فرنسا: أسئلة وسيناريوهات ما بعد 11 مايو

16 ابريل 2020
تعدد السيناريوهات يزيد من ضبابية المرحلة (Getty)
+ الخط -
ينتظر الفرنسيون خطة الحكومة لمرحلة ما بعد 11 مايو/أيار، وهو التاريخ الذي حدده الرئيس إيمانويل ماكرون لبدء رفع إجراءات الحجر الصحي في عموم البلاد. وأمام هذا الوضع، تبدو المرحلة غاية في الضبابية مع وجود سيناريوهات كثيرة، وافتقار المسؤولين المعنيين للإجابة عن الأسئلة المطروحة حولها.

حتى الآن، لا يبدو أن الخطة كانت جاهزة عندما أعلن ماكرون تمديد فترة الحجر إلى 11 مايو، بل يبدو أنه يحاول الضغط على الحكومة من أجل تقديم حلول لمواجهة الوباء وتبعاته التي كانت ثقيلة على جميع المستويات، ويظهر ذلك من عجز رئيس الوزراء إدوارد فيليب عن إعطاء موعد لتقديم هذه الخطة، إذ اكتفى بالقول، خلال جلسة يوم الثلاثاء في الجمعية الوطنية: "ستتاح لي الفرصة لعرض الخطة عندما تكون جاهزة قبل 11 مايو".


وتبدو المعوقات التي تنتظر الخطة كثيرة عند النظر إلى التفاصيل التي يمكن مناقشتها، إذ يقدر رئيس المجلس العلمي جان فرانسوا دلفريسي، الذي يقدم المشورة للسلطة التنفيذية خلال أزمة كورونا، أن نحو 18 مليون فرنسي سيتم الطلب منهم البقاء في المنازل، وهؤلاء الأشخاص هم بأعمار بين 65-70 سنة.

توجه لتطبيق "الاحتواء المستهدف"؟

السيناريو الذي يطلق عليه كثير من الباحثين تسمية "الاحتواء المستهدف"، يعتمد على فكرة تقسيم السكان إلى نصفين، وفق ما تقول صحيفة "لوموند". التقسيم يشمل المرضى من جهة، لمنعهم من نقل الفيروس، والشريحة الأكثر عرضة للإصابة وتشمل المسنين والضعفاء والمرضى الذين يعانون من مشاكل في الجهاز التنفسي والحوامل، أما النصف الآخر فهم الأشخاص الذين لم يصابوا، وأولئك معرضون للخطر بشكل أقل بكثير.

هذا التوجه، الذي يلمح كثير من المراقبين إلى أنه في صلب الخطة التي ستعدها الحكومة، أشار إليه ماكرون من دون أن يسميه صراحة، عندما قال إن المسنين والضعفاء قد يطلب منهم البقاء في منازلهم بعد 11 مايو، بغية الوصول إلى ما بات يسمى في أوروبا "المناعة الجماعية".
من ضمن سيناريوهات ما بعد مرحلة 11 مايو، أيضاً، البدء في إعادة النشاطات الثقافية والفنية بشكل محدود، إذ قال وزير الثقافة فرانك ريستر، إن "مهرجانات صغيرة" يمكن أن يتم السماح بإقامتها ابتداء من 11 مايو. وأوضح في تصريحات لإذاعة "فرانس انتر"، اليوم الخميس، أنه "إذا كانت المهرجانات مناسبة للمقاييس ولا توجد مشاكل أمنية فسوف ندعمها"، في حين أن قرار إلغاء المهرجانات الكبرى سيبقى نافذاً.

وأشار ريستر إلى أن ذلك سيتم بموجب خطة. وتابع "علينا أن نعد العناصر في غضون أسبوعين للنظر إلى إزالة التلوث من جميع قطاعات النشاط الثقافي والفني، وستكون الأولوية سلامة المتفرجين والفنانين والفنيين (..) في غضون 15 يوما سنقوم بإعداد هذه الخطة، بحيث يمكن الإعلان عنها في أقرب وقت ممكن".

السؤال الأبرز ما زال يتعلق بقضية إعادة الفتح الجزئي للمدارس. وبينما أكد وزير التربية الفرنسي جان ميشال بلانكير أنه "لن يعود أحد في الوقت نفسه، أو بالطريقة نفسها إلى المدرسة"، فقد شدد خلال إجابته عن أسئلة مجلس الشيوخ، يوم أمس الأربعاء، على إعداد خطة لمرافقة الطلاب "منذ بداية مايو وحتى نهاية يونيو (حزيران)"، مستطردًا بأنه "لن يكون الصف كما كان من قبل".

ماذا يقول الفرنسيون؟

وفي استطلاع رأي أجري من قبل "إبسوس/سوبرا" لصالح شبكة التلفزة الفرنسية، ونشرت نتائجه اليوم الخميس، قال ثمانية من أصل عشرة مشاركين إنهم يؤيدون حظر التجمعات لأكثر من 100 شخص لعدة أشهر قادمة. ومن بين كل عشرة أشخاص، أظهر الاستطلاع تأييد سبعة لسيناريو "الاحتواء المستهدف".

من ناحية أخرى، يشير الاستطلاع إلى أن 62 في المئة رفضوا سيناريو إغلاق الأماكن العامة (المقاهي والمطاعم والفنادق ودور السينما والمسارح والمتاحف...) بعد 11 أيار/مايو، الأمر الذي قد يطرح تحدياً أمام السلطات بعد خسارة الفرنسيين للإجازة السنوية نتيجة إجراءات الحجر.
المساهمون