لبنان: بهاء الحريري يهاجم المنظومة الحاكمة

08 مايو 2020
بهاء الحريري غائب عن الساحة السياسية (هيثم موساوي/فرانس برس)
+ الخط -
خرج رجل الأعمال اللبناني، بهاء الدين الحريري، الابن الأكبر لرئيس الوزراء الراحل، رفيق الحريري، ببيان حاد اليوم الجمعة، هاجم فيه الطبقة السياسية التي حكمت لبنان بعد تاريخ اغتيال والده عام 2005، علماً أن شقيقه سعد كان ركناً بارزاً في هذه المنظومة وتولى رئاسة الحكومة لمرات عدة.

وقال بهاء الحريري في بيانه إنّه بعد عام 2005 ذهب غالبية السياسيين والأحزاب في لبنان إلى تكديس القوة والأموال على حساب الوطن ومصالح المواطنين، وعُقدت التحالفات الرباعية والخماسية على قاعدة "أصمت عن سلاحك واستباحة حزبك للسيادة الوطنية وأنتَ تسكت عن صفقاتنا وسرقتنا للمال العام فكان الضحية لبنان وأهله والثقة الدولية".

وأشار الحريري في بيانه إلى أنّه "على مدى السنوات، ومنذ نشأة وطننا لبنان، مرت على كافة أطياف الوطن وطوائفه أزمات وويلات كان لكل منها دوره بِتَجَرُّع الكأس المُر. أما اليوم فالكل سواسية في المعاناة، شكراً لتلك المنظومة النهمة والجشعة". وجدد دعمه "حركة المنتديات في لبنان التي تعتنق مطالب الثورة والقائمين عليها".

كذلك عبر عن أسفه لعدم وجود "دولة قوية ومسؤولة، نزيهة ومتينة اقتصادياً لتحمل عبء بث النشاط في أرجاء البلاد". ومضى قائلاً "من هنا يجب إسناد مطالب الثورة المحقة في تغييرٍ جذريّ في بنية النظام اللبناني والمجتمع، وفي طريقة إدارة الشأن العام والحفاظ على معيشة المواطن، وإعادة كرامته التي فُقِدت على يد المنظومة السياسية"، داعياً إلى مساندة "مطالب اللبنانيين في تأسيس نظام اجتماعي جديد ينصف جميع المواطنين ويؤسس لدولة عادلة ولحكم القانون"، على حد قوله.

كلام الحريري عن المنظومة الحاكمة يستهدف أولاً شقيقه سعد الحريري، رئيس الحكومة الذي استقال في 29 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي بعد انطلاق الانتفاضة، فيما كان لسنوات في الحكم على رأس "تيار المستقبل" بتحالف مع "حزب الله" و"حركة أمل" و"الحزب التقدمي الاشتراكي".

في المقابل، أتى رد "تيار المستقبل" بالحدة نفسها عبر النائب السابق والقيادي في التيار، مصطفى علوش، الذي غرد على حسابه عبر "تويتر": ‏"أستاذ بهاء قرأت ما هو منسوب إليك، واستغربت من أين أتتك هذه الغيرة المفاجئة على لبنان الذي غبت عنه منذ اغتيال والدك، وكنا نتمنى لو شاركتنا يوماً بقراءة الفاتحة عن روحه. أبناؤنا نزلوا تحت المطر ونحن نزلنا تحت الخطر وأنت أين كنت؟".


بدوره، قال عضو كتلة "المستقبل" النيابية النائب وليد البعريني "في أشد الظروف وأحلكها وأصعبها، وفي وقت يحاول أكثر من طرف اغتيال الرئيس سعد الحريري سياسياً، قرّر الشيخ بهاء الحريري زيادة الطعنات طعنة، فكان سيفاً مسلطاً على أخيه، يرتضي تضليل الوقائع وتحريف الحقائق وتحوير التاريخ".

وتابع متوجهاً إلى بهاء الحريري: "لو كنت في لبنان، لأدركت أهمية ما فعله سعد الحريري للبلد، ولو تابعت أخبار لبنان لكنت اعترفت بأن خطواته حمت لبنان، ولو لم تنس لبنان لسنوات لكنت أدركت أن من سبقوك على محاربته ومحاصرته هم سبب الوضع المأساوي".


وفيما يغيب بهاء الحريري عن الساحة السياسية اللبنانية ويعيش لفترات طويلة خارج لبنان، فإن اسمه برز خصوصاً عام 2017 عند زيارته السعودية، إذ تمّ ربطها بأنه سيكون بديل شقيقه في رئاسة الحكومة بعد استقالة الأخير التلفزيونية من الرياض وما روّج عن إجبار ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الحريري على الاستقالة.