نتنياهو يوظف "الخطر الإيراني" لمصالحه الحزبية

27 أكتوبر 2019
نتنياهو وعد بحكومة وحدة وطنية (Getty)
+ الخط -
عاد رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الأحد، إلى التهويل من "الخطر الإيراني" وتوظيف ذلك كسبب لتشكيل حكومة وحدة وطنية، واعداً بالسعي من أجل ضمان تشكيلها.

جاء ذلك بعد فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة في إسرائيل، ونقل التكليف لتشكيل الحكومة الجديدة، الأسبوع الماضي لخصمه، الجنرال بيني غانتس زعيم تحالف "كاحول لفان".

وقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، اليوم، إنّ "التحذيرات من تفاقم الوضع الأمني على الجبهة الشمالية ليست مناورة سياسية"، مدعياً "أن أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية واسعة ليست مسألة حزبية بل هي مسألة قومية، ومسألة أمنية من الدرجة الأولى".


وأضاف: "إننا نرى ما يحدث في الشرق الأوسط. لبنان في العاصفة، والعراق أيضاً، كذلك سورية، بينما تسيطر إيران على كل هذه المناطق. ونحن نعلم أن القوة التي ساعدتنا حتى الآن، يجب أن تقوى أكثر لمواجهة كل هذه المظاهر"، معتبراً أن "هذا الأمر يُلزم قرارات صعبة للغاية".

وتابع نتنياهو، في سياق ترويجه لهذا التهويل، أنّ ما نسب له وما بدر عنه وعن رئيس أركان الجيش، أفيف كوخافي، "ليس مناورة بل مرآة للواقع، لتحديات المستقبل القريب، وعلينا اتخاذ قرارات صعبة تلزم حكومة واسعة".

واعتبر نتنياهو، الذي قاد المعركة الانتخابية الأخيرة، في التاسع عشر من الشهر الماضي تحت شعار وجوب تحقيق أكبر إنجاز لليكود لتشكيل حكومة قومية صهيونية ولمنع حكومة وسط ويسار (في إشارة لحزب كحول لفان بقيادة الجنرال بيني غانتس)؛ أنّ "التحدي الاستراتيجي الرئيسي لدولة إسرائيل يكمن في الجبهة الشمالية، حيث يقف في صلب هذا التحدي تموضع قوات إيرانية في سورية، ومشروع تحسين دقة صواريخ حزب الله".

وتابع: "في كلا الموضوعين نرى جهودا إيرانية، من خلال استغلال أراضي دول ذات قدرة حكم محدودة للغاية".

واستند نتنياهو إلى ما قال إنه بحسب تقديرات شعبة الاستخبارات، أن الوضع الأمني يتحول إلى تحد أكثر صعوبة ولا سيما على خلفية قرار إخراج القوات الأميركية من سورية، وهو أمر، إضافة إلى أمور أخرى من شأنه أن يحول الوضع إلى أكثر هشاشة مما كان عليه قبل سنوات.


وتأتي هذه التصريحات من قبل نتنياهو قبيل ساعات من لقاء منتظر بينه وبين خصمه الجنرال غانتس في جلسة مفاوضات مقررة للبت في سبل تشكيل حكومة وحدة مشتركة بين "الليكود" و"كاحول لفان"، علماً بأن التقديرات لا ترجح تحقق سيناريو من هذا النوع بفعل رفض غانتس أولاً أن يكون نتنياهو الأول في منصب رئاسة الحكومة ثم تجري عملية تناوب، في حال قرر المستشار القضائي للحكومة الإسرائيلية، تقديم لائحة اتهام رسمية ضد نتنياهو.

أما السبب الثاني، فهو نية نتنياهو المسبقة، بعدم تشكيل حكومة من دون باقي الكتل الحريدية، وتفضيله كسب الوقت حتى نهاية المهلة القانونية الممنوحة لغانتس، بهدف الذهاب إلى انتخابات جديدة في مطلع مارس/آذار، تكون الثالثة من نوعها في أقل من عامين.

المساهمون