أعلنت أسرة الكاتب الصحافي السعودي جمال خاشقجي، عفوها عن قتلته وتنازلها عن المطالبة بالقصاص منهم، وفق بيان أصدره صلاح خاشقجي نجل الصحافي المقتول.
وقال صلاح خاشقجي، في البيان الذي نُشر على صفحته في "تويتر": "في هذه الليلة الفضيلة من هذا الشهر الفضيل نسترجع قول الله: (وجزاء سيئة سيئة مثلها فمن عفا وأصلح فأجره على الله إنه لا يحب الظالمين)، ولذلك نعلن نحن أبناء الشهيد جمال خاشقجي أننا عفونا عمن قتل والدنا لوجه الله تعالى وكلنا رجاء واحتساب للأجر عند الله عز وجل".
ولم يتبين بعد حجم وطبيعة الضغوطات التي مورست على عائلة خاشقجي التي لا يزال أفرادها داخل البلاد لإجبارهم على التنازل، أو كون هذا التنازل جاء برغبة منهم.
وبذلك تطوي السلطات السعودية قضية مقتل خاشقجي داخلياً، بعد أن حكمت المحكمة، في ديسمبر/ كانون الأول العام الماضي، بالإعدام على خمسة متهمين من الاستخبارات السعودية لقيامهم بقتل وتقطيع جثة خاشقجي داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في 2 أكتوبر/ تشرين الأول 2018.
اقــرأ أيضاً
وأصدرت المحكمة أيضاً أحكاماً متفاوتة بالسجن على ثلاثة متهمين، وقررت الإفراج عن نائب رئيس الاستخبارات أحمد عسيري، وعدم توجيه أي اتهام للرأس المدبر للعملية المستشار الملكي السابق سعود القحطاني، وهو حكم وصفته المنظمات الدولية بأنه يفتقر للعدالة.
ورغم أن ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تمكن من إنهاء القضية داخلياً عبر تبرئة اسم سعود القحطاني وعدم إشراكه في المحاكمة، والإفراج عن أحمد عسيري وعقد محاكمة شكلية جرى فيها الحكم على خمسة متهمين بالإعدام، ثم إسقاط الحق الشرعي والقانوني داخل السعودية عبر عفو عائلة خاشقجي عن القتلة، إلا أن القضية ستبقى مفتوحة دولياً، حيث وافقت محكمة تركية، في وقت سابق، على لائحة اتهامات وجهت للقحطاني وعسيري وبقية المتهمين كما أن تقارير المنظمات الدولية وضغوط نواب الكونغرس الأميركي ستبقى حجر عثرة في طريق محاولات بن سلمان إعادة تسويق صورته التي تعرضت للتدمير بعد اغتيال خاشقجي.