الاستخبارات الإسرائيلية تحذر من مواجهة قريبة مع حماس

14 فبراير 2019
تحذيرات من مواجهة مسلحة محدودة مع إسرائيل(Getty)
+ الخط -

حذرت الاستخبارات الإسرائيلية من خطر مواجهة عسكرية مع حركة حماس في المستقبل القريب.

وفي تقدير استراتيجي قدمته للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن، حذرت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" من أن قيادة حماس في قطاع غزة يمكن أن تدفع نحو مواجهة مسلحة محدودة مع إسرائيل، بهدف إجبارها على تغيير نمط تعاطيها مع القطاع وإحداث تحول جذري على الواقع الاقتصادي والإنساني فيه، وفق ما ذكرته قناة التلفزة الإسرائيلية الرسمية ليل الأربعاء. 

وبحسب التوقعات الاستخبارية الإسرائيلية، فإن حماس يمكن أن تقوم بعمليات تسلل إلى العمق الإسرائيلي لتنفيذ عملية أو أن تقوم بإطلاق عدة صواريخ، أو ضرب أهداف متحركة عبر استخدام الراجمات من مسافات قصيرة، مستبعدة أن تقدم الحركة على عمليات اختطاف جنود في ظل الظروف الحالية.

وأشارت القناة إلى أن رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال أفيف كوخافي، وجّه الجيش لإعداد الخطط المناسبة لمواجهة هذا السيناريو، لافتة إلى أن الجيش أدخل تعديلات كبيرة على أنماط التدريب، إلى جانب اتخاذه سلسلة من الإجراءات لتقليص قدرة حماس على مفاجأة قواعده وقواته، التي تتحرك بالقرب من الحدود مع القطاع.

من ناحيته، قال تال ليفرام، المعلق العسكري لصحيفة "معاريف" إنه حتى بدون التقديرات الاستخبارية، فإنه يمكن رصد بعض التحولات التي تدلل على أن فرص اندلاع مواجهة مع حماس تعاظمت في الآونة الأخيرة.

وفي تقرير نشرته الصحيفة اليوم الخميس، لفت ليفرام إلى أن الفاعليات التي ينظمها الفلسطينيون في إطار مسيرات العودة الكبرى يمكن أن تمثل مسارا لتفجير الأوضاع، مشيراً إلى أن اقتراب الربيع يمكن أن يدفع حماس لتكثيف استخدام هذه المسيرات في الضغط على تل أبيب.

وبحسب ليفرام، فإن تنظيم الانتخابات الإسرائيلية يمكن أن يمثل دافعاً آخر لإغراء حماس بمحاولة استنفاد الطاقة الكامنة في التصعيد ضد إسرائيل.

ورأى المعلق الإسرائيلي أن وقف مسيرات العودة يمكن أن يتم بإحدى الوسيلتين: مواجهة عسكرية كبيرة تفضي إلى ترتيبات تؤسس لتهدئة، أو تحقيق تقدم في المسار السياسي.

ولفت إلى أن القيادة الإسرائيلية تحاول شراء الوقت لكي تؤجل حسم الأمور في كل ما يتعلق بالقطاع، مبيناً أن تل أبيب تواجه أزمة خيارات، إذ إنها من ناحية غير جاهزة للانخراط في أي مسار سياسي يمكن أن يضمن الهدوء في القطاع، ومن ناحية ثانية يعي صناع القرار في تل أبيب أن الإقدام على عمل عسكري كبير حالياً، لا يخدم المصالح الإسرائيلية.

وشدد على أن ما يفاقم الأمور تعقيداً حقيقة أن أية بادرة حسن نية تجاه القطاع، في ظل الانتخابات، ستفسَّر على أنها "خضوع لابتزاز" حماس، وهو ما لا يمكن أن يسمح به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عشية الانتخابات، إذ إنه لا يريد أن يظهر "ضعيفا أمام حماس".

المساهمون