قال المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الأحد، إن بلاده أعلنت "منذ فترة عن استعدادها لتبادل جميع السجناء الإيرانيين والأميركيين من خلال التفاوض، ومن دون شروط مسبقة"، إلا أنه أكد، في الوقت نفسه، أن الولايات المتحدة "تجنبت حتى الآن الرد على ذلك".
مع ذلك، قال المتحدث الإيراني إن واشنطن "لديها استعداد أكثر من ذي قبل لإنهاء ملف المعتقلين"، موضحا أن الإدارة الأميركية "أبلغت باستعدادنا ولا حاجة للوساطة".
وأضاف ربيعي، وفقاً لما أوردته وكالة "تسنيم" الإيرانية، أنه في حال موافقة الجانب الأميركي على المبادرة الإيرانية "سيبلغ مكتب رعاية المصالح الإيرانية واشنطن بوجهات نظرنا".
وترعى باكستان المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية.
وحمّل المتحدث ذاته الإدارة الأميركية مسؤولية الحفاظ على أرواح وسلامة المواطنين الإيرانيين في سجونها، قائلا إنهم "ليسوا في ظروف جيدة، ولا يتم رعايتهم بشكل مناسب".
وكان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عباس موسوي قد كشف، الإثنين الماضي، عن أن إيران اقترحت قبل تفشي فيروس كورونا الجديد على واشنطن "تبادل السجناء لأسباب إنسانية"، لكنه أضاف أنها "لم تتلق ردا"، مشيرا إلى أن الاقتراح "لايزال على الطاولة، وحاليا نقوم بالإجراءات اللازمة للإفراج عن العالم الإيراني سيروس عسكري".
وثمة توقعات بأن تحصل صفقة تبادل أخرى خلال الفترة القريبة المقبلة بين طهران وواشنطن، لتفرج الإدارة الأميركية عن الآكاديمي الإيراني سيروس عسكري، مقابل إطلاق إيران سراح العسكري الأميركي السابق مايكل وايت، المعقتل في إيران في يوليو/تموز 2018.
وأجرى القضاء الأميركي محاكمة عسكري عام 2016 بتهمة "سرقة الأسرار التجارية" من جامعة أوهايو، إلا أن محكمة أميركية أصدرت، خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، حكما ببراءته، لكنه أصبح قيد الاعتقال بسبب عدم امتلاكه الإقامة القانونية بعد إبطال تأشيرته من قبل إدارة الهجرة.
وأعلنت طهران، خلال الأسبوع الماضي، أن عسكري أصيب بفيروس كورونا أخيرا خلال ظروف الاعتقال.
ومن المؤشرات الأخرى لقرب صفقة التبادل هو منح السلطة القضائية الإيرانية، خلال شهر مارس/آذار الماضي، إجازة طبية لوايت، وهو يقضي هذه الإجازة في السفارة السويسرية (راعية المصالح الأميركية) في طهران.
وخلال السنوات الماضية، عقدت طهران وواشنطن عدة صفقات للإفراج المتبادل عن السجناء، لكن هذه الصفقات لم تساهم لا في التوصل إلى حل جذري لهذا الملف، ولا في إحداث انفراجة سياسية في العلاقات المتأزمة، أقله ما ظهر حتى الآن.
وكان آخر هذه الصفقات هو ما تم يوم السابع من ديسمبر/كانون الأول 2019 برعاية سويسرية، وكانت أول صفقة تبادل سجناء بين الطرفين في عهد دونالد ترامب.
بموجب هذه الصفقة، أطلقت واشنطن سراح الأكاديمى الإيراني مسعود سليماني، مقابل إفراج طهران عن الباحث الأميركي شيوى وانغ.
وسليماني عالم بارز في علوم الدم والخلايا الجذعية، كان معتقلاً في الولايات المتحدة منذ أكتوبر/تشرين الأول 2018، بتهمة الالتفاف على العقوبات الأميركية. ووانغ باحث من أصل صيني، اعتقلته طهران عام 2017 بتهمة التجسس، وحكم عليه بالسجن لعشر سنوات.