وقُتل قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" جمال جعفر، المعروف باسم "أبو مهدي المهندس"، برفقة خمسة عناصر من الحشد، بضربة أميركية وجهتها طائرات "أباتشي" في مطار بغداد الدولي، في عملية سمّتها مصادر أميركية "البرق الأزرق" فجر الجمعة.
وأشار مجلس الأمن القومي الإيراني، عقب اجتماعه الطارئ الذي "ناقش مختلف أبعاد الحادث" وفق ما أورد بيان صادر عنه، إلى أنه "اتخذ قرارات بشأن التعامل مع (اغتيال سليماني)"، مبرزا أن "أميركا لن تتخلص بسهولة من تبعات تصرفها هذا".
وأوضح أن "الإدارة الأميركية تتحمل مسؤولية عواقب هذه المغامرة الإجرامية".
وأضاف البيان أن "اغتيال سليماني سيجعل إيران أكثر تصميما وعزما على مواصلة استراتيجية المقاومة الفعالة"، وأن "خط المقاومة سيستمر بدوافع أقوى بعد الاغتيال".
ونقل التلفزيون الرسمي في إيران عن وزير الخارجية محمد جواد ظريف قوله إن مقتل سليماني كان عملا من أعمال "الإرهاب الدولي".
وأضاف أنه "تصعيد خطير وأحمق للغاية... كان (سليماني) القوة الأكثر فعالية في مواجهة إرهابي (تنظيمي) داعش والقاعدة"، بحسب قوله.
بدوره، هدد القائد الجديد لفيلق القدس الجنرال إسماعيل قاآني بقوله: "أصبروا قليلا لتروا بأم أعينكم رفات جثامين الأميركيين تنتشر في الشرق الأوسط".
وعيّن المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي الجنرال قاآني قائداً جديداً لـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، خلفاً لسليماني.
رسالة أميركية ورد إيراني
ونقلت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية عن موسوي قوله إن طهران تلقت، اليوم، رسالة من واشنطن بعد مقتل سليماني، وذلك في معرض رده على سؤال حول ذلك، مشيرا إلى أن الخارجية الإيرانية حملت القائم بأعمال السفارة السويسرية رد إيران على الرسالة الأميركية، من دون الكشف عن طبيعته.
وقال موسوي إنه تم استدعاء القائم بأعمال السفارة السويسرية في طهران، مساء اليوم، لإبلاغه بـ"الرد" على الرسالة الأميركية.
وكانت الخارجية الإيرانية قد استدعت صباحا أيضا القائم بأعمال السفارة السويسرية لدى طهران، لإبلاغه "احتجاجها الشديد" على الهجوم الأميركي الذي وصفته بأنه "إرهاب دولة"، مهددة بأن واشنطن "ستتحمل تبعات ذلك".
وبحسب وكالة "رويترز"، فإن وزارة الخارجية السويسرية قالت، في وقت سابق من اليوم، إن أحد دبلوماسييها سلم رسالة من الولايات المتحدة إلى إيران بشأن مقتل سليماني في ضربة جوية أميركية.
وقالت الوزارة، في رد بالبريد الإلكتروني على استفسار من الوكالة دون الخوض في تفاصيل: "تم إبلاغ القائم بالأعمال بموقف إيران، وفي المقابل سلم رسالة من الولايات المتحدة".
وقُتل قائد فيلق القدس الإيراني، ونائب رئيس هيئة "الحشد الشعبي" جمال جعفر، المعروف باسم "أبو مهدي المهندس"، برفقة خمسة عناصر من "الحشد"، وأربعة آخرين من أعضاء فيلق القدس الإيراني، بضربة أميركية وجهتها طائرات "أباتشي" في مطار بغداد الدولي، بعملية سمّتها مصادر أميركية "البرق الأزرق"، فجر الجمعة.
وذكر "الفيلق" الإيراني أن العملية الأميركية "الإرهابية" خلفت 10 قتلى، منهم 5 عسكريين إيرانيين، بينهم الجنرال سليماني، والخمسة الآخرون هم عراقيون من أعضاء قوات "الحشد الشعبي"، بينهم نائب رئيس التنظيم أبو مهدي المهندس.
وتوالت ردود الفعل الغاضبة في إيران على قيام الولايات المتحدة الأميركية باغتيال سليماني، وهددت السلطات الإيرانية بردّ "قاسٍ وقويّ" على "الجريمة" الأميركية.