مصر: ضيق القفص يؤجل محاكمة 739 بقضية اعتصام "رابعة"

12 ديسمبر 2015
قضية فض اعتصام رابعة تظهر مجدداً (فرانس برس)
+ الخط -
أجّلت محكمة جنايات القاهرة المصرية، اليوم السبت، أولى جلسات القضية المعروفة إعلاميا بـ"مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية"، والتي يحاكم فيها 739 شخصا من رافضي الانقلاب العسكري، على خلفية اتهامهم بارتكاب جرائم التجمهر (الاعتصام في ميدان رابعة العدوية)، للاعتراض ورفض الانقلاب العسكري الذي وقع في 3 يوليو/ تموز 2013، إلى جلسة 6 فبراير/ شباط المقبل.

وجاء قرار التأجيل لحين إتمام أعمال توسعة في قاعة المحكمة التي تنظر القضية، لكي تتلاءم مع أعداد المتهمين بالقضية، والذي يعد أكبر عدد لمتهمين في قضية عبر تاريخ القضاء المصري.

كما أمرت المحكمة بالقبض على جميع المتهمين الهاربين، ومن بينهم أسامة نجل الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، لإحضارهم جميعًا من بين المحبوسين على ذمة القضية اعتبارًا من الجلسة القادمة.

وقام رئيس المحكمة بتلاوة خطاب وارد من مديرية أمن القاهرة يفيد بتعذر حضور المتهمين، نظرًا لعدم تنفيذ أعمال توسعة قفص الاتهام بالمحكمة، والتي تتولى تنفيذها شركة المقاولون العرب، ليأمر القاضي النيابة العامة بمتابعة أعمال التوسيع التي تجري بالمحكمة كي لا يتكرر ذلك الأمر بالجلسات المقبلة.

اقرأ أيضا: مصر: تخفيف ألف عام عن132 معتقلاً بأحداث "كفر الشيخ"

وخلت قائمة الاتهام من رجال اﻷمن والجيش الذين أشرفوا ونفذوا عملية فض الاعتصام، التي خلّفت أكثر من ألف قتيل من ‏المعتصمين المدنيين السلميين في أكبر مذبحة شهدها التاريخ المعاصر.

واقتصرت القائمة على قيادات جماعة اﻹخوان المسجونين في مصر، والمتهمين بالتحريض على الاعتصام والتخريب، وتعطيل ‏المرافق العامة والطرق، باﻹضافة إلى بعض القيادات المتواجدة في الخارج، وأنصار الاعتصام، فضلاً عن معظم اﻷفراد الذين ‏شاركوا في الاعتصام، وتم اعتقالهم خلال عملية الفض.‏

ومن المتهمين، المرشد العام لجماعة اﻹخوان محمد بديع، والنواب السابقون عصام العريان ومحمد البلتاجي وعصام سلطان، وعضو ‏مكتب اﻹرشاد عبد الرحمن البر، والوزيران السابقان أسامة ياسين وباسم عودة، والقياديان اﻹسلاميان عاصم عبد الماجد وطارق ‏الزمر، والداعيتان صفوت حجازي ووجدي غنيم.‏

كما تضم القائمة المصور الصحافي محمود أبوزيد، الشهير بـ"شوكان"، الذي طالبت نقابة الصحافيين المصريين أكثر من مرة بإخلاء ‏سبيله في القضية، لعدم وجود أي صلة تنظيمية بينه وبين جماعة اﻹخوان، ووجوده في مكان الاعتصام لأداء عمله.‏

وبخلاف ذلك، تضم القائمة العشرات من رجال الدين والشيوخ وأساتذة الجامعات والأطباء وأئمة المساجد والمهندسين والمحامين والصيادلة والطلاب وعدد من المسؤولين إبان حكم الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، وغيرهم من فئات المجتمع.

اقرأ أيضا: رئيس تحرير الوكالة الرسمية يدعو لقتل مليون معارض للسيسي

ويحاكم المتهمون في القضية رغم كونهم معتدى عليهم، وارتُكبت بحقهم أكبر مذبحة في التاريخ المعاصر في مصر، خلال عملية مذبحة فض اعتصام رابعة العدوية، ورغم سقوط أقارب وأهالي وأصدقاء ومعارف المتهمين، إلا أن السلطات المصرية لم تكتفِ بالانقلاب على الشرعية والمذبحة الدموية، بل وحوّلت ذويهم إلى متهمين وجُناة وأحالتهم للمحكمة.

وتنظر القضية أمام دائرة المستشار حسن فريد بمحكمة جنايات القاهرة، والتي سبق أن أصدرت أحكاما في قضية خلية الماريوت وأحداث ‏مجلس الشورى، وهو المعروف بمواقفه العدائية لرافضي الانقلاب العسكري.

المساهمون