وتمكن مرشح المعارضة عن حزب الشعب الجمهوري إمام أوغلو من التفوق على منافسه عن حزب "العدالة والتنمية" الحاكم باسم التحالف الجمهوري، بن علي يلدريم، بفارق ضئيل بلغ أكثر من 13 ألف صوت في مدينة يبلغ عدد ناخبيها أكثر من عشرة ملايين ونصف المليون ناخب، ولكن طعن العدالة والتنمية في قانونية بعض الإجراءات، منها تعيين رؤساء اللجان الاقتراعية من خارج موظفي القطاع العام، أدى لاتخاذ قرار إلغاء الانتخابات وإعادتها.
وأعلن إمام أوغلو اليوم بدء حملته الانتخابية الجديدة لانتخابات الإعادة في مؤتمر صحافي، مبينا أن "الناخبين سيتوجهون إلى صناديق العدالة والوجدان مستخدمين ورقة اقتراعية هي ورقة الحساب"، مشددا على أنه "لن أحيد عن الطريق الذي أوضحه لنا سكان إسطنبول"، وأنه سيكون "مرشح الجميع، وسيحتضن كل أهالي إسطنبول".
وتحدث إمام أوغلو، من جهة أخرى، عن ما وصفها بـ"تجاوزات للعدالة والتنمية" في إدارة بلدية إسطنبول الكبرى، حيث أوضح أن الأرقام التي حصل عليها خلال 18 يوما تولى فيها منصب رئيس البلدية، قبل إلغاء النتائج، تؤكد أنه "ما بين العامين 2014 و2019 تضاعفت ديون البلدية 4.5 أضعاف، وارتفعت فوائد الديون السنوية 8 أضعاف، كما زاد العجز في الميزانية خلال 5 سنوات 20 ضعفا"، موضحا أنه "أنفقت، في 3 سنوات، على الموقع الإلكتروني وحده 80 مليون ليرة تركية (13 مليون دولار)، وفي الوقت الذي لم يتم فيه إنشاء مديرية جديدة، جرى صرف 226 مليون ليرة (37.6 مليون دولار) للمشاريع الفكرية، وهذا يعتبر هدرا كبيرا".
ولم يكتف إمام أوغلو بذلك، بل ذكر أنه خلال الـ18 يوما التي ترأس فيها رئاسة البلدية عمل على "تحويل الأموال إلى أهالي إسطنبول، منها تخفيضات في تعرفة أسعار المياه، وتخفيضات في المواصلات للطلاب، مما يقلل من إرهاق العائلة"، متعهدا بـ"مواصلة العمل على جعل إسطنبول خضراء عادلة، مع وقف الهدر الحاصل فيها".
وطالب مرشح المعارضة بـ"البدء بمهامه رئيسا لبلدية إسطنبول بأسرع وقت، من أجل إيجاد حلول للعاطلين عن العمل، بعد أن ترك مليون شاب في إسطنبول خلال 5 سنوات مقاعد الدراسة"، متعهدا بـ"تقديم مساعدات مالية للعائلات المحتاجة في إسطنبول بما نسبته 1.9% من ميزانية البلدية".
وفي 6 مايو/أيار الجاري، قررت الهيئة العليا للانتخابات في تركيا إلغاء نتائج الانتخابات في إسطنبول، وسحب مذكرة فوز إمام أوغلو، على أن تعاد الانتخابات الشهر المقبل.
وعقب ذلك، بدأت الأحزاب السياسية والتحالفات في وضع خطط واستراتيجيات جديدة، على أمل أن ينجح "العدالة والتنمية" باستعادة الفوز في إسطنبول من جهة، فيما تسعى المعارضة، من جهة أخرى، للحفاظ على تفوقها الاستثنائي أمام "العدالة والتنمية" منذ 17 عاما.