ويضاف إلى هذه الأحداث المتعاقبة، اعتقال السفير البريطاني لدى طهران إثر مشاركته في احتجاجات طلابية، مساء الأحد على التأخر في إعلان سبب سقوط الطائرة المنكوبة، والمواقف الأوروبية من احتجاجات مواطنين إيرانيين على سلوك السلطات في التعاطي مع مسألة الطائرة.
وقامت الحكومتان السويدية والبريطانية الإثنين، باستدعاء سفيري إيران، حيث استدعت استوكهولهم السفير الإيراني رسول مهاجر، بسبب إسقاط بلاده الطائرة الأوكرانية، التي كان من بين ضحاياها 17 شخصاً مقيماً بالسويد، سبعة منهم مواطنون سويديون وعشرة كانوا إيرانيين لديهم إقامة دائمة فيها، بحسب الخارجية السويدية.
وذكرت وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، الإثنين على "تويتر"، أن الخارجية أكدت للسفير الإيراني ضرورة التعاون والشفافية من قبل إيران تجاه الحادث.
كما أن لندن أيضاً من خلال استدعائها السفير الإيراني، لديها حميد بعيدي نجاد، احتجت على قيام طهران باعتقال سفيرها روب ماكير، مساء السبت، بعدما وجهت له تهمة تجاوز مهمته الدبلوماسية من خلال المشاركة في "تجمع غير شرعي".
وقال متحدث باسم رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن بريطانيا استدعت السفير الإيراني في لندن لإبداء اعتراضاتها القوية على احتجاز السفير البريطاني في طهران، وفقاً لـ"رويترز".
واعتبر المتحدث أن هذا الاحتجاز "انتهاك غير مقبول لاتفاقية فيينا ويجب التحقيق في الأمر"، مشيراً إلى أن لندن تسعى "للحصول على تأكيدات من الحكومة الإيرانية بأن هذا لن يحدث مرة أخرى أبداً".
في غضون ذلك، صعّد وزير الخارجية البريطاني، دومينيك روب لهجته تجاه طهران، في خطاب له أمام البرلمان البريطاني الإثنين، مهدداً إياها بفرض عقوبات عليها.
وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية، أن الوزير البريطاني أكد أن لندن بعد انسحابها من الاتحاد الأوروبي ستؤسس لنظام عقوبات جديد خاص بها، لفرض عقوبات جديدة على إيران.
وأضاف: "نسقنا مع شركائنا الدوليين وأجريت مشاورات مع الولايات المتحدة وكندا لإنشاء نظام عقوبات مشابهة لنموذج "ماغنيتسكي" (الأميركي)"، معبراً عن قناعته بـ"ضرورة الحفاظ على الاتحاد العابر للأطلسي بشأن إيران".
وقال إن بريطانيا لم تنخرط في استراتيجية "الضغط الأقصى" الأميركية ضد إيران، لكنها ترى أن خطوات طهران من خلال إيقاف تعهداتها النووية "حولت الاتفاق النووي إلى مجرد قشرة". كما دعا روب إلى خفض التوترات في المنطقة، مطالباً إيران بـ"الانخراط في المسار الدبلوماسي".
ولم تمر سويعات على المواقف البريطانية التصعيدية الجديدة، حتى ردت الخارجية الإيرانية عليها، في بيان، نشرته وكالة أنباء "إيسنا"، معتبرة أن هذه المواقف والتهديدات بفرض عقوبات ضد إيران، تنطلق من "حسابات خاطئة خطيرة وأوهام" ضد الجمهورية الإسلامية، متهمة لندن بـ"السعي لزيادة التوتر في المنطقة وفي علاقاتها مع طهران".
وهددت الخارجية الإيرانية بريطانيا بـ"ردة فعل قوية ومتناسبة في حال ارتكبت بريطانيا خطأ جديداً"، محملة إياها مسؤولية تبعات ذلك، مشيرة إلى أنه "على القادة البريطانيين أن يعلموا أنهم لا يمكنهم من خلال الاتهامات ضد إيران التستر على التبعية العشوائية لأميركا والعجز السافر لبريطانيا في تنفيذ تعهداتها تجاه الاتفاق النووي وامتناعها عن تنفيذ حكم محكمة بريطانية لإعادة ديون للشعب الإيراني بمئات ملايين الاسترليني خوفاً من أميركا".
ودعت الخارجية الإيرانية إلى "إنهاء السفارة البريطانية في طهران تدخلاتها الاستفزازية فوراً"، محذرة أنه في حال استمرار هذا السلوك "لن نكتفي باستدعاء السفير"، في تلويح باحتمال طرده من إيران، كما دعت إيران ذلك أخيراً قوى سياسية محافظة ومشرعون برلمانيون.
من جهتها، اتخذت الحكومة الألمانية الإثنين، لهجة تصعيدية تجاه طهران، داعية الأخيرة إلى السماح للمظاهرات على خلفية إسقاط الطائرة الأوكرانية، بأن "تجري من دون قيود"، معلنة أنه "يجب أن تكون لدى الشعب الإيراني إمكانية للاحتجاج السلمي الحر"، بحسب المتحدثة باسم الخارجية الألمانية ماريا أديبار، خلال مؤتمر صحافي وفقاً لوسائل إعلام ألمانية.
كما أن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، قال من الأردن إن "للإيرانيين الحق في التعبير عن رأيهم بحرية"، داعياً إيران إلى وقف ما وصفه "اللعب بالنار في الجوار إذا تريد التهدئة".
إلا أن رئيس مؤتمر ميونخ الدولي للأمن، فولفغانغ إشينغر، اتخذ موقفاً مغايراً تجاه احتجاجات في إيران بسبب سلوك السلطات في التعامل مع موضوع سقوط الطائرة المنكوبة، محذراً من تبعات دعم هذه الاحتجاجات، في تصريح للقناة الثانية بالتلفزيون الألماني، معتبراً أن "الدعم الكثير من شأنه أن ينتهي إلى تصعيد الصراع".