الرئيس اليمني: الحوثيون وصالح يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة

16 يونيو 2015
هادي جدّد التنديد بما يقوم به الحوثيون (أرشيف Getty)
+ الخط -

قال الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، في كلمته التي ألقاها، اليوم الثلاثاء، في افتتاح اجتماع وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن القوى الظلامية "الحوثيين وصالح" قادت عملية انقلابية مكتملة البنيان، وقامت باجتياح وعسكرة العاصمة صنعاء والعديد من المحافظات ومؤسسات الدولة ومعسكراتها، وعملت على محاصرة قيادات الدولة العُليا.

في المقابل، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، رئيس الاجتماع الاستثنائي لليمن لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن اليمن لا يزال يشهد أحداثاً أليمة متسارعة، ساهمت في زعزعة أمنه وعبثت باستقراره.

وأضاف الرئيس اليمني قائلاً، "لقد سلكنا في اليمن طريق الحوارِ، وعقدنا مؤتمراً وطنياً شاملاً في مارس/آذار 2013 بمشاركة كل الأحزاب والمكونات السياسية اليمنية بأطيافها المختلفة، ووصلنا إلى توافق على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل في يناير/كانون الثاني 2014، واعتقدنا بأننا قد تجاوزنا كثيراً من الصعاب بعد الانتهاء من إعداد مسودة الدستور للدولة اليمنية الجديدة، إلا أن أبناء شعبنا فوجئوا مجدداً بأن القوى الظلامية عادت مرة أخرى لتجرّ البلد إلى الخلف، متحديةً بذلك الإرادة الشعبية وقرارات الشرعية الدولية".

وأكد هادي أن المليشيات الحوثية وصالح وحلفاءهما في الداخل مصابون بهوس السلطة والاستبداد، وحلفاءهما في الخارجِ يريدون استخدام اليمن لإقلاق المنطقة والأمنِ والسلم الدوليين.

ولم تعجب هذه الاتهامات نائب وزير خارجية إيران الذي انسحب والوفد المرافق له، خلال كلمة الرئيس اليمني في افتتاح الاجتماع الاستثنائي لمجلس وزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة.

اقرأ أيضاً:
  "المقاومة" تتقدم جنوب اليمن والحوثيون يردون بقصف المدنيين


وقال إن تلك المليشيات قادت عدواناً دموياً لاجتياح محافظات تعز ولحج والضالع وشبوه وأبين وصعدة وعمران والبيضاء ومأرب والجوف والحديدة ومدينة عدن الباسلة، وسفكت الدماء، وأزهقت الأرواح، بما فيها الأطفال والنساء والشيوخ، وعبثت بالمؤسسات والمنشآت، وقصفت المستشفيات، وفجّرت البيوت الآمنة، ونتجت عن ما تقوم به تلك المليشيات من أعمال عدوانية حالة إنسانية كارثية كبيرة، بل ومنعت تلك العصابات جهود الإغاثة الإنسانية بدوافع انتقامية.

وعن مشاورات جنيف، أكد هادي أن وفد الحكومة الشرعية ذهب إلى جنيف على أمل أن تسهم المشاورات في رفع المعاناة عن أبناء الشعب اليمني، وذلك من خلال انصياع مليشيات الحوثي وصالح لاستحقاقات قرار مجلس الأمن الدولي 2216، مؤكداً أنه ورغم علمنا أن تلك العصابات لا عهد لها، إلا أننا تعاطينا بحرص، فأوفدنا ممثلي الحكومة الشرعية إلى جنيف.

وأضاف "ذهب وفد الحكومة إلى جنيف متسلحاً بصمود وتضحيات شعبنا الأبيّ ومقاومته الباسلة، ومستنداً إلى مرجعيات واضحة ومحددة لا انتقاص منها أو نكوص عنها، مشيراً إلى أن تلك المرجعيات ممثلة بالمبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني، ومؤتمر الرياض، وقرار مجلس الأمن الدولي 2216".

وعن عاصفتي الحزم وإعادة الأمل، قال هادي إنهما كانتا عنوان التعاضد والتكاتف الأبرز مع شعبنا ووطننا، مشيراً إلى أن الشعب اليمني لن ينسى تلك الوقفة الشجاعة والنبيلة والصادقة من قبل الأشقاء في دول الخليج، وقال إننا نتطلع إلى مزيد من الاهتمام والرعاية للجانب الإغاثي والإنساني.

إلى ذلك، قال وزير الخارجية الكويتي، الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، رئيس الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي، إن اليمن لا يزال يشهد أحداثاً أليمة متسارعة ساهمت في زعزعة أمنه وعبثت باستقراره، وأدت إلى الانقلاب على الرئيس ومؤسسات الدولة الشرعية، وشكلت تلك الأحداث تهديداً مباشراً لأمن واستقرار اليمن والمنطقة جمعاء، فضلاً عن تهديدها للأمن والسلم الدوليين.


وطالب بضرورة رص الصفوف ونبذ عوامل الفرقة والخلاف، ومواصلة العمل يداً بيد، لمواجهة الأخطار الحقيقية التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية العتيدة.

وأكد الشيخ الصباح في كلمته، التي ألقاها في افتتاح الاجتماع الاستثنائي الخاص باليمن، والذي عقد اليوم في مدينة جدة السعودية، أن المليشيات الحوثية وصالح لم يكتفيا بالعدوان على الشرعية الدستورية في اليمن والعبث باستقرار اليمن، بل إنهما اعتديا على المملكة العربية السعودية الشقيقة، مهددين أمن المملكة وسيادتها ووحدة وسلامة أراضيها.

وأشار إلى أن المملكة، وفي ضوء تلك التطورات، اتخذت سلسلة إجراءات لحماية حدودها وسلامة مواطنيها.

اقرأ أيضاً: مسؤول في الجامعة العربية: تراجع الانقلابيين شرط نجاح جنيف

وجدد الدعم الكامل لجهود دول التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية والإجراءات التي اتخذتها للدفاع عن نفسها، استجابة لطلب الرئيس اليمني من الأمم المتحدة بتفعيل نص المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة، ونص المادة الثانية من معاهدة الدفاع العربي المشترك، ونص المادة السادسة من ميثاق جامعة الدول العربية، ونصي المادتين الثانية والثالثة من اتفاقية الدفاع المشترك لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأكد ضرورة التنفيذ التام والشامل لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والقرارات الأممية الأخرى ذات الصلة، المبنية على المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني، مشيداً بنتائج مؤتمر الرياض من أجل إنقاذ اليمن وبناء الدولة الاتحادية الذي عقد في الفترة من 17-19 مايو/أيار 2015، والذي أثمر عن إصدار وثيقة "إعلان الرياض"، وفقاً للأهداف التي حددها الرئيس اليمني.

ودعا كافة الأطراف إلى تغليب مصلحة اليمن والشعب اليمني، والتي لن تتحقق إلا بالعودة إلى الشرعية والمرجعيات الإقليمية والدولية ذات الصلة.

وقال إن دولة الكويت ترحب وتدعم عملية إعادة الأمل، للنهوض باليمن وإعادة إعماره، وقد قدمت بالتنسيق مع الحكومة الشرعية اليمنية المساعدات الإغاثية للشعب اليمني، عبر القنوات الرسمية والشعبية. كذلك قررت تقديم مبلغ قدره مائة مليون دولار أميركي لتغطية الاحتياجات الإنسانية وتحسين الأوضاع هناك.

وقبل بدء الجلسات المغلقة، دعا الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، إياد بن أمين مدني، الاجتماع إلى مصالحة وطنية شاملة، عبر استئناف العملية السياسية بمشاركة كافة الأطراف والقوى والأحزاب السياسية اليمنية، في إطار مؤتمر الحوار الوطني الجامع والشامل لتطبيق مخرجات مؤتمر الحوار. كما دعا إلى عقد مؤتمر إنساني لمواجهة الأزمة الإنسانية التي يمر بها اليمن. وأضاف "أن الوضع الإنساني في اليمن يتطلب تحركاً عاجلاً، ولذلك نناشد المنظمات والهيئات الإقليمية والدولية ذات العلاقة إلى اتخاذ تدابير عاجلة لتقديم المساعدات لإنقاذ اليمن واليمنيين، ونأمل من الدول الأعضاء تخصيص جزء من مساعداتها لليمن عبر آلية تنسيق العمل في المنظمة، في إطار تعزيز مبادئ العمل الإسلامي المشترك".

اقرأ أيضاً: "الحوثيون": وساطة عُمانية وراء مغادرة وفدنا جيبوتي

المساهمون