داعش يتحصن في الموصل استعداداً لمعركة الحسم

13 مارس 2015
استعدادات متبادلة بين "داعش" والقوات العراقية قبل انطلاق المعركة(الأناضول)
+ الخط -
بعدما انسحب تنظيم "الدولة الإسلاميّة" (داعش) من تكريت باتجاه مدينة الموصل، بدأ عملية التحصين والاستعداد للمعركة الحاسمة بالنسبة إليه، فيما يؤكّد خبراء أمنيون حاجة الحكومة إلى إعداد كبير لجهة التسليح والتدريب والخطط العسكريّة قبل الهجوم.

وفي السياق، كشفت مصادر محليّة في مدينة الموصل لـ"العربي الجديد"، أنّ "التنظيم يعمل منذ أيّام عدّة على تفخيخ مئات الشاحنات والسيارات استعداداً لأيّ هجوم محتمل على المدينة"، مبينة أنّه "وزّع عدداً من تلك الشاحنات على الجسور والمداخل المؤدية الى الموصل، في خطة لقطع الطريق على أيّ قوّات تحاول دخول المدينة".

وأشارت المصادر إلى أنّ التنظيم انسحب من تكريت لتجنب الخسائر الكبيرة التي قد تلحق به بفعل القصف الجوي والصاروخي على مواقعه والتي لم يكن قادراً على مجاراتها.

 اقرأ أيضاً: تكريت المنكوبة تنتقل من "داعش" إلى المليشيات

وقد "ترك قطعات منه تشاغل القوات المهاجمة، فيما انسحبت القطعات الأخرى ودخلت الموصل". وأوضحت المصادر أن التنظيم "يعمل على تمترسه داخل الموصل التي نقل لها مخازن كبيرة من العتاد والأسلحة، فيما يجري توزيع المهام بين عناصره بشكل انسيابي، ويعمل بصمت وكأنّه غير مبالٍ بأحداث تكريت، محاولاً أن لا يُظهر أيّ قلقٍ أو خوفٍ من المعركة المرتقبة".

وأضافت المصادر أنّ "التنظيم مهتم جدّا بتأمين الطرق التي تربطه بسوريّة لضمان وصول الإمدادات له، وقد نشر على مقربة من الطرق سيّارات مفخّخة، وعدداً كبيراً من المراصد والسواتر الترابية على طول الطرق".

من جهته، قال عضو مجلس محافظة نينوى زاهر المعماري، لـ"العربي الجديد"، إنّ "التنظيم ليس سهلاً، وإنّ المعركة ضدّه في الموصل بحاجة إلى خطط استباقيّة حقيقيّة، وليست فوضوية، إذ أنّ الموصل هي ساحة معركته، وهو عاكف على الإعداد وتسخير قدراته الكاملة لحسم هذه المعركة وتوزيع قطعاته كما يشاء منذ فترة، الأمر الذي يزيد من صعوبة المعركة".

وأشار المعماري الى أنّ "الحكومة خسرت عاملاً مهماً في حسم المعركة وهو ثقة الشارع الموصلّي"، داعياً إيّاها إلى "العمل على كسب ود وثقة أبناء الموصل وعشائرها، لأنّ لهم القدرة والدور الكبير في ضعضعة التنظيم من داخل المدينة".

بدوره، أكّد الخبير الأمني الاستراتيجي واثق العبيدي، أنّه "لا يوجد حتى الآن أيّ خطوات حكومية تؤكّد اتخاذها الاستعدادات المطلوبة للدخول في معركة الموصل (عاصمة داعش)".

وأوضح العبيدي خلال حديثه لـ"العربي الجديد"، أنّ "معركة الموصل ليست كمعارك تكريت أو الأنبار، إذ تحتاج إلى إعداد كبير من جوانب التسليح والتدريب"، مبيناً أنّ "الحكومة العراقيّة بحاجة الى تدرّيب قوات خاصة أو قوات من الجيش على خوض معركة الموصل، وطبعاً التدريب يكون ضمن خطة ميدانيّة ترتبط بجغرافيا ساحة المعركة".

وأضاف أنّ "التسليح ليس بمستوى كمستوى المعركة، إذ تحتاج القوات العراقيّة الى صفقات لشراء أسلحة ومعدات بحجم المعركة وتخصص خاصة موازنة للمعركة".

وتمكنت القوات العراقيّة والإيرانيّة من تحرير محافظة صلاح الدين بشكل شبه كامل من سيطرة "داعش"، فيما لم تشهد المعركة اشتباكات بين الطرفين، إذ التنظيم انسحب بشكل تدريجيٍ من ساحة المعركة باتجاه الموصل، وكانت خسائر الطرفين قليلة. 

 اقرأ أيضاًالولايات المتحدة علمت مسبقاً بالتدخل الإيراني في تكريت

المساهمون