من مهرب للسجائر إلى قيادي بـ"داعش"... صدام الجمل: التقيت البغدادي وسلمني هدية

12 يونيو 2018
الجمل: العراق أهم من سورية بالنسبة إلى داعش (تويتر)
+ الخط -

كشف مجلس القضاء الأعلى العراقي، اليوم الثلاثاء، قصة القيادي في تنظيم "داعش" الإرهابي، السوري صدام الجمل الذي يمثل أمام القضاء العراقي في محكمة متخصصة بقضايا الإرهاب.

ويعد الجمل المكنى "أبو رقية الأنصاري" واحداً من أبرز قياديي تنظيم "داعش"، ظهر في العديد من الإصدارات المصورة للتنظيم وهو ينفذ عمليات عسكرية وجرائم قتل مختلفة، وقاد أولى الفصائل السورية المعارضة، قبل أن ينتهي به المطاف في تنظيم "داعش".

وكشف الجمل في تصريحات نشرها مجلس القضاء العراقي أسراراً عديدة عن التنظيم وعن التخبط والانقسامات الداخلية التي شهدها، وعن الخلافات مع جبهة "النصرة"، كما تحدث عن لقائه بزعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في سورية وتلقيه هدية منه.

انتماؤه إلى الفصائل المسلحة

يروي صدام عمر حسين الجمل، البالغ 40 عاماً وهو سوري الجنسية، في معرض اعترافاته أمام محكمة التحقيق المركزية المختصة بنظر قضايا الإرهاب كيفية انتمائه إلى "داعش".

ويقول "كنت أسكن في البو كمال السورية وعملت في تهريب السجائر من العراق وسورية، إذ كنت أجني مالاً كثيراً من هذا العمل منذ عام 1998 ولغاية 2010، وقد تركت الدراسة في مراحلها المتوسطة. وعند اندلاع التظاهرات في المدن السورية شاركت فيها، حتى بت ملاحقاً وتم اعتقالي لأكثر من مرة، وبعد ذلك اتجهت إلى العمل المسلح وقد أنشأت كتيبة (الله أكبر)، التي تم الإعلان عن تأسيسها في بلدة القورية السورية مطلع عام 2011".

انضمامه لـ"داعش"

وعن قصة انتمائه إلى "داعش" يروي "طلبت من أحد أقاربي أن يجمعني بقيادات "داعش" الذين كان على تواصل معهم، وبالفعل التقيت (عامر رفدان) الذي يشغل منصب والي ولاية، وأعلنت البيعة لأبو بكر البغدادي أمام الوالي وأصبحت واحداً من عناصر التنظيم".

ويلفت إلى أن "جبهة النصرة قامت بشن هجوم واسع على تنظيم داعش، بمشاركة عدد من الفصائل المسلحة، وتمكنوا من قتل الكثير من عناصر التنظيم والسيطرة على أراضيه حتى أخذ بالانحسار في مناطق عدة".

 

خلافات "النصرة" و"داعش"

ويقول الجمل إن أبرز الخلافات التي أدت إلى انشقاق "جبهة النصرة" عن "داعش" هو بروز الجولاني، الذي علم أن هناك مخططاً لتصفيته من قبل قيادات أخرى وصارت شعبيته كبيرة، وأن القوة والسلاح كانت بيده في ذلك الوقت ولم يكن للخليفة البغدادي ثقل كونه كان في العراق وقد بعث بقياداته من العراق إلى سورية".

 

السيطرة على الموصل والأنبار

وعن كيفية دخول التنظيم إلى العراق وإعلان سيطرته على الموصل والأنبار يسرد أن "داعش جهز عناصره واستعد لشن هجوم على الموصل، وعند السيطرة عليها استعاد التنظيم قواه، وسيطر على الأنبار بعدها، وأخذ بالتوسع والانتشار في سورية أيضاً".

ويضيف أن "التنظيم كان يقوى بكتيبة الشيشانيين، التي كان يقودها أبو عمر الشيشاني، إذ خاضت العديد من المعارك الشرسة في العراق وسورية".

ويؤكد الجمل أن "العراق بالنسبة لتنظيم داعش كان يشكل أهمية كبيرة أكثر من سورية، كونه يعد مركزاً لثقله، فضلاً عن وجود أغلب القيادات فيه، بالإضافة الى انتقال الخليفة أبو بكر إلى الموصل".

ويتابع القول "التقيت بالخليفة أبو بكر البغدادي في إحدى المرات في سورية وكان داخل سيارة ضمن موكب سيارات رباعية الدفع، وذات زجاج مظلل. القيادات كانت تحاول إبعادي عن البغدادي خشية من أن أشغل مناصب مهمة، كونه كان مهتماً بي وسأل واستفسر عني أكثر من مرة".

 


هدية من الخليفة

يؤكد الجمل أن "أبو بكر البغدادي بعث لي بهدية خاصة، وهي رسالة تتضمن تسميتي من قبله بأبو رقية الأنصاري، فضلاً عن مبلغ مالي".

 

مصادر تمويل التنظيم

وعن مصادر تمويل تنظيم "داعش"، يكشف الجمل أن هناك "مصادر خارجية، أي من عدة دول ومصادر داخلية مثل بيع النفط لتجار ومهربين وجباية الضرائب، خصوصا ًمن المزارعين وأصحاب الأموال والتجار، فضلاً عن المتاجرة بالزئبق والآثار التي تم تهريبها".

 

انقسامات وتخبط

ويقول إن "التنظيم تلقى ضربات موجعة وفقد السيطرة على جميع مناطقه باستثناء مناطق صغيرة في سورية، وهي الهجين وأبو الحسن والشعفة والسوسة، وإن أغلب من تبقى من عناصر التنظيم موجودون هناك".

كذلك يؤكد أن "عناصر التنظيم فقدوا إرادة القتال وهم يعيشون حالة من التخبط والانقسامات والصراعات الداخلية، لذلك هرب الكثير منهم".

المساهمون