جُمعة "من غزّة للضفة" على الحدود: وحدة فلسطينية بوجه إرهاب الاحتلال

29 يونيو 2018
أكدت المسيرة على وحدة المصير بين الفلسطينيين(عباس موماني/فرانس برس)
+ الخط -
شارك عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، في التجمعات الحدودية في خمس مناطق مركزية على الحدود مع الأراضي الفلسطينية، شرقي قطاع غزة، بدعوة من "الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار".

وسمّى القائمون على الفعاليات المستمرة منذ 30 آذار/ مارس الماضي هذا اليوم بجمعة "من غزة للضفة، دمٌ واحد ومصير مشترك"، في إشارة إلى المصير المشترك الذي يواجه الفلسطينيين جميعاً، في ظلّ ما بات يعرف بـ"صفقة القرن"، أو مشاريع تصفية القضية الوطنية.

وبدأت فعاليات هذه الجمعة رسمياً بعد صلاة العصر، لكن العشرات من الشبان الفلسطينيين تمكنوا قبل ذلك من الوصول إلى المناطق الحدودية وخيم الفعاليات على الحدود. ويشارك قيادات الهيئة العليا وشخصيات وطنية وإسلامية في الفعاليات في مناطق الحدود.

وقام متظاهرون، شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، وهي إحدى النقاط الساخنة في مسيرات العودة وكسر الحصار، بسحب أجزاء من السياج الفاصل الإضافي الذي أضافته قوات الاحتلال الإسرائيلي لمنع تسلل الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة.

وتمكن الشبان الفلسطينيون من حرق بعض إطارات السيارات على بعد أمتار من نقاط تجمع جنود الاحتلال الإسرائيلي، لتشكيل حالةٍ من الضباب، تمنع أو تصعّب تعقب الشبان الفلسطينيين المقتربين من السياج الحدودي.

وأطلق المتظاهرون عدداً من البالونات الحارقة والطائرات الورقية التي تحمل أسماء الشهداء والقرى الفلسطينية المدمرة في عمق الأراضي المحتلة، في محاولة لإحداث مزيد من الأضرار في المزروعات، بهدف تشكيل حالة ضغط على الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه.

وذكرت مصادر إعلامية إسرائيلية أنّ خمسة حرائق اندلعت في مناطق "غلاف غزة" نتيجة البالونات الحارقة التي يطلقها الشبان الفلسطينيون.

واستهدفت قوات الاحتلال الاسرائيلي سيارة إسعاف بقنابل الغاز، شرقي مدينة غزة وأصيب طاقمها بالاختناق، في بداية الفعاليات، وفق ما أعلنت وزارة الصحة في القطاع.

وكانت "الهيئة الوطنية العليا لمسيرة العودة وكسر الحصار" قد دعت جماهير الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس والداخل إلى أوسع مشاركة في هذه الجمعة. وذكرت أنها "تأكيدٌ على وحدة الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده، ووحدة الدم والمصير المشترك في مواجهة المؤامرات التصفوية للقضية الفلسطينية".

وأكدت أن "دعم مقومات صمود شعبنا بهذه الظروف العصيبة، وفي إطار مواجهة المشاريع التصفوية، يستوجب رفع الإجراءات التي فرضتها السلطة الفلسطينية على غزة، والعمل بكل ما أمكن لرفع الحصار الظالم المفروض عليها".

وحذّرت في الوقت ذاته من أي "محاولات لاعتبار صفقة القرن أمراً واقعاً والتساوق معها، وإقدام بعض الدول على إجراءات تطبيعية تضعف الموقف الفلسطيني في مواجهة الاحتلال".


وفي السياق، أكّد المتحدث باسم حركة "حماس"، حازم قاسم، أنّ "المسيرات ترسم خارطة الوطن الكبير، وتربط الفلسطيني حيث وجد في مناطق الشتات بفلسطين التاريخية، عبر تمسكه بحق العودة".

ولفت في تصريح وزّع على وسائل الاعلام إلى أنّ رسالة هذه المسيرات "هي رسالة أن الرابط بين أهل غزة وإخوانهم في الضفة وفي الداخل المحتل وفي الشتات هي وحدة دم، وأن مصير هذا الشعب لا يمكن تجزئته، بل هو مصير مشترك".

وشدّد قاسم على أنّ استمرار هذه المسيرات يثبت فشل محاولات الاحتلال الإسرائيلي تخويف الشعب الفلسطيني عبر هجماته المتكررة على القطاع، فـ"مسيرات العودة وكل أنشطتها السلمية ستواصل برغم إرهاب الاحتلال".