الشروط الأميركية لدعم العراق بين العبادي وأوباما في برلين

07 يونيو 2015
اللقاء سيكون تكميلياً لمؤتمر باريس (الأناضول)
+ الخط -

لم تمر أيّام قليلة على انتهاء مؤتمر باريس الذي جمع رئيس الوزراء حيدر العبادي بعدد من قادة العالم، والذي انتهى بوضع شروط على العبادي للحصول على الدعم لمحاربة تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حتى حدّد موعد للقاء الأخير بالرئيس الأميركي باراك أوباما خلال قمة الدول السبع الكبرى التي ستُعقد اليوم وغداً في ألمانيا.

ويأتي هذا اللقاء في ظرف استثنائي يمر به العراق، ومخاض عسير لحكومة العبادي التي تتعرض لهجمة شرسة من "التحالف الوطني"، مقابل حرب طاحنة وتقدّم لتنظيم "داعش" في بعض المناطق العراقية.

وقال مسؤول في "التحالف الوطني" لـ"العربي الجديد"، إنّ "الرئيس الأميركي سيلتقي العبادي على هامش قمة قادة دول مجموعة السبع التي ستُعقد في ألمانيا يومي الأحد والإثنين". وأكّد المسؤول أنّ "اللقاء سيكون تكميلياً لمؤتمر باريس، وسيبحث تقديم واشنطن دعماً للعراق في حربه ضد الإرهاب، وشروطها على العبادي مقابل تقديم الدعم المطلوب"، مبيناً أنّ "واشنطن ليست بمعزل عن باريس، وأنّ شروط أوباما لن تكون مختلفة عن شروط مؤتمر باريس التي أمليت على العبادي، لكنّ الفرق أنّ واشنطن تتحمل مسؤوليات أكبر من بقية الدول مع العراق بحكم الاتفاقيّة الأمنيّة الموقعة بين الطرفين".

وأضاف أن "واشنطن ترى اليوم أن سياسة العبادي ليست السياسة الانفتاحيّة على المكونات العراقيّة، والتي تم الاتفاق عليها مع العبادي، الأمر الذي سيدفعها لمساومة رئيس الوزراء العراقي بكل صراحة على تقديم الدعم مقابل إشراك السنّة بكافة مفاصل الدولة". وأشار إلى أنّ "التحالف الوطني يضغط على العبادي لرفض الشروط الدولية عليه، لأنّهم هم من يدعمون الإرهاب، وأنّ التحالف يضغط باتجاه الاعتماد على روسيا وإيران بدعم العراق والحشد الشعبي في هذه الحرب".

اقرأ أيضاً: العبادي يعود خالي الوفاض من باريس: المصالحة مقابل الدعم

من جهته، رأى الخبير السياسي، فراس العيثاوي، أنّ "لقاء العبادي بأوباما سيكون لقاءً حاسماً يضع فيه الأخير النقاط على الحروف للسياسة التي تريد واشنطن أن تتّبعها حكومة العبادي". وأكد العيثاوي، في حديث إلى "العربي الجديد"، أن "المجتمع الدولي حمّل واشنطن مسؤولية ما يحدث في العراق، وأنّ سقوط العراق وانجراره نحو حرب أهلية أصبح أمراً غير مستبعد، مما حتّم على الولايات المتحدة أنّ تكثّف من تحركاتها لتدارك الموقف".

وأشار إلى أنّ "الكثير من السياسات التي أقدم عليها العبادي لا تعجب واشنطن، وستكون لها تداعيات خطيرة على العراق في حال استمرت، ومنها رفض تقديم السلاح الأميركي المخصص للعشائر السنّية، والعمل على تقوية المليشيات على حساب الجيش، وغيرها من السياسات التي يتبعها العبادي".

وأضاف العيثاوي أنّ "تلك السياسات دفعت واشنطن إلى إملاء شروط لإصلاح نظام الحكم في العراق، أو أنّها ستلجأ إلى تسليح السنّة بشكل مباشر، الأمر الذي ترفضه الحكومة العراقية، ما سيسهّل من موافقة العبادي على الشروط الأميركية"، معتبراً أن "العالم كله يدرك اليوم خطورة الوضع في العراق وتوجّهه نحو التمزق والتشرذم، مما استدعى موقفاً دولياً موحّداً لتدارك الموقف".

في غضون ذلك، أكد مكتب العبادي في بيان صحافي، "مشاركة رئيس الوزراء في قمة مجموعة السبع الكبار التي ستُعقد في العاصمة الألمانية برلين يومي الأحد والإثنين، بناءً على دعوة رسمية تلقاها من المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل". وأوضح أن "القمة ستبحث العديد من القضايا الاقتصادية والأزمات الدولية وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب"، مؤكداً أن "العبادي سيلتقي بقادة الدول السبع الكبار وفي مقدمتهم الرئيس الأميركي لبحث زيادة دعم العراق في مواجهة تنظيم داعش".

وتأتي قمة برلين بعد أيام على عقد مؤتمر باريس الذي انتهى بوضع شروط على العبادي، تضمنت تحقيق التوازن وإشراك السنّة في الحكومة خلال ثلاثة أشهر، مقابل حصول العراق على الدعم الدولي في حربه ضد "داعش".

اقرأ أيضاً: 3 أشهر مهلة للعبادي لتحقيق التوازن السياسي

المساهمون