فريدمان وغرينبلات يشاركان بتدشين نفق أسفل منازل سلوان بالقدس

29 يونيو 2019
الإدارة الأميركية تواصل فضح تواطئها مع الاحتلال (فيسبوك)
+ الخط -

وصف مسؤولون فلسطينيون اعتزام حكومة الاحتلال الإسرائيلي افتتاح نفق أسفل منازل المواطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى يوم غد الأحد، بمشاركة مسؤولين كبار في الإدارة الأميركية بينهم سفير واشنطن بتل أبيب، ديفيد فريدمان، ومبعوث البيت الأبيض إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، بأنها خطوة استفزازية وخطيرة، محملين حكومة بنيامين نتنياهو وإدارة الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، المسؤولية عن تداعياتها.

ووصف القيادي في حركة "فتح" حاتم عبد القادر، حفل التدشين غداً بمشاركة أميركية بأنه "إعلان حرب" ليس على المقدسيين وعموم الشعب الفلسطيني وحده، بل هو حرب على الأمة العربية والإسلامية وعلى الحضارة الإنسانية.

وقال عبد القادر لـ"العربي الجديد": "الاحتلال يمعن في تغيير الوقائع على الأرض مدعوماً بغطاء أميركي لا ينفك يؤيد ويدعم بقوة سياسات التهويد الإسرائيلية للقدس وللأرض الفلسطينية ويعطيها الضوء الأخضر لمزيد من نهب الأراضي والاستيطان والقضاء على كل فرصة ممكنة لاستئناف العملية السياسية التي تلفظ أنفاسها الأخيرة".

أما محافظ القدس عدنان غيث، فاعتبر حفل التدشين الذي سيجري غداً للنفق المذكور وبحضور أميركي رفيع المستوى، يدلل على مستويات الدعم الواسعة التي تحظى بها مشاريع التهويد الاحتلالية من قبل الإدارة الأميركية المعادية لحقوق الشعب الفلسطيني.

وقال غيث لـ"العربي الجديد": "نحن ندين ونرفض بشدة هذه المشاركة الأميركية ونعتبرها عدواناً على الشعب الفلسطيني وتاريخه الضاربة جذوره في أعماق التاريخ، كما ندين افتتاح هذا النفق، الذي كان تسبب بأضرار فادحة لعقارات المواطنين في سلوان، عدا عن كونه يدمر آثاراً وحضارة إنسانية في المكان".

وكانت منظمة "عيمق شفيه" الإسرائيلية التي تعمل على منع تسييس الآثار في سياق الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، نشرت بياناً على موقعها على الإنترنت أعلنت فيه عن نية حكومة الاحتلال، تدشين نفق غداً الأحد، من خلال ذراعها الاستيطانية جمعية "العاد" يشتمل على طريق يقع أسفل منازل المواطنين في بلدة سلوان جنوب المسجد الأقصى، بحضور فريدمان، وغرينبلات، والعديد من وزراء حكومة نتنياهو.

واعتبرت "عيمق شفيه" في بيان وصلت منه نسخة لـ"العربي الجديد"، المشاركة الأميركية بأنها خطوة سياسية نحو ترسيخ الاعتراف الإسرائيلي بالخطوات أحادية الجانب التي تمارسها إسرائيل في القدس، مستخدمة الآثار كوسيلة لتعزيز هذه السيطرة.

وأكدت أن "الحضور الأميركي عالي المستوى المتوقع في هذا الحدث إلى جانب وزراء الحكومة الإسرائيلية هو الخطوة السياسية الأقرب للاعتراف الأميركي بالسيادة الإسرائيلية على الحوض التاريخي في البلدة القديمة في القدس، وهو خطوة أميركية أخرى دعمًا لسياسة الاستيطان في القدس وللاستيطان السياحي بشكل خاص".

وأضافت: "الخطوة الاستراتيجية التي تقوم بها إسرائيل والمستوطنون من استخدام الأثريات كأداة سياسية لتغيّر الواقع والسيادة في البلدة القديمة في القدس، تؤدي إلى نتائج هدّامة بالنسبة لإسرائيل والفلسطينيين على حد سواء، إذ لا يمكن تجاهل الفلسطينيين بواسطة الحفريات تحت الأرض، ولا يمكن رواية قصة تاريخية يهودية فقط في مدينة ذات أربعة آلاف سنة من الثراء الثقافي والديني".

ويدور الحديث هنا، وفق منظمة "عيمق شفيه" الإسرائيلية، عما يُعرف بـ "الشارع المُدرّج"، والذي حُفر كنفق من قبل سلطة الآثار، وهو جزء من مخطط "شليم" لحكومة الاحتلال، الهادف إلى تعزيز التواجد الإسرائيلي في حوض البلدة القديمة بواسطة ما يسمى بـ"التنمية السياحية" والحفريات الأثرية واسعة النطاق في سلوان وفي البلدة القديمة من القدس.

والشارع الذي سيتم تدشينه غداً الأحد، هو شارع روماني قديم، ويتم عرضه على أنه جزء مما يسمى "مسار الحجاج إلى الهيكل الثاني" من القرن الأول ميلادي، رغم أن طريقة الحفر الأفقية وندرة النشر العلمي لا تتيحان المعرفة الأكيدة متى جرى بناء الشارع، وكيف تم دمجه في التخطيط الحضري للقدس.

ويعود تاريخ بناء نفق سلوان أو "نفق حزقيا"، إلى القرون المُنصرمة، ويرى البعض أن النفق بني في عهد اليبوسيين النازحين من شبه الجزيرة العربية إلى بلاد الشام خلال الألف الثالث قبل الميلاد، بينما يرى البعض الآخر أن النفق بُني في عهد الملك حزقيا سنة 701 قبل الميلاد.

وكان توسع النفق بدأ في شهر سبتمبر/ أيلول من العام 2009، ليشمل شبكة من الأنفاق تحت بلدة سلوان مُتجهةً صوب المسجد الأقصى، ومن بينها النفق الواقع غربي مسجد عين سلوان المُتجه شمالاً صوب المسجد الأقصى المُبارك بطول 120م وبعرض 1،5م وبارتفاع ثلاثة أمتار، حسب مؤسسة الأقصى للوقف والتراث.

ويبلغ طول النفق المؤدي من نبع سلوان حتى بركة سلوان حوالي 533م، وقد اكتشفه المُبشر الأميركي البروتستانتي ادوارد روبنسون أثناء جولة قام بها في فلسطين والمناطق المجاورة لها سنة 1838م بهدف "نشر الأبحاث التوراتية الخاصة بالكتاب المُقدس" في أميركا وبريطانيا وألمانيا.

وفي تقرير سابق لها نشرته في العام 2014، أكدت "مؤسسة الأقصى" أن الاحتلال الذي واصل في حينه تنفيذ بناء المشروع التهويدي في منطقة العين الفوقا المسمى بـ "بيت العين" (قرب المدرسة الأساسية التاريخية)، عمل مؤخراً على بناء مركز توراتي/تلمودي على مساحة 200 متر مربع، يشمل مزاراً "سياحياً"، ومتحفاً أثرياً و"مغطس/مطهرة تلمودية".

وأشارت المؤسسة إلى أن الاحتلال يسعى من وراء ذلك إلى ربط هذا المشروع بشبكة الأنفاق في منطقة سلوان ويوصلها بالأنفاق أسفل المسجد الأقصى، كما يسعى إلى ربط هذا المشروع التهويدي بمخطط الحدائق التوراتية، الممتدة من أقصى بلدة سلوان جنوباً، باتجاه المسجد الأقصى شمالاً، والتي تحيط بكل نواحي الأقصى والبلدة القديمة بالقدس المحتلة، وتصل إلى منطقة العيسوية.

المساهمون