تنصيب نيجيرفان البارزاني رئيساً لإقليم كردستان العراق

10 يونيو 2019
مشاركة واسعة في حفل تنصيب البارزاني ( فلوريان غايتنر/Getty)
+ الخط -
وسط مشاركة واسعة من مسؤولين ووزراء وسياسيين عراقيين في بغداد، إضافة إلى سفراء وممثلي بعثات دبلوماسية عربية وأجنبية، أبرزهم وزير الخارجية التركي مولود جاووش أوغلو، ووزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي ثامر السبهان، أدى نيجيرفان البارزاني اليمين الدستورية رئيساً لإقليم كردستان العراق خلال حفل كبير أقيم وسط مدينة إربيل عاصمة الإقليم، شاركت فيه قوى وأحزاب المعارضة، على خلاف التوقعات التي خرجت بالساعات الماضية حول مقاطعة الاتحاد الوطني وحزب التغيير لمراسم أداء اليمين الدستورية.

واستكملت الاستعدادات للمراسم التي جرى التحضير لها بشكل مكثف منذ 20 يوماً، إذ تمت دعوة 1200 شخصية على مستوى العالم للحضور، بحسب تقارير رسمية صادرة عن الإقليم الذي يمتاز بحكم شبه مستقل عن بغداد، منذ الغزو الأميركي - البريطاني للعراق عام 2003.

وحصل نيجيرفان البارزاني (52 عاماً)، على 68 صوتاً من بين 81 نائباً كانوا قد حضروا جلسة انتخابه التي عقدها برلمان كردستان الشهر الماضي، وهذه المرة الأولى التي يتم فيها انتخاب رئيس للإقليم داخل قبة البرلمان، حيث كان انتخاب الرئيس الأول للإقليم (مسعود البارزاني) عام 2005 بواسطة الاقتراع المباشر.

وشارك في حفل أداء اليمين الدستورية الرئيس العراقي برهم صالح، ورئيس البرلمان محمد الحلبوسي، وممثل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، إضافة إلى سفراء وقناصل وممثلي بعثات دبلوماسية. وكان الحدث الأبرز في ملف المشاركين هو وصول وزير الخارجية التركي إلى إربيل، في حدث اعتبر رسالة سياسية من تركيا للقوى الكردية بضرورة فتح صفحة جديدة من العلاقات وطيّ الخلاف السابق، الذي حدث بعد خطوة إربيل تنظيم استفتاء للانفصال عن العراق.

وتنصّ الإجراءات الدستورية في العراق، على أن يؤدي المسؤول اليمين الدستورية بالحلف على القرآن الكريم، بالقسم على صيانة الدستور ورعاية مصالح العراق، وحماية وحدته واستقلاله.

وعقب أداء اليمين الدستورية، ألقى عدد من المسؤولين العراقيين كلمات بالمناسبة، أبرزهم الرئيس العراقي ورئيس البرلمان، إضافة إلى رئيس الإقليم السابق مسعود البارزاني، الذي تعهد بدعم ابن أخيه الرئيس الجديد للإقليم. ودعا في الوقت نفسه إلى أن يتم حل الخلافات مع بغداد بالحوار وتحت الدستور، وجدد تأكيده أن "داعش" ما زال يشكل "تهديداً على المنطقة كلها، ولا بد من التنسيق لإبعاد هذا الخطر". 

 

من جهته، دعا الرئيس العراقي برهم صالح إلى دعم رئيس الإقليم الجديد، معتبراً أن "الحوار هو الطريق لوحيد لحل الخلافات وليس القتال"، في إشارة منه للخلافات بين الحكومة العراقية في بغداد والإقليم، معتبراً أن "قوة الإقليم من قوة البصرة وبغداد والعراق عموماً"، معولاً على ما وصفها بـ"خبرة البارزاني في توطيد العلاقة بين بغداد وإربيل". 

وشهد الحفل مصالحة وصفت بالتاريخية، بين الرئيس العراقي الحالي برهم صالح ورئيس الإقليم السابق زعيم الحزب الديموقراطي مسعود البارزاني، وذلك بعد سنوات طويلة من الخلافات السياسية والشخصية بين الجانبين، لم تفلح وساطات إيرانية سابقة في حلها. 

ورفض البارزاني ترشيح برهم صالح لمنصب الرئاسة العام الماضي، بسبب الخلافات التي تفاقمت مع اجتياح القوات العراقية كركوك، وطرد البيشمركة منها، حيث حمل برهم صالح إربيل مسؤولية خطأ تنظيم استفتاء الانفصال عن العراق.

ودخل الزعيمان الكرديان إلى قاعة حفل التنصيب معاً، وهو ما دعا الحاضرين من القيادات الكردية من مختلف القوى والأحزاب إلى التصفيق بحرارة، للمشهد الذي اعتبر نهاية للخلافات بين الطرفين.