نقلت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مسؤولين أميركيين مطّلعين، أن الولايات المتحدة رتّبت اجتماعات سرّية بين مسؤولين إسرائيليين وإماراتيين، لتبادل معلومات حول التهديد الإيراني المفترض في الخليج.
وأوضحت الصحيفة، في تقرير نشرته اليوم الخميس، أن تلك الاجتماعات نظّمت بإدارة المسؤول الأعلى عن الملف الإيراني في الخارجية الأميركية برايان هوك، في خطوة وصفتها الصحيفة بأنها "أحدث علامة على الذوبان المستمر في الجليد" بين تل أبيب وأبوظبي.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أميركي أن الاجتماع الأول عقد في ربيع هذا العام، والثاني عقد في الآونة الأخيرة، مضيفة أن التواريخ والأماكن المحددة للاجتماعات السرّية غير معروفة، وأن تلك اللقاءات كانت معروفة لعدد قليل من الأشخاص داخل الإدارة الأميركية.
وترى الصحيفة أن تلك المناقشات، رغم أنها لا تزال في مراحلها الأولية، قد تجاوزت كونها رمزية واستكشافية لرسم خطوط التنسيق بشأن قضايا محددة، وأنها كانت تهدف لزيادة التعاون الدبلوماسي والعسكري والاستخباراتي في التعامل مع إيران.
وتبيّن الصحيفة أن فكرة عقد تلك الاجتماعات تعود إلى قمة وارسو التي نسّقتها الولايات المتحدة، وجمعت فيها قادة إسرائيل مع نظرائهم من بعض الدول العربية، من بينها السعودية والإمارات، في محاولة لتدشين حملة عالمية ضد إيران.
وتستطرد الصحيفة، نقلًا عن أشخاص مطلعين على المناقشات، أن هوك، بوصفه رئيسًا لمجموعة العمل بشأن إيران في الخارجية، عمل على جمع "الخصوم" معًا في اجتماعات سرّية. وتضيف تلك المصادر أن مجموعة العمل تلك كانت تتواصل مع عدة دول لتنسيق الأنشطة الدبلوماسية والأمنية والاستخبارية ضد إيران.
ويقول مسؤول أميركي آخر للصحيفة، إن هوك "يريد مساعدة من إسرائيل والإمارات في حثّ دول أخرى في أوروبا والشرق الأوسط على اتخاذ موقف صارم إزاء إيران"، لكن ما يعقد الأمور، كما يستدرك المسؤول ذاته، هو أن لدى الإمارات قنوات خلفية دبلوماسية خاصّة بها مع إيران.
وتوضح الصحيفة أن الإمارات تتخذ مقاربة أكثر حذرًا تجاه إيران، التي تتشارك معها مصالح اقتصادية واسعة، وتستشهد في هذا السياق برفض أبوظبي الانضمام إلى واشنطن في اتهام إيران باستهداف السفن التجارية في مايو/ أيار، وإرسالها مسؤولين عسكريين الشهر الماضي إلى طهران لمناقشة الأمن البحري في الخليج.