وجاء في بيان الجيش: "إلحاقاً للبيانات السابقة التي أصدرتها قيادة الجيش، وبعد مرور ثلاثة عشر يوماً على بدء حركة الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية والمطلبية، وتفاقم الإشكالات بين المواطنين بشكل خطير نتيجة قطع طرق حيوية في مختلف المناطق اللبنانية، وبعد التطوّرات السياسية الأخيرة، تطلب قيادة الجيش من جميع المتظاهرين المبادرة إلى فتح ما تبقّى من طرق مقفلة لإعادة الحياة إلى طبيعتها ووصل جميع المناطق بعضها ببعض تنفيذاً للقانون والنظام العام. مع تأكيدها على حقّ التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي المُصان بموجب أحكام الدستور وبحمى القانون، وذلك في الساحات العامة فقط".
Twitter Post
|
وفي منطقة الرينغ في وسط بيروت، والتي شهدت، أمس الثلاثاء، هجوماً من أنصار "حزب الله" و"حركة أمل"، انقسم المحتجون بشأن إعادة فتح الطريق من عدمه، وحصل نقاش بين المتظاهرين والقوى الأمنية، وسط تباين في الآراء بينهم، حيث يصرّ بعضهم على عدم فتحها لعدم ثقتهم بالسلطة، في حين يرى آخرون وجوب نقل تحركاتهم في هذه المرحلة إلى أمام إدارات الدولة.
في هذه الأثناء، أفادت "الوكالة الوطنية للإعلام" الرسمية اللبنانية، بأن آليات قوى الأمن الداخلي عملت على إزالة العوائق الاسمنتية والحجارة من أمام برج الغزال، لفتح الطريق من الرينغ إلى الأشرفية.
وفي صيدا (جنوب لبنان)، يستمرّ النقاش في ساحة إيليا بين القوى الأمنية والمعتصمين، حيث تصرّ الأولى على فتح الطريق وإزالة الاعتصام، فيما يصرّ الفريق الثاني على الإبقاء على الاعتصام، وقد تمت إزالة معظم البسطات وعربات بيع المأكولات والمشروبات في المكان.
وبقاعاً، فُتحت الطرقات في سعدنايل، وتعلبايا، وقب الياس، ومفرق جديتا العالي، والمرج برالياس، وضهر البيدر، باستثناء مستديرة زحلة الرئيسية وطريق المصنع الحدودي.
إلى ذلك، فُتح الأوتوستراد الساحلي في محلتي الناعمة والدامور من قبل المحتجين وأهالي المنطقة، وذلك استجابة لطلب الجيش اللبناني.
ومن المرتقب أن يعمد الجيش إلى فتح الطرقات المقفلة الأخرى في مختلف المناطق، في وقت يستمرّ إقفال المصارف ومعظم المدارس والجامعات.
وأعلن رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، أمس الثلاثاء، تقدمه باستقالته إلى رئيس الجمهورية، ميشال عون.
وقال الحريري في كلمة مباشرة ومقتضبة وجهها، من بيت الوسط، إلى الشعب اللبناني، إنّ استقالته تأتي بعدما وصل إلى طريق مسدود، ونزولاً عند رغبة الشعب اللبناني، الذي خرج في تظاهرات حاشدة غير مسبوقة، ضدّ الفساد والسرقة والأزمة الاقتصادية المستفحلة.
وتوجه الحريري إلى اللبنانيين قائلاً: "ندائي لكل اللبنانيين، أن يقدموا مصلحة لبنان وسلامة لبنان وحماية السلم الأهلي، ومنع التدهور الاقتصادي".
كذلك وجّه رسالة إلى شركائه في الحياة السياسية، قائلاً: "لكلّ الشركاء في الحياة السياسية، مسؤوليتنا اليوم هي كيف نحمي لبنان وننهض بالاقتصاد فهناك فرصة جدية يجب ألا تضيع، وأضع استقالتي بتصرّف رئيس الجمهورية وكل اللبنانيين".
وبعد انتهاء كلمته، توجّه الحريري إلى قصر بعبدا، حيث قدّم استقالته خطّياً إلى رئيس الجمهورية ميشال عون. وغادر القصر من دون الإدلاء بأي تصريح.
إلى ذلك، قال مصدر بالرئاسة لوكالة "رويترز"، إن عون يدرس خطاب استقالة الحريري، وإنه لن يطلب من الحكومة الاستمرار في إدارة شؤون البلاد بصفة مؤقتة اليوم الثلاثاء، فيما أوردت "الجزيرة" أن الرئاسة اللبنانية ستصدر اليوم الأربعاء موقفها من الاستقالة.
إلا أن وزير الدولة اللبناني لشؤون رئاسة الجمهورية، سليم جريصاتي، قال في تصريح إعلامي إن "استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري نافذة وأصبحنا حكومة تصريف أعمال"، مضيفاً: "لم ننسق الاستقالة مع الحريري وهو لم ينسقها معنا وفي ذلك كل الدلالات".
وقبيل استقالة الحريري، هاجم أنصار يتبعون "حزب الله" و"حركة أمل"، مساء الثلاثاء، المتظاهرين في ساحة الشهداء وسط بيروت، وهدموا خيم الاعتصام، وأحرقوا بعضها، ما أدّى إلى وقوع جرحى.
وأطلق الشبان هتافات مؤيدة لـ"حزب الله" وأمينه العام حسن نصر الله، و"حركة أمل" ورئيسها، رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري.
ومنذ 17 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، ملأ مئات الآلاف من المواطنين الساحات العامة في العاصمة بيروت ومختلف المناطق، في أكبر احتجاجات شهدها لبنان منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، وذلك بعدما وصل الوضعان الاقتصادي والاجتماعي إلى حالة لم تشهدها البلاد سابقاً. ويُطالب المحتجون بتشكيل حكومة اختصاصيّين تعمل على النهوض بالاقتصاد.