلك للمعنيين في البرلمان الإيراني، قائلًا: "نأمل ألا نصل إلى مرحلة نضطر فيها لاستئناف التخصيب كما السابق، لأن الصناعة النووية تحقق أهدافها واحتياجاتها، أما إذا أردنا تسريع المشروع وتطويره فلدينا الجهوزية للعودة إلى التخصيب".

وأوضح صالحي، الذي اجتمع بأعضاء في لجنة التعليم والتحقيقات والتقنيات التابعة للبرلمان الإيراني، أنه نقل لهم معلومات حول وضع الصناعة النووية في إيران، قائلًا إنه "جيد للغاية من عدة نواحٍ؛ من قبيل التنقيب والاستخراج والحصول على تقنيات النظائر، وحتى بناء المفاعلات، ففي الوقت الراهن تشيد إيران مفاعلين، واتفقت مع روسيا على ذلك بعد الاتفاق النووي نفسه".