يعتبر "فيلق الشام"، أحد أكبر تشكيلات وفد المعارضة العسكري المشارك في محادثات أستانة حول سورية، وتقول مصادر مطلعة لـ"العربي الجديد" إن "فيلق الشام" هو من أكثر فصائل المعارضة السورية المسلحة اعتدالاً ويحارب تنظيم "داعش"، ويضم في صفوفه كتائب من مختلف المناطق السورية.
ويعتمد "فيلق الشام" على الضباط المنشقين في قيادة عملياته ومعظم تشكيلاته العسكرية، ويرفع الفيلق راية الثورة السورية إلى جانب راية الفيلق الرسمية، ويعتبر أيضاً جزءاً من "الجيش السوري الحر"، الذي يحارب تنظيم "داعش" ضمن قوات عملية "درع الفرات".
وأثارت الضربة الروسية التي استهدفت مقر الفيلق في بلدة تل مرديخ بريف إدلب حفيظة السوريين حول جدية روسيا في تطبيق مخرجات محادثات أستانة عن طريق استهداف أحد أهم تشكيلات الوفد، وكان الناطق العسكري باسم الوفد في آخر اجتماع أستانة هو الرائد، ياسر عبد الرحيم، القائد العسكري لـ"فيلق الشام".
واستهدفت الغارة مقراً لـ"فيلق الشام" في بلدة تل مرديخ المطلة على طريق حلب دمشق، وتقع بالقرب من مدينة سراقب التي يسيطر عليها تنظيم "هيئة تحرير الشام"، ورد "فيلق الشام" على القصف الروسي باستهداف مواقع لقوات النظام على جبهات حلب وحماة وحمص واللاذقية.
وبينما يرى مراقبون أن الغارة وقعت بالخطأ، رجحت مصادر محلية في حديث لـ"العربي الجديد" أن تكون روسيا تسعى من خلال غاراتها إلى إحداث ضغط شعبي وعسكري من أجل إثارة الحاضنة الشعبية ضد تنظيم "هيئة تحرير الشام" الذي بدأ بشن هجوم على مواقع قوات النظام في ريف حماة، إثر اجتماع أستانة 6 الأخير، والذي نتج عنه ضم إدلب وريف حماة إلى مناطق خفض التوتر.
وكانت بداية تأسيس "فيلق الشام" في محافظة حمص، وضم جماعات إسلامية معارضة للنظام ومعتدلة، وضم لاحقاً مجموعة من الألوية والكتائب العاملة في ريف حلب تحت مسمى "هيئة حماية المدنيين".
وفي العاشر من مارس/آذار عام 2014، تم الإعلان عن تشكيل "فيلق الشام" بشكل رسمي من اتحاد 19 لواءً من الفصائل الإسلامية العاملة في كل من محافظة حلب، وإدلب، وحمص، وحماة، إضافة إلى ريف دمشق. وتعهد التشكيل الجديد بالعمل على إسقاط النظام واستعادة كامل الأراضي السورية، وتم تعيين منذر سرار قائداً عاماً للفيلق.
وبحسب بيان الإعلان تم اتحاد كل من فصائل: (لواء الحمزة، لواء أبو عبيدة بن الجراح، لواء التمكين، لواء هنانو، لواء حطين، لواء عباد الرحمن، لواء الفرقان، تجمع صقور الإسلام، لواء المجاهدين، كتائب الأمجاد، لواء نصرة الإسلام، لواء أشبال العقيدة، لواء مغاوير الإسلام، لواء أسود الإسلام، لواء سهام الحق، لواء الفاتحين، لواء مغاوير الجبل، لواء الإيمان، لواء أنصار إدلب).
وانضم "فيلق الشام" إلى مجموعة من الفصائل في 26 إبريل/نيسان 2015، وأعلنوا عن تشكيل غرفة عمليات فتح حلب بقيادة الرائد ياسر عبد الرحيم. كما انضم "فيلق الشام" لاحقاً إلى تشكيلات "غرفة عمليات ريف حمص الشمالي"، و"جيش الفتح"، و"غرفة عمليات حوار كلس"، و"غرفة عمليات مارع"، إضافة لـ"مجلس قيادة الثورة".