ملف التعذيب برومية يتحول إلى سجال بين "المستقبل" وميقاتي

23 يونيو 2015
سجن رومية شهد أعمال شغب بعد نشر التسجيلات(فرانس برس)
+ الخط -
بعد ادعاء مفوّض الحكومة لدى المحكمة العسكرية في لبنان على العناصر الأمنيين المتهمين بتعذيب الموقوفين في سجن رومية المركزي، احتل السجال السياسي بين "تيار المستقبل" المتمثل في وزيري الداخلية نهاد المشنوق، والعدل أشرف ريفي، ورئيس الحكومة السابق، نجيب ميقاتي، الحيز الأكبر من النقاش حول التسجيلات.

فبادر ميقاتي فور انتهاء اجتماع بين الوزيرين المشنوق وريفي إلى اتهام "المستقبل" بـ"تجسيد الاستغلال السياسي للأحداث، وهم يتحملون مسؤولية ملف الموقوفين الإسلاميين الذي بدأ منذ أحداث الضنية عام 2000 وأحداث مخيم نهر البارد عام 2007، إبان تولي تيار المستقبل السلطة".

وذكّر ميقاتي بافتتاح مبنى المحاكمات في سجن رومية الذي افتتح خلال ولايته كرئيس لمجلس الوزراء، متسائلاً عن سبب عدم استخدام هذا المبنى حتى اليوم.

وكان المشنوق قد جدد نفي أي توتر في العلاقة بينه وبين ريفي، مؤكداً أن محاسبة العسكريين الموقوفين في قضية التعذيب ستتم "عبر القضاء العسكري، وليس عبر الإعلام".

موقف المشنوق أتى خلال استقبال وزير العدل، أشرف ريفي، الذي وصف اتهامه بتسريب التسجيلات في إطار المنافسة بينه وبين المشنوق في "تيار المستقبل" بـ"السخيفة والتافهة". واتهم ريفي حزب الله بتسريب التسجيلات، مشيراً إلى "تسريب أربعة فيديوهات، تم تداول اثنين منها بصورة واسعة، والتسجيلان الآخران الأقل تداولاً لا يملكهما سوى حزب الله".

وأكد ريفي "العلاقة الجيدة مع المشنوق، والتنسيق الدائم بين الوزارتين، لتحقيق ظروف أفضل في السجون، وبناء سجن جديد". كما دعا ريفي إلى "ضبط تداعيات سقوط النظام السوري في لبنان، من خلال التكاتف بين المواطنين". مؤكداً أن "التطورات السورية ستحدث بسرعة كبيرة".

في المقابل، نفى حزب الله اتهام وزير العدل اللبناني بأنه يقف خلف تسريب أشرطة التعذيب، ورأى الحزب في بيان صادر عنه، أنه "من المؤسف أننا بتنا نعيش في بلد تنحدر فيه المسؤولية إلى مستوى أن يرمي وزير العدل اتهامات بدون أي أساس ولا أي دليل، وهو المكلف بالسهر على أن يكون عمل الجميع ضمن سقف القانون والمؤسسات القضائية والعدلية".

واعتبر حزب الله أنه من المعيب أيضاً أن يقوم المتهم الرئيسي بهذه القضية بالتهرب من مسؤولياته أمام ضميره والقانون والرأي العام برمي التهمة على الآخرين.

إلى ذلك، أكد مصدر أمني في قوى الأمن الداخلي لـ"العربي الجديد" اندلاع أعمال شغب في مبنى المحكومين في سجن رومية المركزي، شمال العاصمة بيروت، بعد يومين من انتشار تسجيلات لتعذيب موقوفين إسلاميين، وبعد يوم واحد من زيارة وزير الداخلية، نهاد المشنوق، إلى السجن. وأشار المصدر الأمني ذاته إلى "إمكانية السيطرة على هذه الأعمال".

اقرأ أيضاً: الحريري يدعم وزير الداخلية اللبناني رغم فضيحة فيديوهات التعذيب

المساهمون