تواصل المعارك في تعز... والجيش يقترب من معسكر خالد

17 ابريل 2017
معارك على أكثر من جبهة في تعز(أحمد الباشا/فرانس برس)
+ الخط -




تتواصل الاشتباكات في محافظة تعز، جنوبي اليمن، بين قوات الجيش الوطني من جهة، وبين قوات ومليشيات الانقلابيين من جهة ثانية، وتتركز بين الطرفين في عدد من المحاور، أهمها محيط جبل معسكر خالد الاستراتيجي، في مدينة المخا الساحلية، الواقعة غربي المحافظة، ومنطقة الكدحة الاستراتيجية (جنوب غرب)، وفي جبهتي الدفاع الجوي (شمالي غرب)، حيث نجحت قوات الجيش الوطني في صد محاولة هجوم للانقلابيين.

وأوضحت مصادر ميدانية في مدينة المخا، في حديث لـ"العربي الجديد"، أن قوات الجيش الوطني والمقاومة الجنوبية، بإسناد من التحالف العربي، تخوض معارك عنيفة، في مناطق محيطة بمعسكر خالد، منذ عدة أيام، ولا تزال مستمرة حتى الآن.

وأكدت المصادر أن "قوات الشرعية تنفذ عدداً من الهجمات العسكرية على مواقع القوات الانقلابية في محيط المعسكر، ولم تتمكن من تحقيق أي اختراق، بسبب المساحة الشاسعة لسلسلة المرتفعات التي تتمركز عليها قوات المليشيات الانقلابية، والتي تحيط بمعسكر خالد من جميع الاتجاهات.

ولفتت المصادر إلى أن قوات الجيش الوطني حاولت تنفيذ عمليات التفاف عبر مناطق الصحراء في مديريتي موزع والمخا، بهدف قطع الخطوط الرئيسية المؤدية إلى المعسكر، بغرض فرض طوق على المعسكر وعناصر المليشيات المتمركزة هناك.

وأكد القيادي في المقاومة الجنوبية، سعيد الصبيحي، لـ"العربي الجديد" أن هناك خسائر بشرية كبيرة في صفوف الطرفين، مشيراً إلى أن قواته تعرضت، خلال الـ24 ساعة الماضية، لكمين أثناء محاولتها اقتحام المعسكر، أسفر عن مقتل 12 عنصرًا في صفوف المقاومة الجنوبية، ما جعل القيادة تدعو المقاتلين للتريث وإعادة ترتيب الصفوف وفقاً للمتغيرات على الأرض، والعمل على تنفيذ خطة محكمة تضمن سقوط المعسكر خلال الأيام القليلة القادمة، بأقل خسائر، لافتًا إلى أن ضربات مقاتلات التحالف تحقق نتائج عسكرية ناجحة في عملية استهداف مواقع حساسة تابعة للانقلابيين في محيط المعسكر وداخله، بينها مراكز قيادة وسيطرة الانقلابيين.

في سياق آخر، قال قائد المقاومة الشعبية في جبهات جبل حبشي، عبدالله النويهي، لـ"العربي الجديد"، إن مجاميع من المقاومة كسرت هجوماً للانقلابيين على قرية المكازمة، الواقعة على مشارف النويهة غرباً، والتي تعد بوابة العبور إلى مناطق مديريتي جبل حبشي والمعافر، غربي تعز، وكبدت قوات الانقلابيين خسائر كبيرة في العتاد والأرواح.

وأوضح أن المقاومة الشعبية، في جبهات العفيرة والنويهة، في مديرية جبل حبشي الاستراتيجية، تخوض مواجهات متواصلة، بغرض محاولة استعادة مواقع جبل علقة والقرون والعفيرة والرحبة، بعد سيطرة الانقلابيين عليها.

وأشار إلى أن قوات الانقلابيين قصفت، عصر اليوم الإثنين، التلال في قرى المكازمة والميهال والجنان وزُبد (في جبل حبشي) بصورة هستيرية. وأكد أن المجاميع الشعبية تشكل حزام صد لمنع توغل قوات الانقلابيين في تلك المناطق، مشيراً إلى أنه لا توجد قوات مقاتلة بجانب المجاميع الشعبية التي تشكلت من أبناء تلك المناطق، غير مجاميع من "كتائب أبي العباس".

وأضاف، أن قوات اللواء 17 مشاة لم تسلّم قيادة الجبهة لقوات من خارج وحداته العسكرية، وهي، في المقابل، لا تقوم بدورها العسكري في تلك الجبهات، مشيراً إلى وصول قوات من اللواء 17، عددها 5 أطقم عسكرية، إلى الجبهة، ومرابطتها في إحدى المدارس، لكن لم يتم توزيعها على المواقع العسكرية، فيما دفع اللواء 35 مدرع بتعزيزات تمركزت في مناطق السواء والكعبين، غربي تعز.

وفي السياق نفسه،  قال أحمد النويهي، أحد النشطاء من أبناء تلك المناطق، لـ"العربي الجديد"، إن المليشيات الانقلابية تواصل استهداف تجمعات سكانية وسط قرى النويهة بقذائف ثقيلة، في خطوة تهدف إلى تهجير القرى المتاخمة لجبهة الكدحة الاستراتيجية غربي المحافظة، بعد موجة نزوح لعدد من القرى المجاورة، مؤكداً أن تلك القذائف سقطت لتنفجر في الأودية والحقول والجبال والتلال الواقعة على الطريق الأسفلتي الرابط بين منطقة البيرين ومنطقة النويهة والكدحة (غرباً).

وأشار النويهي إلى أن المليشيات الانقلابية، قامت بتهجير الأهالي وزرع خطوط التماس بالألغام، كما زرعت العبوات الناسفة والمتفجرات في الحقول الزراعية في منطقة العفيرة في جبل حبشي، وفي طريق الكدحة، لتأمينها بعد معارك واشتباكات تشهدها المنطقة منذ أسبوع، مؤكداً أن مجاميع شعبية تقاوم بجهود ذاتية، وتعمل على إيقاف الانقلابيين من الزحف نحو الخط الرئيسي الرابط بين منطقة التربة وتعز في منطقة البيرين، والذي يعد المنفذ الوحيد لمدينة تعز.

في سياق موازٍ، صدّت قوات الجيش الوطني سلسلة هجمات عسكرية نفذتها قوات الانقلابيين على مواقع الجيش الوطني في جبهة الدفاع الجوي، شمالي غرب المدينة، وسقط خلال معارك دارت بين الطرفين خمسة قتلى في صفوف الانقلابيين، و3 قتلى وعدد من الجرحى في صفوف قوات الشرعية.
المساهمون