فنزويلا: أنصار غوايدو يستقبلونه بهتافات التأييد في كراكاس

04 مارس 2019
مادورو هدّد باعتقال غوايدو عقب عودته (ماركو بيلو/ Getty)
+ الخط -
عاد الزعيم المعارضة الفنزويلية خوان غوايدو، اليوم الاثنين، إلى بلاده رغم التهديدات التي كانت صدرت باعتقاله، ودعا من وسط كراكاس إلى التظاهر مجدداً يوم السبت لمواصلة الضغوط على نظام نيكولاس مادورو.

وقال أمام الآلاف من أنصاره الذين كانوا ينتظرونه في وسط العاصمة، بعد أقل من ساعة من وصوله إلى مطار كراكاس: "كل فنزويلا ستكون في الشارع السبت المقبل. لن نستكين ولا دقيقة ولا حتى ثانية حتى نستعيد حريتنا".

وغادر زعيم المعارضة الفنزويلية البلاد قبل نحو عشرة أيام، وعاد ظهر الاثنين عبر مطار كراكاس الدولي، حيث كان أنصاره في استقباله إلى جانب عدد من السفراء الأوروبيين والأميركيين اللاتينيين الذين قدموا بهدف ضمان سلامته، حسب ما قال سفير فرنسا رومان نادال.

واعتلى غوايدو سطح سيارة أمام مبنى المطار بعيد وصوله، وقال: "نعرف المخاطر التي تحدق بنا، إلا أننا لم نخف، وها نحن هنا أقوى من أي وقت مضى".

ولما انتقل إلى وسط العاصمة، حيث كان الآلاف في انتظاره، خاطبهم: "من يقف أمامكم هو رئيس جمهورية فنزويلا". وتابع "رغم تهديدات صدرت من مجموعات مسلحة أسألكم: هل انتابكم أدنى خوف؟ ها نحن هنا أقوى من أي وقت مضى"، داعيا أيضاً إلى "البقاء في حالة تعبئة في كل شوارع فنزويلا".

وقال غوايدو أيضاً "لقد رحب بي موظفو الهجرة في المطار بالقول: أهلاً بك حضرة الرئيس". وتابع "إلا أننا أمام ديكتاتورية لن تتخلى طوعاً عن السلطة ولا بد من مواصلة الضغوط".

وكان زعيم المعارضة الفنزويلية، الذي أعلن نفسه رئيساً مؤقتاً للبلاد، وتعترف معظم الدول الغربية به رئيساً شرعياً، قد أعلن أنه سيعود لقيادة احتجاجات جديدة مناهضة للرئيس نيكولاس مادورو.

وخاطر غوايدو بتعرضه للاعتقال بسبب خرقه للمنع من السفر الأسبوع الماضي. 

وساد الترقب في فنزويلا طيلة الساعات الماضية في انتظار عودة غوايدو، وغداة دعوته إلى خروج تظاهرات جديدة ضد مادورو، وسط تحذيرات من رد فعل الأخير.

وحذّر غوايدو، ليل الأحد، من أنّه إذا حاول نظام مادورو خطفه "فإنّ هذا سيكون واحداً من الأخطاء الأخيرة" لهذا النظام.

وقال غوايدو، الذي اعترفت به نحو 50 دولة رئيساً بالوكالة لفنزويلا، في كلمة وجّهها إلى مؤيّديه عبر مواقع التّواصل الاجتماعي، إنّ "محاولة خطفي ستكون بلا أدنى شكّ واحداً من الأخطاء الأخيرة التي قد يرتكبها" نظام مادورو.

ودعا غوايدو إلى تظاهرات حاشدة، يوم الاثنين، ضدّ مادورو، وكتب في رسالة، يوم الأحد، عبر "تويتر": "أعلن عودتي إلى البلاد. أدعو الشعب الفنزويلي إلى التجمّع في كلّ أنحاء البلاد".

في غضون ذلك، حذّر مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون من أنّ أي تهديدات ضد عودة غوايدو "الآمنة" ستقابل بـ"رد قوي" من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي.

وقال بولتون، في تغريدة عبر "تويتر"، اليوم الاثنين: "أعلن الرئيس الفنزويلي المؤقت خوان غوايدو عن عودته المزمعة إلى فنزويلا. إنّ أي تهديدات أو تحرّكات ضد عودته الآمنة، ستُقابل برد قوي ومعتبر من الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

ويريد غوايدو إطاحة مادورو وتأليف حكومة انتقاليّة لإجراء انتخابات مبكرة. وكان قد قام بجولة في كولومبيا ثم البرازيل وباراغواي رغم قرار بمنع خروجه من البلاد.

وتشكّل عودة غوايدو تحدياً للرئيس مادورو، الذي قال، هذا الأسبوع، إنّ غوايدو بصفته رئيساً للبرلمان عليه واجب "احترام القانون"، وتوعّده بأنّه إذا عاد إلى البلاد فسيكون عليه أن يخضع لـ"محاسبة القضاء".


وفي 23 فبراير/ شباط الماضي، توجّه غوايدو إلى كولومبيا، ضمن مساعي المعارضة الفنزويلية لإدخال مساعدات إنسانية إلى البلاد أرسلتها الولايات المتحدة. وكان الجيش الفنزويلي قد منع دخول تلك المساعدات وأغلق الحدود مع كولومبيا.

وبعد وصوله إلى كولومبيا، سافر غوايدو إلى كل من البرازيل والباراغواي والأرجنتين والإكوادور.

وتعد المساعدات الخارجية من الملفات الخلافية بين مادورو والمعارضة في ظل الأزمة الاقتصادية والسياسية التي تعصف بالبلاد. 

ومنذ 23 يناير/ كانون الثاني الماضي، تشهد فنزويلا توتراً متصاعداً بعدما أعلن غوايدو نفسه "رئيساً مؤقتاً" للبلاد إلى حين إجراء انتخابات جديدة.

(العربي الجديد، فرانس برس)