الحكومة اليمنية تجتمع في شبوة... ولجنة سعودية- إماراتية لتثبيت وقف إطلاق النار

26 اغسطس 2019
شبوة المحطة الثالثة في التصعيد العسكري الإماراتي (Getty)
+ الخط -
عقدت الحكومة اليمنية اجتماعاً استثنائياً في شبوة (جنوب شرقي البلاد)، للاطلاع على سير الأوضاع، وفيما أُعلن فجر اليوم الإثنين عن تشكيل لجنة سعودية- إماراتية لتثبيت وقف إطلاق النار بشبوة وأبين، فتح وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، النار على الإمارات، قائلاً إنها "تمارس دور المحتل في اليمن".

ووصل رئيس الحكومة اليمنية معين عبد الملك، برفقة وفد وزاري، مساء الأحد، إلى مدينة عتق مركز محافظة شبوة.

وذكرت رئاسة مجلس الوزراء، في تغريدة لها على موقع "تويتر"، أن "رئيس الوزراء معين عبد الملك، وصل إلى مدينة عتق عاصمة محافظة شبوة، برفقة عدد من الوزراء للاطلاع على سير الأوضاع في المحافظة عقب إفشال التمرد الذي قادته مجاميع مسلحة تابعة للمجلس الانتقالي".

ولفتت الرئاسة إلى أن "عبد الملك سيلتقي عدداً من قادة السلطة المحلية والأمنية والعسكرية وأعيان ووجهاء المحافظة".

وأوضحت مصادر في الحكومة، لـ"العربي الجديد"، أن معين عبد الملك، غادر العاصمة السعودية الرياض، مساء الأحد، إلى جانب أعضاء في حكومته، بمن فيهم وزير الداخلية أحمد الميسري، حيث توجهوا إلى شبوة، للوقوف على أحداث المواجهات المستمرة بين القوات الحكومية والانفصاليين.


في غضون ذلك، نقل التلفزيون الرسمي ووكالة الأنباء السعودية، اليوم الإثنين، عن التحالف السعودي الإماراتي باليمن، أنه تم تشكيل لجنة بين السعودية والإمارات لتثبيت وقف إطلاق النار في محافظتي شبوة وأبين.

ونقل التلفزيون والوكالة عن المتحدث باسم قوات التحالف، تركي المالكي، قوله إن اللجنة ستبدأ العمل اليوم الإثنين.

وحثت حكومتا السعودية والإمارات في بيان مشترك كل الأطراف على التعاون مع اللجنة المشتركة، لتحقيق فض الاشتباك وإعادة انتشار القوات في إطار المجهود العسكري لقوات التحالف.

ودعا البيان الذي أصدرته وزارتا الخارجية في البلدين إلى "سرعة الانخراط في حوار (جدة) الذي دعت له المملكة العربية السعودية، لمعالجة أسباب وتداعيات الأحداث التي شهدتها بعض المحافظات الجنوبية".

وقال البيان أيضاً إن البلدين "يؤكدان استمرار كافة جهودهما السياسية والعسكرية والإغاثية والتنموية بمشاركة دول التحالف التي نهضت لنصرة الشعب اليمني".

وأضاف البيان أن البلدين "يؤكدان حرصهما وسعيهما الكامل للمحافظة على الدولة اليمنية ومصالح الشعب اليمني وأمنه واستقراره واستقلاله ووحدة وسلامة أراضيه تحت قيادة الرئيس الشرعي لليمن، وللتصدي لانقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران والتنظيمات الإرهابية الأخرى".

وأمس الأحد، اتهم وزير النقل اليمني، صالح الجبواني، دولة الإمارات بالعمل على تفكيك بلاده إلى مناطق، وتصفية الدولة في الجنوب، قائلاً إن "الإمارات تمارس دور المحتل في اليمن".

وقال الجبواني، في حديث لقناة "اليمن" الرسمية، وهي تبث من الرياض، إن للإمارات "أجندتها الخاصة منذ أن جاءت إلى اليمن، ضمن التحالف، في مارس/ آذار 2015".

وأضاف: "من لحظة دخول الإمارات إلى اليمن أنشأت المليشيات، ليس في المحافظات الجنوبية فقط، بل وحتى في المحافظات الشمالية".

وتابع: "كان الرئيس (اليمني) عبد ربه منصور هادي يعتقد أن الإماراتيين شركاء وكان يوافق على إنشاء أجهزة عسكرية في عدن (جنوب) والمحافظات المحررة".

ومضى قائلاً إن "للإمارات 3 محاور انقلابية قامت بها في اليمن لتصفية الدولة جنوب اليمن، أهمها السيطرة على منابع الثروة وسواحل اليمن، ليتسنى لها التحكم بالمشهد كله".

وأردف: "هناك مشروع في الشمال يريد السيطرة على اليمن بالكامل (يقصد الحوثيين)، بينما في الجنوب مشروع مناطقي عنصري يريد السيطرة على الجنوب لينشئ دولته الخاصة به".

وبشأن ما تردد، أخيراً، عن انسحاب القوات الإماراتية من اليمن، قال الجبواني: "هذه كذبة كبيرة"، و"لدى الإمارات مشروع يمن مناطقي مفكك".

وشدد على أن التطورات الراهنة دفعت هادي إلى "إقالة محافظين ووزراء موالين للإمارات"، لافتاً إلى أن الأخيرة "جعلت من حزب الإصلاح (إسلامي) شماعة لتمرير أهدافها". مشدداً على أن "الحزب يؤمن بالشرعية وكل قيم الدولة".

وكانت شبوة المحطة الثالثة في التصعيد العسكري الإماراتي ضد الحكومة اليمنية أخيراً، بعد أن سيطرت القوات الموالية للانفصاليين والمدعومين من أبوظبي، على مدينة عدن في العاشر من أغسطس/آب الجاري، كما اقتحمت محافظة أبين، يوم الإثنين الماضي.

وأعلنت وزارة الدفاع اليمنية، في وقتٍ سابق الأحد، أنها "ستتصدى بكل حزم للتمرد الانفصالي المسلح المدعوم من الإمارات"، بعد دخول المعركة في شبوة طوراً جديداً، رفعت من خلالها الحكومة من حدة لهجتها المباشرة بإدانة الإمارات، في وقت تتواتر الآراء السعودية، والتي تعتبر ما يجري في جنوب اليمن "تمرداً لخدمة إيران".

وتشير مختلف البيانات الحكومية إلى أن المطالبة رسمياً بإخراج أبوظبي من التحالف الذي تقوده السعودية قد تكون الخطوة القادمة، والتي استبقتها الإمارات، بتصريح لوزير الدولة للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، يتحدث فيه عن أن إعفاء بلاده من المشاركة بالتحالف مرهون بقرار من الرياض.