"هآرتس" تكشف عن طلب سعودي بتدخل إسرائيل في حرب اليمن ضد عبدالناصر

23 مايو 2018
الأرشيف يكشف تواطؤ السعودية مع الاحتلال الإسرائيلي (فرانس برس)
+ الخط -
كشفت صحيفة "هآرتس"، اليوم الأربعاء، في تقرير لها، بالاعتماد على ما تم كشفه من الأرشيف الصهيوني، أن دولة الاحتلال كانت قد قدمت خلال حرب اليمن عام 1962 مساعدات لقوات الإمام الزيدي، ضد الثورة اليمنية، في سياق الحرب الإسرائيلية في تلك السنوات لإضعاف قوة ونفوذ الرئيس المصري الراحل، جمال عبد الناصر، الذي أيد الثورة اليمنية على نظام الإمام وأرسل قوات مصرية للقتال في اليمن. موضحة أن السعودية حثت إسرائيل على إرسال مزيد من العتاد لمواجهة عبد الناصر.


وبحسب "هآرتس"، فإن التدخل المصري في اليمن تحت قيادة عبد الناصر، أثار معارضة ومخاوف لدى دول في الخليج وعلى رأسها السعودية والأردن إلى جانب مخاوف الدول الاستعمارية ذات المصالح في المنطقة، وفي مقدمتها بريطانيا التي سيطرت على عدن ومحيطها.

وقد خشيت هذه الدول من مد النفوذ الناصري في المنطقة فاتفقت فيما بينها على دعم نظام الإمام، وأدى التدخل البريطاني في الحرب إلى تعديل موازين القوى ميدانياً، وصولاً إلى حالة من الجمود العسكري عام 1963 في ساحات القتال بين قوات الثورة المدعومة بنحو 60 ألف جندي مصري وبين نظام الإمام ومعسكر بريطانيا، مع بدء تكريس تقسيم لليمن؛ بين الثوار ومصر في جنوب اليمن، ونظام الإمام في الشمال في المناطق الجبلية، مع صعوبة في إيصال المساعدات والذخيرة والعتاد العسكري إليهم.

وفي هذه النقطة من الحرب في اليمن، وفي ظل وجود تفوق لمصلحة قوات الثورة المدعومة من الرئيس عبد الناصر بحث أنصار الإمام في الشمال عن طريق لإيصال المساعدات والسلاح. وطرحت لأول مرة فكرة إنزال هذه المساعدات من الجو، ولكن بما أن موقف البريطانيين المعلن كان عدم التدخل في الحرب، ولخوف الدول "المعتدلة" في المنطقة من رد مصري في حال القيام بذلك، تم التوجّه لإسرائيل من قبل بريطانيا لتقوم قواتها الجوية بإنزال المساعدات والسلاح لموالي نظام الإمام.

ولم تتردد إسرائيل في قبول الاقتراح، لا سيما أنها كانت تعاني من حالة عزلة دولية، من جهة ولرغبتها في التخلص من الزعيم المصري عبد الناصر أو على الأقل كسر قيادته للمنطقة العربية التي شهدت في تلك السنوات الوحدة بين سورية ومصر، والثورة في العراق ومحاولات لإسقاط النظام الهاشمي في الأردن، فيما كانت إسرائيل تصور الزعيم المصري عبد الناصر بأنه وريث لأدولف هتلر يسعى لإبادتها ومحوها من الوجود.

وتم الاتصال بين الطرف البريطاني والملحق العسكري الإسرائيلي في بريطانيا الكولنيل دان حيرام، عبر عضو البرلمان البريطاني دنيل ماكلين، الذي اقترح أن تقدم إسرائيل المساعدات لنظام الإمام وقواته المحاصرة في شمال اليمن.

وعلى أثر ذلك عقد ماكلين أول لقاء مع وزير الأمن الإسرائيلي آنذاك، موشيه ديان، في تل أبيب، وتبعته لقاءات أخرى حتى تمت بلورة الخطة العملية لتقديم المساعدات وإنزالها جواً في 31 مارس/ آذار 1964، إذ تم إنزال دزينة من الحاويات التي كانت تحمل السلاح والأدوية، وتبعت هذه العملية 13 عملية إنزال مشابهة لتسليح قوات الإمام مع إبقاء العملية كلها سرية للغاية حتى في صفوف قوات الإمام.

وبحسب الصحيفة فقد حاول الملك السعودي الراحل فيصل بن عبد العزيز مجدداً في فبراير/ شباط 1967 حثّ إسرائيل على إنزال عتاد عسكري إضافي لقوات الإمام، إلا أن إسرائيل رفضت ذلك بعد أن أوقفت الجسر الجوي لقوات الإمام بعد توقيع اتفاق وقف إطلاق النار بين السعودية ومصر في أغسطس/ آب من عام 1965.



ويقول تقرير "هآرتس" إن هزيمة مصر في حرب يونيو/ حزيران 1967 أدت جزئياً إلى إضعاف قوتها تحت قيادة عبد الناصر وساهمت بشكل ساخر في التقارب بين السعودية ومصر وانسحاب القوات المصرية من اليمن، وفي عام 1970 انتهت المعارك نهائياً بانتصار قوات الثورة على نظام الإمام في اليمن.

المساهمون