العراق: المالكي محبط من حوارات تشكيل الكتلة الكبرى... وتعويل على إيران

29 اغسطس 2018
الشارع العراقي ينتظر ولادة الحكومة (صباح ارار/ فرانس برس)
+ الخط -


بدا المعسكر السياسي المقرب من إيران في العراق خلال الساعات الماضية أكثر اعتماداً على التحركات التي يجريها الوفد الإيراني بزعامة قاسم سليماني مع كتل سياسية كردية وسنية مختلفة، حيث انتهت اللقاءات المباشرة بين قطبي هذا المعسكر (نوري المالكي ـ هادي العامري) مع الكتل الأخرى بغية إقناعهم بالتحالف معهم.


ويحاول هؤلاء خاصة إقناع تحالف المحور والكرد بنقطة واحدة وهي الاستجابة للمطالب المقدمة من قبلهم وأبرزها عقدة كركوك وعودة البشمركة إليها، وبالنسبة للكتل السنية الاستجابة لـ23 مطلباً، أبرزها إعادة النظر ببعض فقرات الدستور والتوازن المكوناتي داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية السيادية العراقية، وإعادة إعمار المدن الشمالية والغربية المدمرة وتعويض ضحايا الإرهاب والأخطاء العسكرية وفتح ملف المختطفين وانتهاكات حقوق الإنسان.
وفي هذا الإطار رد مسؤول عراقي حول آخر ما وصلت إليه خارطة التحالفات السياسية في العراق بالقول، إن "معسكر المالكي-العامري يعول الآن على الضغوط الإيرانية وينتظر نجاح ذلك"، لافتاً إلى أن "الإيرانيين يتحركون الآن بشكل واسع للغاية ووصل الأمر إلى التحرك على أفراد داخل كتل أخرى لسحبهم ويستخدمون مختلف الأوراق التي لديهم".
وتابع لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "الموضوع تحول وكأنه معركة بين واشنطن وطهران وكل جهة تريد فرض رأيها والاستحقاقات الانتخابية لا وقع لها اليوم سوى أنها باتت لغة أرقام خاضعة للضرب والقسمة والجمع" وفقاً لتعبيره.

وأوضح أن تحالف المالكي ـ العامري جمع 98 مقعداً فقط حتى الآن مقابل أكثر من 130 لخصمهم العبادي ـ الصدر، الذي يضم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، وزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر.

وأكد أنّ "الزمن المتبقي أمام هذا المعسكر قليل، لذا ترك مهمة الضغط على الأكراد والسنة لإيران وبعض الكتل السنية بالفعل تراخت في موقفها مقابل مغريات، لكنها ما زالت غير كافية لترجيح هذا التحالف وسيتطلب قبول كتل أخرى للانضمام معها".

وأشار إلى "اتصالات مستمرة بالمسؤولين الإيرانيين، وخاصة السفير الإيراني في بغداد، إيرج مسجدي، وقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني، اللذين يجريان اتصالاتهما وضغوطاتهما المؤيدة للمالكي والعامري".

من جانبه قال القيادي في "دولة القانون"، علي المالكي في تصريح صحافي، إنّ "مقومات الكتلة الكبرى اكتملت تقريباً وبعدد نواب كبير يتيح لها وللكتل السياسية معها أن تدخل البرلمان الجديد، لتشكيل الحكومة"، مضيفاً "بعد تشكيل الكتلة الكبرى سنعمد على تسمية المرشح لمنصب رئيس الوزراء، ولدينا عدّة أسماء مطروحة للمنصب".

في غضون ذلك، تراجعت "حركة الفياض"، عن محاولتها الانسحاب من كتلة العبادي، وقال النائب عن الحركة، منصور المرعيد، في تصريح صحافي، إنّ "الاختلاف بيننا وبين تحالف العبادي لا يتعدى الاختلاف بالآراء".


وأكد أنّ "اختلاف الآراء لا يمكن أن يصل إلى مرحلة الانشقاق، وأننا متمسكون بتحالفنا مع تحالف النصر"، مشيراً إلى أنّ "اليومين المقبلين سيشهدان الإعلان عن الكتلة الكبرى".

وتشير المعطيات السياسية في الساحة العراقية إلى أن بوصلة الحوارات السياسية تتجه نحو محور العبادي – الصدر، التحالف الذي يقترب من إعلان تشكيل الكتلة الكبرى.