تبادل الأسرى في تعز يثير جدلاً في صفوف المقاومة

20 يونيو 2016
سلّم مسلحو الجماعة 76 أسيراً (Getty)
+ الخط -

وصف سياسيون وحقوقيون عملية تبادل الأسرى التي شهدتها مدينة تعز مؤخراً، بين المقاومة الشعبية من جهة، وجماعة أنصار الله، "الحوثيين"، وحلفائهم من جهة أخرى، بأكبر عملية تبادل للسجناء في المدينة، منذ بداية الحرب، العام الماضي، وأنها غير مدروسة ولم تكن موفقة من قبل طرف المقاومة الشعبية.

وقال عضو في مجلس تنسيق مقاومة تعز، قيادي في أحزاب اللقاء المشترك في تعز، لـ"العربي الجديد"، إن "عملية التبادل للأسرى والتي سلّمت المقاومة للحوثيين 118 أسيراً، مقابل أن سلّم مسلحو الجماعة 76 أسيراً، تمت في إطار ضيق وكانت عشوائية وغير مدروسة". وأكد "أن العملية لا علاقة لأعضاء الحكومة اليمنية في لجنة التهدئة بها، وأن الصفقة جاءت بدون قرار مُجمع عليه من قبل كافة أعضاء مجلس تنسيق المقاومة الشعبية الذي يتشكل من مختلف فصائل المقاومة والأحزاب السياسية المناهضة للانقلاب".

وذكر أنه لا يوجد تناسب في عدد الأسرى المفرج عنهم، كما أن بعض الأسماء الواردة في قائمة المفرج عنهم من قبل الحوثيين كانوا قد تمكنوا من الفرار من سجون الجماعة أصلاً، فيما البعض منهم لم يصلوا حتى يومنا هذا الاثنين. فيما من تم الإفراج عنهم من قبل المقاومة بينهم قيادات بارزة من الصف الأول في جماعة الحوثي.

إلى ذلك، وصف المحامي توفيق الشعبي الأمين العام لنقابة المحامين اليمنيين في تعز، عملية تبادل الأسرى بالمشبوهة وقال إنها تمت في ظروف غامضة، ولم تمر في الأطر والقنوات المتعارف عليها. وأوضح الشعبي، في تصريح، لـ "العربي الجديد"، أن "المفرج عنهم من قبل المقاومة هم بالأساس من قاتلوا في صفوف مليشيات الحوثي والمخلوع، في جبهة مشرعة وحدنان جنوبي تعز، فيما لم يتم إشراك المختطفين والأسرى من أبناء مديرية مشرعة وحدنان في جبل صبر، لدى الحوثيين".

وقال، "كان الأجدر بالمقاومة البدء بالإفراج عن الأسرى المتواجدين في المدارس والسجون الخاصة وسط المدينة، قبل البدء بالأسرى الذين تم أسرهم من قبل مقاومة جبهة مشرعة وحدنان ومن الذين قاتلوا فعلياً في صفوف الحوثيين حتى اللحظة الأخيرة وبينهم قياديون في صفوف الجماعة وضباط بالحرس الجمهوري الموالي للمخلوع، دون مراعاة لأسر الضحايا الذين سقطوا في الحرب في تلك المناطق".

وأشار الشعبي، إلى أن العملية التي تمت كانت خارج إطار السلطة المحلية التي تعد الجهة الرسمية في المحافظة، كما أن مجلس التنسيق لم يتخذ قراراً بذلك، وأن قرار تبادل الأسرى مع الحوثيين كان قرارا فرديا من قبل ممثلي حزب التجمع اليمني للإصلاح في مجلس التنسيق.

وحذر توفيق الشعبي من خطورة هذه الخطوة التي قد ينتج عنها عودة الاقتتال في مديرية مشرعة وحدنان الواقعة في جبل صبر جنوبي تعز، والتي تعد أول مديرية في تعز تم تحريرها من سيطرة الحوثي والمخلوع من قبل مقاومة تشكلت من أبنائها دون دعم خارجي أو محلي.

إلى ذلك عقدت مقاومة مشرعة وحدنان في تعز، مساء أمس الأحد، اجتماعاً طارئاً ناقش عملية تبادل الأسرى التي تمت باسم مجلس التنسيق مع جماعة الحوثي والمخلوع، وبحسب مصادر حضرت الاجتماع أنها ستعلن موقفاً خلال الساعات المقبلة توضح به التجاوزات التي تمت من قبل بعض مجلس تنسيق المقاومة في تعز.

يذكر أن هذا التبادل هو الثاني من نوعه في تعز، بعد عملية شهدتها منطقة غراب، غربي تعز، في الأوّل من يونيو/حزيران الجاري، بين كتائب القيادي السلفي، أبو العبّاس، وبين جماعة أنصار الله، "الحوثيون"، بقرار فردي أيضاً.