ويأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات من مصادر مقربة من مليشيات "الحشد الشعبي"، أكدت أن فصائل مسلحة مرتبطة بإيران تستعد لإقامة فعاليات ووقفات احتجاج مؤيدة لإيران في مدن عدّة، بينها بغداد.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد أعلنت، في بيان لها أمس الخميس، عن تلقي الحكيم اتصالاً هاتفياً من ظريف، مؤكدة أن الجانبين ناقشا "القضايا المشتركة بين البلدين".
ولفتت الوزارة إلى أن الحكيم وظريف ناقشا "سبل التنسيق والتعاون المثمر بشكل يحقق مصالح الدولتين، فضلا عن بحث مستجدات الأوضاع بالمنطقة، وبذل الجهود من أجل الحفاظ على أمنها واستقرارها".
في المقابل، نقل تلفزيون عراقي واسع الانتشار في بغداد، عن مصادر لم يسمها، قولها إن ظريف طلب من بغداد الابتعاد عن الموقف الأميركي الرامي إلى زجّ المنطقة باتجاه المواجهة، وتشكيل تحالفات ضدّ إيران، مشيرة إلى أن وزير الخارجية العراقي أبلغ ظريف بأنّ "العراق لا يمكن أن ينخرط في الحرب ضدّ إيران، ولن يكون جزءًا من أي تحالفات إقليمية أو دولية ضد طهران".
عضو في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب العراقي قال لـ"العربي الجديد"، إن اللجنة تواصلت مع مسؤولين في الخارجية العراقية قبل يومين حيال الموقف العراقي من الأزمة، و"هناك قرار بأن العراق لن يكون مع أي طرف، رغم صعوبة ذلك عمليا على أرض الواقع".
وبين المتحدث ذاته أن "القلق الحالي هو من قيام فصائل مسلحة بالتصرف خارج إرادة الحكومة والقرار السياسي العراقي، والدخول على خط أي مواجهة تجري بين الولايات المتحدة وحلفائها من جهة، وإيران من جهة أخرى".
وأضاف أن تسعة فصائل مسلحة تحديدا لا يمكن اعتبارها تحت السيطرة، أبرزها كتائب "حزب الله" و"النجباء" و"العصائب" و"بدر" و"الخراساني" و"سيد الشهداء" و"الإمام علي"، ومليشيات أخرى قد تقدم على استهداف مصالح أميركية في العراق بحال اندلعت مواجهة مع طهران.
وأمس، الخميس، رفض العراق الانضمام إلى التحالف الدولي لحماية الملاحة البحرية بمياه الخليج. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، أحمد الصحّاف، إن رؤية الخارجية تتلخص بأن تشكيل أي قوة عسكرية لحماية الممرات المائية في الخليج سيضفي على المنطقة مزيداً من التعقيد، علاوة على أن التصعيد بين طهران وواشنطن يأخذ مسارات متعددة، و"العراق يلتزم الحياد إزاء هذا التصعيد، وينظر إلى ضرورة الإبقاء على منطقة آمنة ومتوازنة ومستقرة".
وقدّم البنتاغون، اليوم الجمعة، مجموعة واسعة من الخيارات العسكرية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، في وقت يدرس كيفية الردّ على هجوم إيراني غير مسبوق على صناعة النفط في السعودية، بحسب ما يقول مسؤولو الإدارة.
وذكرت وكالة "أسوشييتد برس" أنه في اجتماع في البيت الأبيض، ستُعرض على الرئيس قائمة بالأهداف المحتملة للضربات الجوية داخل إيران، ضمن ردود أخرى محتملة، وسيتم تحذيره أيضاً من أن العمل العسكري ضد طهران قد يتحول إلى حرب.
وحذّر وزير الخارجية الايراني، الخميس، من أن أي ضربة توجه لإيران ستفجر حربا شاملة في المنطقة، مؤكدا أن بلاده لا تريد المواجهة، لكنها لن تتوانى في الدفاع عن نفسها.