الوفد المصري ينقل للاحتلال ردود الفصائل على مقترحات التهدئة

28 مارس 2019
ترقب كبير لـ"مليونية العودة" بعد غد السبت(محمود حمص/فرانس برس)
+ الخط -
يواصل الوفد المصري تحركاته لمحاولة تثبيت التهدئة، في الوقت الذي تسود فيه توقعات سلبية في إسرائيل بشأن "مليونية العودة" المتوقعة بعد غد السبت، ويواصل جيش الاحتلال استعداداته الواسعة لاحتمال مواجهة شاملة.

ونقل الوفد الأمني المصري، الذي التقى قادة حركة "حماس"، مساء أمس الأربعاء، ردود إسرائيل على شروط الحركة للتهدئة، قبل أن ينتقل مجدداً إلى إسرائيل.

وذكر موقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" اليوم الخميس، أن الوفد الأمني المصري، الذي التقى قادة حركة "حماس"، أبلغهم أن إسرائيل وافقت على زيادة عدد شاحنات البضائع التي تدخل قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وتوسيع مساحة صيد الأسماك لتبلغ 12 ميلا، وصيانة شبكات الكهرباء، وذلك مقابل وقف أنشطة الإرباك الليلي على طول الحدود، ووقف إطلاق البالونات الحارقة، ووضع حد للمواجهات قبالة القاعدة البحرية في منطقة زيكيم، إلى جانب التعهد بـ"تجنب مظاهر العنف" خلال تنظيم مليونية العودة.

وأشارت الصحيفة إلى أن اللقاءات بين الوفد الأمني المصري و"حماس" وقيادات من فصائل فلسطينية أخرى امتدت حتى الساعة الثانية من فجر اليوم، مضيفة أن الوفد الأمني المصري توجه اليوم الخميس إلى تل أبيب لنقل رد "حماس" على العروض الإسرائيلية.

إلى ذلك، يواصل جيش الاحتلال الدفع بتعزيزات كبيرة إلى منطقة الحدود مع القطاع، إلى جانب قيامه بتجنيد ضباط وجنود في الاحتياط ممن ينتمون إلى وحدات استخبارية وتكنولوجية.

وذكر موقع "والا" اليوم، أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي أمر بمضاعفة عدد القوات التي تعمل ضمن "فرقة غزة" ثلاث مرات.

ولفت "والا" إلى أن جيش الاحتلال يعتمد على توظيف عدد كبير من الطائرات بدون طيار في مراقبة "مليونية العودة" ورصد تحركات الفلسطينيين في إطارها.

وذكرت الإذاعة العبرية، الخميس، أن الجيش دفع إلى الحدود مع غزة  لواء المشاة "جولاني" ولواء المدرعات "7"، إلى جانب الاستعانة بعدد من الوحدات الخاصة ووحدة القناصة التابعة لـ"حرس الحدود"، مع العلم أن لواء المشاة "جفعاتي" يتمركز بشكل دائم على طول الحدود مع القطاع.

إلى ذلك، قال المعلق العسكري أمير بوحبوط إن "المعلومات الاستخبارية المتوفرة لدى إسرائيل بشأن نوايا منظمي "مليونية العودة" لا تبشر بخير"، حسب تعبيره.

وفي تحليل نشره موقع "والا" اليوم، أشار بوحبوط إلى أن التقديرات السائدة في إسرائيل تشير إلى أن وجود الوفد الأمني المصري لن يحول دون قيام الفلسطينيين بتحركات على الحدود بعد غد السبت قد تمثل مصدر تهديد كبير للجنود والمستوطنين خلف الجدار الفاصل.

من ناحيته، قال طال ليفرام، المراسل العسكري لصحيفة "معاريف"، إن إسرائيل تتجنب استخدام مصطلح "وقف إطلاق النار" في توصيف التفاهمات التي يتم إحرازها بواسطة الجانب المصري، "على اعتبار أنه عادة ما يتم تقديم وقف إطلاق النار على أنه يعكس ضعف الجانب الإسرائيلي"، على حد تعبيره.

وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم الخميس، أبرز ليفرام أن حركة "حماس" رفضت حتى الآن وقف إطلاق البالونات، في حين أن إسرائيل لا يمكنها الموافقة على تخفيف إجراءات الحصار في حال تواصلت مناشط حراك العودة "العنيفة"، وضمنها إطلاق البالونات.

وفي السياق، أوضح يوآف ليمور، معلق الشؤون العسكرية في صحيفة "يسرائيل هيوم"، أوسع الصحف الإسرائيلية انتشارا، أن التحدي الذي يقف أمام كل من "حماس" وإسرائيل هو "ألا يتحول يوم السبت إلى نقطة تدهور نحو مواجهة شاملة لا تخدم مصالحهما".

وفي تحليل نشرته الصحيفة اليوم، أبرز ليمور أن حركة "حماس" تمكنت من خلال تسخين الحدود بواسطة حراك مسيرات العودة من إعادة غزة إلى صدارة الاهتمام الإسرائيلي والإقليمي والدولي، بعد أن كانت لسنين خارج هذا الاهتمام، مؤكدا أن "الجميع بات يفكر في حل مشكلة غزة".


 

ولفت إلى أن "حماس" تمكنت من تحقيق هذا الإنجاز بواسطة "سلاح بدائي" يتمثل في إطلاق البالونات الحارقة، والذي يوصف في عرف المجتمع الدولي بأنه "سلاح مشروع".

وأشار إلى أن "هذا النمط من المناشط قد أربك إسرائيل وأثر بشكل سلبي جدا على أنماط حياة المستوطنين في منطقة "غلاف غزة" والجنوب بشكل عام".

في غضون ذلك، تفجرت في إسرائيل ضجة كبيرة في أعقاب التصريحات التي أدلت بها وزيرة الثقافة الليكودية ميري ريغف، والتي فهم منها أنها تضفي شرعية على قيام "حماس" بقصف العمق الإسرائيلي. ففي مقابلة أجرتها معها أمس إحدى القنوات الإسرائيلية، قالت ريغف: "ماذا يعني أن تقوم "حماس" بقصف عسقلان؟ فنحن نقوم بقصفهم".

ونظرا للضجة التي أثارتها تصريحاتها، فقد اضطرت ريغف للاعتذار للمستوطنين الذين يقطنون في منطقة "غلاف غزة" والمستوطنات في جنوب إسرائيل.