تضارب الأنباء بشأن سيطرة حفتر على حقل الشرارة النفطي

12 فبراير 2019
قوات حفتر أعلنت سيطرتها على الحقل للمرة الثانية(فرانس برس)
+ الخط -
لا تزال الأنباء متضاربة حول الجهة التي تسيطر على حقل الشرارة النفطي، أكبر الحقول في ليبيا، رغم مرور أكثر من عشر ساعات على إعلان قوات اللواء خليفة حفتر للمرة الثانية سيطرتها على الحقل.

وكانت شعبة الإعلام الحربي التابعة لقوات حفتر قد بثت في ساعات متأخرة من ليل الإثنين – الثلاثاء، تسجيلا مرئيا يظهر عدداً من مسلحيها في صحراء بجانب الحقل، معلنة السيطرة الكاملة على الحقل بكل مرافقه، لكن مصادر من شركة أكاكوس المشغلة للحقل نفت سيطرة قوات حفتر على الحقل، مؤكدة أنه لا يزال يخضع لسيطرة قوة قبلية محايدة.

وقال فرحات الزياني، المسؤول عن محطات التشغيل بشركة أكاكوس، الشركة المسؤولة عن تشغيل الحقل لصالح المؤسسة الوطنية للنفط، إن "الوساطات والمساعي الاجتماعية لم تنته وسط رغبة طيف قبلي من قبيلة الطوارق التي يقع الحقل في أراضيها وينتمي إليها الفريق علي كنه بتسليم الحقل، بل مدينة أوباري بكاملها لحفتر، إلا أن الفصل في الأمر لم ينته حتى الآن".

وعن الفيديو الذي بثته قوات حفتر، قال الزياني في حديثه لـ"العربي الجديد"، إن "المشاهد لم تكن داخل الحقل بل كانت في أطرافه، وبالتحديد عند لافتة للشركة تقع في المدخل الأمامي للحقل الواقع على مسافة بعيدة من الحقل النفطي"، مؤكدا أن الحقل لا يزال في قبضة قوة قبلية محايدة تنتظر نتائج المساعي الاجتماعية.

وفيما أكد الزياني أن الفريق علي كنه لا يزال حتى ليل البارحة في مقر حقل الفيل لمتابعة الأوضاع الميدانية، كشف عن وصول قوة عسكرية كبيرة من المنطقة العسكرية الغربية التابعة لحكومة الوفاق إلى حقل الفيل للاستعداد لأي مواجهة أو تقدم من قبل قوات حفتر باتجاه حقلي الشرارة والفيل.

واللافت في الأوضاع المتعلقة بالحقل، أنه بعد إعلان فصائل من قوات حفتر السيطرة على حقل الشرارة، خرج رئيس الأركان العامة المكلف من مجلس نواب طبرق، عبدالرزاق الناظوري، ليعلن عن مفاوضات مستمرة لتسلم حقل الشرارة من القوة القبلية المسيطرة عليه، مما يزيد من الشكوك المرتبطة بالسيطرة الفعلية على الحقل.

وقال الناظوري، في تصريح لوكالة "رويترز"، إن "محادثات تجري مع حراس محتجين للسيطرة على حقل الشرارة النفطي، أكبر حقول النفط في البلاد، سلميًا وتسليمه إلى المؤسسة الوطنية للنفط"، مضيفا أن هذه الجهود "قد تهدئ المخاوف من نشوب معركة على الحقل الذي ينتج 315 ألف برميل نفط يوميا".


محاولات لوقف المواجهات العسكرية جنوباً

إلى ذلك، وفي سياق الأحداث التي يشهدها الجنوب الليبي، طالب ممثلو مصراته بمجلس النواب، الاتحاد الأوروبي، بـ"سرعة ممارسة كل الضغوط الممكنة لتجنب اندلاع أي مواجهات عسكرية في الجنوب".

وفي إشارة لإمكانية تقدم قوات حفتر باتجاه طرابلس قالوا إن "أي عمل عسكري يستهدف عاصمة البلاد سيطيح بحالة السلم الهش، ويدخل البلد في صراع مميت".

وتأتي مطالب نواب مصراته بالتوازي مع تحركات تجريها حكومة الوفاق مع دول فاعلة في المشهد الليبي، يبدو أنها تصب في محاولات وقف محاولات سيطرة حفتر على الجنوب.

وحسب المكتب الإعلامي لوزارة الخارجية بحكومة الوفاق، فإن وزير الخارجية، محمد سيالة، انتهى، يوم أمس الإثنين، من زيارة عاجلة لواشنطن التقى خلالها مساعدة وزير الدفاع الأميركي لشؤون الأمن الدولي، كاثرين ويلبارغر، وبحث معها ملفات تتعلق بالجنوب الليبي، كـ"تأمين الحدود ومكافحة تسلل المجموعات المسلحة وشبكات التهريب عبر الحدود ومكافحة المجموعات الإرهابية".

وأكد المكتب على لسان الوزير أن الولايات المتحدة أبدت استعدادها لتقديم دعم أكبر لحكومة الوفاق في مكافحة الإرهاب. ​